عندما كنا نفكر في إصدار صحيفة "المصريون" ، و المشروع لا يزال غضا و بكرا ، كان كل ما يشغلنا هو التفكير في اصدار صحيفة يكون لها "دور و رسالة" .. و لعل من تابع المصريون من اول ظهورها على الشبكة الدولية ، يلحظ انها صدرت متزامنة مع الحراك السياسي الكبير الذي دخلت في رحابه مصر كلها . ف "المصريون" كانت سليلة هذه الصحوة السياسية و ابنتها الشرعية ، خرجت إلى النور لتكون واحدة من السواعد الاعلامية و الصحفية التي يتحمل العاملون فيها ، مسئوليتهم التاريخية إزء وطنهم الحبيب مصر وهو على مفارق طرق تاريخية .. مسئولية مبرأة من أي هوى حزبي أو أيديولوجي ، ومتجردة من أي مصالح خاصة أو شخصية أو فئوية إلا صالح هذا البلد وإنسانه والبحث عن مستقبل أرشد لأجياله الجديدة . كانت "الرسالة" و ليست "التجارة" هي من وراء القصد من هذا العمل ، الذي يستقي نبله من نبل كافة العاملين فيه .. الذين ينفقون عليه من قوت أولادهم .. و يصلون الليل بالنهار .. حتى أن بعضهم لا يعود إلي بيته و أهله إلا "على وش الفجر" كما يقولون .. و يجدون صعوبة بالغة في نيل قسط من الراحة قبل ان يستأنفوا العمل في "المصريون" من جديد .. و بعضهم مرضى يتهددهم هذا العمل الشاق و المضني اليومي لمخاطر كثيرة ، غير عابئين بتعليمات الأطباء و نصحهم لهم .. كل ذلك من أجل توفير رواتب محررين أو مراسلين في الأقسام المختلفة وفنيين محترفين ، تحتاجهم "المصريون" و تجد صعوبة بالغة في تغطية رواتبهم واحتياجاتهم الفنية . و نحن و كما لاحظ قراء و أصدقاء "المصريون" .. صحيفة مستقلة لا تنحاز إلا إلى مصر و نهضتها و عزها .. و الاستقلالية لها ثمن ... و هو الحرمان من دعم و مساندة القوى السياسية و الفكرية المصنفة أيديولوجيا والتي لا تقبل إلا من كان على أيديولجيتها "ولاء و طاعة " أو جزءا من الحزب أو مواليا للجماعة . كل ذلك كان حاضرا في توقعاتنا و نحن نخطو أول خطوة في ارساء هذا الطريق الشاق و الذي لا يخلو من مخاطر يعلمها جيدا كل زملائنا العاملين في مهنة "صاحبة الجلالة " .. غير أننا كنا واثقين مما نحن مقدمون عليه ، وواثقون من إمكانيات تلك الثلة من الشباب المفعم حماسة وحيوية الذي انضم إلى "كتيبة" المصريون ، وواثقون من كفاءتهم المهنية أيضا ، كما كنا واثقين من أن النجاح سوف يفرض نفسه ويكون هو جسر التقدير و التواصل الحقيقي مع كافة المصريين داخل و مصر و خارجها ، فهم القطاع الأوسع و الأكبر و الاهم و الذي يحب بلده ووطنه بعفوية و براءة ، طاهرة متطهرة من "حسابات" السياسة و "جمود" الايديولوجيا .. و هي خصوصية تجعل الانسان بالفطرة قادرا على فرز الصدق "الحقيقي" من غيره المفتعل .. و لله الحمد و المنة .. فقد لمسنا على مدى الشهور الماضية .. حب المصريين المتدفق بكل مشاعر التقدير و التوقير و الاحترام لصحيفة "المصريون" ، و هو شرف كبير و مسئولية أكبر .. حملها لنا أصدقاؤنا و قراؤنا في جميع أنحاء العالم ، وكانت بعض الرسائل المفعمة بالحب والتقدير التي تأتينا من الجاليات المصرية في كندا وأمريكا واستراليا على سبيل المثال تحرك الدموع في أعيننا عنوة وتمنحنا المزيد من الطاقة والصبر على متاعب العمل في ظل ظروف شديدة القسوة .. و بقدر فرحتنا و ابتهاجنا بهذا الدفء الحميمي في علاقتنا بالقراء ، بقدر خوفنا من التعثر لاقدر الله ذات يوم أو نجد انفسنا غير قادرين على اشباع اشواق كل هؤلاء المحبين للصحيفة .. و هذا ما حملنا على تقديم خدمة صحفية خاصة مقابل اشتراك رمزي ، مفتتحين حملة الدعوة إلى الألف مشترك في المصريون .. وهي حملة أصبحت ضرورية من أجل حماية استقلالية رسالة الصحيفة ودعم موقفها الباحث عن الحقيقة وحدها ، وممارسة دوره المهني بكل أمانة وشرف ومسؤولية أمام القارئ داخل مصر وخارجها ، ونحن إذ أطلقنا هذه الحملة فإننا بذلك قد حملنا أصدقاء المصريون مسئوليتهم من أجل ترجمة مشاعر الحب والتقدير إلى حماية حقيقية للصحافة الحرة . و لقد حاولنا تيسيرا على القراء الاستعانة بخدمة "التحصيل ببطاقات الائتمان" غير اننا اكتشفنا انها غير فعالة في مصر في الوقت الراهن ولا تتعامل بها البنوك المصرية ، ما يحعل الاشتراك بالحوالات هو الأسلوب الأيسر والممكن مؤقتا على الحساب المعلن في موقع الصحيفة . .. لافتين إلى أن الاشتراكات الجماعية خاصة بالنسبة للجاليات المصرية بالخارج هي الأفضل بطبيعة الحال ، تفاديا لنسب الخصومات المرتفعة بالبنوك . [email protected]