تعرضت مصر في الفترة الأخيرة لمواقف دولية حرجة عديدة، الأمر الذي جعل سامح شكري وزير الخارجية في موقف المدافع عن هذه المواقف، وتنوعت هذه المواقف ما بين انتقادات لأحكام قضائية، ورفض لقرارات أمنية تمنع أجانب من السفر، وأزمات قضائية وعسكرية، سقطت جميعها في يده، باعتباره ممثل الدبلوماسية المصرية، فكان عليه أن يحتويها ويحاول حلها دون أن يكون لوزارة الخارجية يد فيها. واستطاع سامح شكري الذي عمل سفيرًا لمصر في "واشنطن" في الفترة ما بين سبتمبر 2008 وحتى عام 2012، اكتساب خبرة كبيرة في العلاقات الدبلوماسية، وذلك بعد ما يقرب من 30 عامًا منذ التحاقه بالسلك الدبلوماسي فى عام 1976، وساعده في ذلك منصب سفير مصر فى عدد من الدول الأجنبية. تخرج "شكرى" من كلية الحقوق جامعة عين شمس، والتحق بالسلك الدبلوماسي عام 1976، وعمل سفيرا لمصر في لندن، وبالبعثة المصرية الدائمة في نيويورك، كما عمل مندوب لمصر في مقر الأممالمتحدة بجنيف من عام 2005 وحتى عام 2008، ومدير لمكتب أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلى أن تولى وزارة الخارجية، ونال خلال مسيرته الدبلوماسية العديد من الأوسمة والأنواط. وواجه شكري الذي بدأ عمله بوزارة الخارجية فى يونيو 2014، أزمته الأولى بعد أشهر معدودة من توليه منصبه، حين تفجرت أزمة المصريين على الحدود التونسية الليبية، فاضطر إلى الذهاب حتى المعبر الحدودي فى محاولة للتوصل إلى حلول للأزمة، واستطاع السيطرة عليها، قبل أن يواجه بعدها بأيام أزمات متعددة داخلية لا علاقة له بها من الأساس، خصوصا بعد أحكام القضاء على عناصر الإخوان المسلمين وأحكام الإعدام التي أثارت الجدل الكبير في الأوساط الدولية، فتحمل مسئولية توضيح أسباب تلك الأحكام، وتحسين صورة مصر أمام العالم من خلال الرد على الانتقادات الموجهة للحكومة، فكان بمثابة مدافع يحاول احتواء الأزمات المتكررة فى الداخل والخارج. كما واجه شكري أمورًا أخرى، تتعلق بقرارات أمنية أصدرتها وزارة الداخلية مثل رفض التأشيرات الفردية والسماح للتأشيرات الجماعية فقط، والتي لاقت رفض الكثير من الدول وشركات السياحة، وتصدت وزارة الخارجية لهذا الأمر واستطاعت تأجيل الموضوع لحين دراسته بشكل كبير ولم يتم تطبيقه، قبل أن يقع حادث مقتل السياح المكسيكيين فى منطقة الواحات، ويصاب عدد آخر، وزير الخارجية نفسه فى مهمة طمأنة الشعب المكسيكي، لينقذ العلاقات المصرية،المكسيكية من الشائعات التى طالتها عقب وقوع الحادث. وكان له تحركات متنوعة ومكثفة، بين حين وآخر لفتح المجال أمام السياسة الخارجية المصرية وتنويع العلاقات واكتساب المزيد من الصداقات فى محاولات لخدمة المصالح المصرية فى الخارج، فضلا عن محاولات إحباط التحركات السلبية تجاه مصر من خلال جولاته المختلفة فى الشرق والغرب. كما أجرى شكري عدة زيارات خارجية وعربية مؤخرًا؛ حيث سارع إلى زيارة العاصمة الروسية "موسكو"لمحاولة استئناف الطيران الروسي لمصر بعد حادث سقوط الطائرة فى أكتوبر الماضي، ولم يكمل يومين وسارع إلى السودان لاستكمال المشاورات الخاصة بعقد اللجنة العليا المشتركة ومفاوضات سد النهضة والترتيب للقمة الثلاثية الرئاسية بين كل من إثيوبيا ومصر والسودان. يرأس وزير الخارجية سامح شكري خلال هذه الأيام وفد مصر خلال أعمال القمة الإسلامية التي تعقد بمدينة "اسطنبول "بتركيا ويتولى تسليم رئاسة القمة من مصر إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد أن سادت خلال الأيام الماضية غموض حول موقف المشاركة المصرية فى القمة، خاصة فى ظل التوتر السياسي والدبلوماسي الشديد بين القاهرة وأنقرة في أعقاب ثورة 30 يونيو، وموقف الرئيس التركي "أردوغان"من جماعة الإخوان المسلمين. ورغم ما تتعرض له مصر من أزمات مؤخرًا، خاصة فى حادث الطائرة الروسية وقضية الطالب الإيطالي، يسعى وزير الخارجية أن يواجه هذه الأزمات من خلال التنسيق الدبلوماسي والعمل مع الجهات المعنية لمحاولة احتواء تلك الأزمات.
بدوره قال الدكتور عبد الخبير عطا أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، إن تمثيل مصر فى الاجتماع الوزاري للقمة الإسلامية بمساعد وزير الخارجية لا يعد تمثيلا منخفضًا حيث تواترت أنباء خلال الأيام الماضية بأن التمثيل المصري فى القمة سيقتصر على القائم بأعمال السفارة المصرية بتركيا. وأضاف عطا ل"المصريون" أن المملكة العربية السعودية قامت بجهود كبيرة مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى جعلت مصر تقرر رفع مستوى تمثيلها فى القمة التى ستشهد مناقشة عدد من الملفات المهمة التي تطلب على الأقل وجود وزير الخارجية فى القمة الإسلامية. وأشار إلى أن هناك خطوات من جانب السعودية بشكل أو بآخر للتقارب بين مصر وتركيا والتعاون من أجل المصالح المشتركة بين البلدين، مؤكدًا أن من مصلحة المملكة العربية السعودية تقارب وجهات النظر بين مصر وتركيا إضافة إلى دولة قطر لأن هناك مصالح مشتركة بين الدول الثلاث على حد قوله.