صدر مؤخرا عن مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع كتاب " صحيفة الاتحاد وموقعها في الصحافة العربية "، يتناول مسيرة صحيفة الاتحاد بعد مرور 40 عاما علي انشائها من خلال خمس دراسات عن موقعها في الصحافة العربية وظروف نشأتها ومسيرة تطورها وكيفية معالجتها للقضايا العربية الكبري بالإضافة إلي دراسة لصفحات الرأي كنموذج لأثر العولمة في الصحافة . يبدأ الكتاب بمقدمتين الاولي كتبها د. عبد المنعم سعيد والذي أكد فيها أن صحيفة الاتحاد منذ تأسيسها في 20 أكتوبر 1969 لم تعبر فقط عن مسيرة تجربة صحفية تتطور بل جسدت قصة موازية لمسيرة دولة، فالاتحاد " الصحيفة " نشأت قبل ميلاد إلامارات الدولة بعامين وتحديداً شهرين وبالتالي غطت الصحيفة الولادة التاريخية لدولة الامارات العربية المتحدة وكانت لسان حال الدولة، يضيف د. عبد المنعم أن الرسالة الاساسية لصحيفة الاتحاد منذ صدور الاعداد التجريبية لها حتي الان هي المضي قدما في تعزيز اتجاهات الوحدة ومقاومة تيارات الانفصال بما يمكن من إرساء دعائم مسيرة الدولة الاتحادية وتشكيل الهوية الوطنية الامارتية. مرت «الاتحاد» بالعديد من التغيرات فتغيرت من حيث الشكل بحكم تغير العصر وتطور التكنولوجيا لتصبح أول صحيفة إماراتية تفتتح موقعا إلكترونيا علي شبكة الانترنت عام 1996 بعد أن صدرت في 12 صفحة وصلت إلي ما يقرب من 35 صفحة فضلا عن ملاحق متخصصة للاقتصاد والثقافة والمنوعات والرياضة وتمتلك الان واحدة من أحدث المطابع في منطقة الشرق الاوسط وتجوب توزيعاتها دولا مختلفة من العالم بعد أن كانت توزع مجانا للصمود في وجه الصحف المنافسة من دول عربية أخري . المقدمة الثانية كانت لتركي عبد الله السديري والذي أكد من خلالها أن صحيفة الاتحاد توافرت لها ميزات ولادة وتطور وانتشار واستقطاب ليس من السهل أن تتوافر لغيرها ،رغم متاعب التأسيس وظروف الطباعة ومساحة الانتشار بل وغياب كفاءات العمل ويضيف السديري انه رغم اقتراب صحيفة الاتحاد من الدولة فإن ذلك لم يجعلها مرهونة بخط تقليدي يعبر عن وجهة نظر واحدة كما تميزت بأنها ليست امارتية الرأي فقط بل فتحت صفحاتها لعدد كبير من الكتاب البارزين في الوطن العربي وفي العالم أيضا. الكتاب فيما بعد يعرض خمس دراسات عن صحيفة الاتحاد. الدراسة الاولي بعنوان "حال الصحافة العربية عند إصدار الاتحاد " والتي قام بإعدادها مصطفي بيومي وهو باحث وكاتب مصري عرض من خلالها حال الصحافة في الدول العربية وقت صدور صحيفة الاتحاد والتي أكد فيها ان عملية الاتصال الجماهيري التي تقوم بها الصحافة في كل زمان ومكان ومن ثم الصحافة العربية عبر مختلف المراحل التاريخية هي في جوهرها عملية اجتماعية تتأثر بالواقع وتؤثر فيه فلا يمكن تقييم هذه الصحافة بمعزل عن الاحاطة بمعطيات المنطقة العربية كما انه لا يمكن فهم تشكيلات المنطقة وتطوراتها وتفاعلاتها المعقدة دون دراسة متأنية للواقع الصحفي والتي تتمثل في " أشكال الملكية ، حرية الصحافة ، التكنولوجيا والتمويل ، العنصر البشري المطالب بامتلاك مؤهلات كثيرة ، وتوضح الدراسة أن المنطقة العربية تتفق في ان نهاية الستينات من القرن الماضي كانت تتهيأ لمرحلة جديدة حافلة بالمتغيرات والتحولات وكانت الساحة الصحفية تعيد بدورها ترتيب الأوراق لتستقبل إصدارات جديدة وتودع ماضيا لا تقوي بعض مفرداته علي البقاء أما الدراسة الثانية فاهتمت " بنشأة صحيفة الاتحاد ومسيرتها وقام بإعدادها أحمد جابر -محرر بمركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع- حيث أوضح ان صحيفة الاتحاد انطلقت لاول مرة في إمارة أبوظبي التي كانت حينئذ مركز حركة نشطة تسعي لإنشاء اتحاد يجمع إمارات الخليج العربية ليكون كياناً قادراً علي الدفاع عن مصالحها وبقائها وقد لعب الشيخ زايد بن سلطان الدور الأكبر في الدعوة لإقامة هذا الاتحاد، وأخذت الصحيفة اسمها من فكرة المشروع لكنها سبقته. جاءت فكرة إصدار صحيفة الاتحاد من دائرة الاعلام والسياحة بإمارة أبوظبي التي رغبت في إصدار صحيفة إلي جانب تأسيس اذاعة وتلفزيون لتغطية أخبار الانشطة المختلفة للإمارة وصدرت الصحيفة في أول الامر في الحجم النصفي «التابلويد» وكانت اسبوعية تصدر كل يوم اثنين ثم تغير موعد صدورها واصبح الخميس اعتبارا من 30 اكتوبر 1969 وكانت الصحيفة توزع مجانا أمام مقر دائرة الاعلام والسياحة وبحلول عام 1971 تطورت الصحيفة وأصبحت أكثر حيوية وازداد اهتمام الناس بها بشكل تدريجي ثم انتقلت من الاصدار الأسبوعي إلي اليومي عبر أكثر من مرحلة إلي ان البداية الحقيقية لها مع بداية قيام دولة الامارات العربية المتحدة مع العدد رقم 108 الصادر يوم الاربعاء الموافق الاول من ديسمبر 1971 وهي السنة الثالثة من عمر الصحيفة تغير حجم الصحيفة إلي الحجم العادي " ستاندرد " وتحولت الاتحاد من صحيفة تصدر في إمارة أبوظبي إلي صحيفة تصدر في دولة الاماراتالمتحدة. في عام 1977 استقلت الاتحاد عن وزارة الاعلام وشهدت مراحل متتالية من التطوير حيث تم تحسين الخدمات الصحفية وزاد عدد المحررين واتسعت دائرة مكاتبها في الداخل والخارج وبدأت الصحيفة تستعين بعدد كبير من المحررين من دول مختلفة، كما أصبحت «الاتحاد» جزءاً من مؤسسة " الاتحاد " للصحافة والطباعة والنشر التي صدر عنها مجلة زهرة الخليج ومجلة ماجد وهي ابرز مجلات الاطفال في العالم العربي، وصحيفة إمارات نيوز الانجليزية ، وفي مطلع الالفية الثالثة دخلت الاتحاد مرحلة جديدة من تاريخها حيث تم تأسيس مؤسسة الامارات للإعلام وضُمت مؤسسة الاتحاد باصدارتها المختلفة لها بالاضافة للتليفزيون والاذاعة، الدراسة الثالثة كانت بعنوان «الصحيفة الشاملة : قراءة في مسيرة الاتحاد " من إعداد مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع. أكدت الدراسة علي ان صحيفة الاتحاد منذ إصدارها تتميز بتنوع مادتها فإلي جانب الأخبار والأنشطة المحلية اهتمت بمختلف المجالات التي تهم القاريء والتي تنطوي علي جوانب محلية وآخري عربية ودولية في مجالات متنوعة مثل الاقتصاد والرياضة والمنوعات وهي نفس المجالات التي أصدرت لها ملاحق متخصصة. الدراسة الرابعة " صحيفة الاتحاد والقضايا العربية " قام بإعدادها هاني نسيره مدير البحوث بمركز المسبار للدراسات والبحوث بالامارات وأكدت هذه الدراسة ان صحيفة الاتحاد اهتمت بشكل كبير بالقضايا العربية وعالجتها علي الصفحة الاولي كأخبار رئيسية وفي الصفحات المتخصصة للرأي والثقافة وكذلك الاعمدة الدراسة الخامسة والاخيرة " وجهات نظر : صفحات الرأي في الاتحاد نموذج لأثر العولمة في الصحافة " إعداد د. أحمد جميل عزام باحث وكاتب اردني بمركز الامارات للدراسات الاستراتيجية والتي أكدت ان صحيفة الاتحاد قدمت من خلال صفحات "وجهات نظر " نموذجا فريدا في صحافة الرأي من حيث عدد الكتاب وتنوع جنسياتهم وتياراتهم الفكرية واختصاصهم .