دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، يوم الأحد، قادة الحركة الإسلامية في السودان إلى جعل وفاة المفكر الإسلامي حسن الترابي "موسما للوحدة". مشعل الذي كان وصل العاصمة السودانية في وقت سابق اليوم لتأدية واجب العزاء بوفاة "الترابي"، بكى عندما كان يخاطب الآلاف من أنصار الراحل في منزله بالخرطوم، وهو يعدد مآثره قائلا "الوجع الذي تملكني لم أشعر به من قبل(...) فقدت الأمة العقل الفسيح الذي يعرف الهدف ولاتحنّطه الجوامد". وأضاف أن الراحل "كان يتابع أخبار فلسطين وسعى للم شملها ودائما ما كان يدعونا لنكون على قلب رجل واحد". ودعا مشعل قادة الحركة الإسلامية في السودان المنقسمين إلى عدة تنظيمات إلى الوحدة، مخاطباً إياهم "اجعلوا من وفاة الترابي موسما للوحدة وأرجو أن لا ينسيكم الخلاف السياسي الفضل الكبير بينكم". ووصل مشعل الخرطوم مساء اليوم الأحد، لتأدية واجب العزاء بوفاة المفكر الإسلامي حسن الترابي. وبحسب مراسل "الأناضول"، استقبل الآلاف بالتهليل والتكبير مشعل لدى وصوله منزل الراحل بالخرطوم. ولم تعرف مدّة زيارة مشعل للسودان وفيما إذا سيكون هنالك لقاءات رسمية مع مسؤولين على هامشها. وتوفي الترابي مساء أمس السبت بعد ساعات من إسعافه لإحدى مستشفيات الخرطوم إثر علة طارئة شخصها الأطباء بنوبة قلبية. وشيع آلاف السودانيين، صباح اليوم الأحد، جثمان المفكر الإسلامي ورئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض، والذي وافته المنية مساء أمس، عن عمر ناهز 83 عامًا. وكان الرئيس عمر البشير، قد قدم العزاء لأسرة الراحل، وقادة حزب المؤتمر الشعبي، الذي كان يتزعمه الترابي، مساء السبت، قبل مغادرته إلى جاكرتا، للمشاركة في القمة الإسلامية الاستثنائية المخصصة للقضية الفلسطينية. ونعى المفكر السوداني عدد من رموز العالم الإسلامي على رأسهم رئيس الاتحاد العالمي للمسلمين يوسف القرضاوي وزعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي وجماعة الإخوان الملسلمين في مصر وحركة المقاومة الإسلامية حماس. ويعتبر الترابي المؤسس الفعلي للحركة الإسلامية بالسودان ومهندس الانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس عمر البشير إلى السلطة في العام 1989 قبل أن يختلف الرجلين في العام 1999 ويؤسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض. وبعد معارضة شرسة اعتقل على إثرها الترابي أكثر من مرة على مدار 15 عاما تحسنت في الأشهر الأخيرة علاقته بالحكومة عندما قبل دعوة للحوار الوطني طرحها الرئيس البشير وقاطعتها غالبية فصائل المعارضة الرئيسية.