شيعت جموع كبيرة من السودانيين صباح اليوم الأحد، جثمان رئيس حزب المؤتمر الشعبي الشيخ حسن عبد الله الترابي، الذي توفى مساء أمس السبت عن عمر ناهز 84 عاما . وتوافدت أعداد كبيرة للصلاة على جثمان الفقيد وتوجهت الجموع لمقابر "بري" بالخرطوم، حيث تم التشييع، كما توافدت أعداد غفيرة من الجماهير والقيادات السياسية وأنصار حزبه إلى دار الفقيد بضاحية المنشية بالخرطوم، عقب نبأ إعلان وفاته مباشرة. وكان الآف السودانيين قد تجمعوا صباح اليوم الأحد، بالخرطوم أمام منزل المفكر الإسلامي والسياسي المخضرم حسن الترابي الذي وافته المنية أمس عن عمر يناهز 83 عاما. ومن المنتظر أن يصلى على جنازته اليوم في ساحة عامة بالقرب من منزله بحي "المنشية" قبل أن يوارى الثرى في مقابر "بري" حسبما أفاد حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي يتزعمه. وبحسب وكالة "الأناضول" الاخبارية، اضطرت شرطة المرور إلى إغلاق وتغيير اتجاهات عدد من الشوارع الرئيسية في المنطقة بسبب توافد الآلاف من المشيعين الذين يتقدمهم قادة القوى السياسية في الحكومة والمعارضة. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قدم واجب العزاء لأسرة الفقيد وقادة حزبه مساء السبت قبل مغادرته إلى جاكرتا للمشاركة في القمة الإسلامية الاستثنائية المخصصة للقضية الفلسطينية. وتوفي الترابي مساء السبت بعد ساعات من نقله لإحدى مستشفيات الخرطوم إثر علة طارئة شخصها الأطباء بنوبة قلبية. ونعى الترابي عدد من رموز العالم الإسلامي على رأسهم رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، وزعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي وجماعة الإخوان المسلمين في مصر وحركة المقاومة الإسلامية حماس. ويتعبر الترابي المؤسس الفعلي للحركة الإسلامية بالسودان ومهندس الانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس عمر البشير إلى السلطة عام 1989 قبل أن يختلفا عام 1999 ويؤسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض. وبعد معارضة شرسة اعتقل على إثرها الترابي أكثر من مرة على مدار 15 عاما تحسنت في الأشهر الأخيرة علاقته بالحكومة عندما قبل دعوة للحوار الوطني طرحها الرئيس البشير وقاطعتها غالبية فصائل المعارضة الرئيسية.