لاقى قرار السلطات المصرية بمنع السفر عن عدد من الأعضاء بمنظمات حقوقية من بينهم نجل وزير النقل الأمريكى أصداءً واسعة فى الصحافة الغربية، مشيرة إلى أن القرار سيزيد الأزمة الدبلوماسية بين مصر والولاياتالمتحدة تعقيداً. وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن الخطوة ستؤدى بالتأكيد إلى زيادة حدة الأزمة الدبلوماسية بين القاهرة وواشنطن حول قضية المساعدات الأمريكية لجماعات الديمقراطية وحقوق الإنسان، والتى قالت بأن المجلس العسكرى ينظر لها بعين الريبة. وأضافت أنه على الرغم من اتصال الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالمشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى الأسبوع الماضى، والذى تبعه اتصال وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، بنظيرها المصرى للإعراب عن قلق الإدارة الأمريكية مما وصفته بأنه "سوء معاملة" الجماعات غير الحكومية، إلا أن تحذيراتهم لم تمنع الحكومة المصرية من أخذ المزيد من الخطوات، التى من شأنها إثارة غضب البيت الأبيض بشكل أكبر. وتابعت قائلة، إن قرار الحظر أثار قلق بعض نواب الكونجرس الأمريكى، فى إشارة إلى تصريحات السيناتور جون ماكين، التى أعرب فيها عن أسفه من تصاعد الأزمة، التى قال بأنها وصلت إلى درجة "تهديد حياة المواطنين الأمريكيين"، وهو ما قال إنه قد يتسبب فى "انتكاس الشراكة طويلة الأمد بين الولاياتالمتحدة ومصر". فيما وصفت مجلة "تايم" الأمريكية الخطوة بأنها الأحدث فى سلسلة الضربات المحرجة، التى تم توجيهها لإدارة الرئيس أوباما، مضيفة بأنه من الصعب تحديد ما يهدف إليه المجلس العسكرى الحاكم من حملته على منظمات حقوق الإنسان ودعم الديمقراطية. وأشارت إلى أن هدف جنرالات المجلس العسكرى قد يكون التأثير على المساعدات الأمريكية السنوية، والتى قرر الكونجرس الأمريكى مؤخراً ربطها بالإصلاحات المؤيدة للديمقراطية. إلا أنها قالت بأن المبالغة فى الضغط على المنظمات غير الحكومية يحمل مخاطرة، فهو قد يثير غضب أعضار الكونجرس أكثر من اجتذابهم لجانب الجيش. من جانبها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسئولين بالخارجية الأمريكية قولهم إنها المرة الأولى التى تصبح فيها المعونات العسكرية الأمريكية إلى مصر فى خطر. وأضافت أن البيت الأبيض أجرى مفاوضات مكثفة للسماح للرئيس الأمريكى بامتلاك خيار التنازل عن الشروط باسم "الأمن القومى" إذا لزم الأمر. وأكد مسئول رفيع بالخارجية الأمريكية للصحيفة أن القضية أصبحت موضوع "جدل قائم" داخل الإدارة الأمريكية، مضيفاً بأنه لا توجد تأكيدات واضحة حول ما سيحدث. وقال "أعتقد أنهم يفهمون الأهمية التى نعلقها على هذه المسألة، والقيمة الفعلية لمضى مصر قدماً بشأن تلك الأسئلة". أما صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقالت إن التصعيد الأخير فى الأزمة الدبلوماسية بين البلدين يشكل تحدياً حساساً لإدارة الرئيس أوباما، فى الوقت الذى تتعرض فيه لضغوط متزايدة من الكونجرس لتعليق مساعداتها لمصر البالغ قيمتها نحو 2 مليار دولار، والتى يذهب معظمها كل عام للجيش المصرى فى شكل مساعدات عسكرية. وأشارت إلى المأزق الذى وقعت فيه الإدارة الأمريكية التى تحاول الظهور بمظهر احتجاجى على مقاومة المجلس العسكرى للتغيير الديمقراطى، ولكن فى الوقت نفسه تحرص على عدم زعزعة الاستقرار فى علاقتها مع أحد حلفائها الرئيسيين فى المنطقة.