«شعبة الدواجن»: لا يؤثر على الإنسان.. «الاتحاد»: الأعلاف المستورة السبب.. و«الثروة الداجنة»: لابد من غلق المعامل حالة من القلق والغضب تسيطر على أصحاب مزارع ومنتجي الدواجن، بعد ظهور حالات نفوق لعدد من الدواجن بإحدى المزارع في بعض المحافظات، وذلك نتيجة لظهور مرض جديد يسمى "سرطان الدواجن" يصيب أمهات الدواجن، مما يهدد الثروة الداجنة بمصر، نتيجة للخسائر الذي يسببها المرض. بدوره أكد الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية، أن ظهور حالات إصابات بسرطان الدواجن، لم تعد المرة الأولى، حيث إن مرض السرطان ظهر منذ عام 1907، وانتشر المرض خلال الفترة الراهنة نتيجة استيراد أمهات دواجن مصابة بالمرض، وتم انتقال العدوى بين الدواجن الأخرى. وأضاف السيد ل"المصريون" أن مرض سرطان الدواجن لم ينتقل للإنسان، ولا يؤثر على حياته ولا يمثل خطورة عليه إطلاقًا، بينما يمثل خطرًا على الدواجن بشكل عام، حيث ينقسم إلى نوعين النوع الأول يدعى "الماريك" وفيه ينتقل المرض بالعدوى عبر الرذاذ للطائر، ونسبة الوفاة تصل فيه إلى 50%، وتشمل الأعراض فى حدوث تضخم فى الكبد والرئتين والقلب للطائر، مع حدوث نزيف داخلي فقد الوزن وظهور بعض أشكال الشلل، احتمالية وجود أورام حشوية في الطحال والكبد والكلى، ونفوق في الطيور غير المحصنة، وتظهر الإصابة عند عمر 6 أسابيع. كما ينتقل الفيروس عن طريق العنابر المصابة حيث تصاب الكتاكيت في اليوم الأول من عمرها عن طريق الفم والجهاز التنفسي، وللوقاية من هذا المرض لابد من تحصين الكتاكيت في عمر يوم وهي الوسيلة الفعالة للتحكم في المرض وضرورة المحافظة على الإجراءات الصحية والنظافة بدرجة عالية لتجنب التعرض لهذا المرض. وتابع السيد أن النوع الثاني من سرطان الدواجن ويطلق عليه مرض "الليكوزيس" والذي يتم فيه انتقال المرض بشكل وراثي من الأم إلى الكتكوت، الليكوزيس الليمفاوي، تظهر أعراضه على شكل أورام حشوية في الطحال والكبد والكلى للدواجن، انخفاض إنتاج البيض، تحجر عظمي في الأجنحة والأرجل، كسل وشحوب في الدواجن المصابة، ضعف ونقص في الوزن وأخيرًا موتها، ينتقل الفيروس عن طريق البيض ومن ذلك قد يحدث الانتقال الأفقي في الأعمار الصغيرة. وأردف أن المرض يسبب خسائر اقتصادية لمربيي الدواجن، فالوفيات في قطيع الدجاج تتراوح بين 1 إلى 2%، وتكون أحيانًا 20% أو أكثر والوفيات تبدأ في الظروف الطبيعية بعد أن يصل الطائر لعمر 14 أسبوعًا أو أكثر، أي أن التكلفة الفعلية للدجاجة تكون مرتفعة، خاصة أن الوفيات تتزايد مع بدء القطيع في إنتاج البيض، وعند ذلك تتراوح التكلفة الفعلية للدجاجة البياض بين 28 إلى 35 جنيهًا وأمهات التسمين حوالي 100 جنيه أو أكثر. وأشار رئيس شعبة الدواجن إلى أنه لا يوجد علاج معروف للمرض وأفضل وسيلة للتحكم في المرض هو اكتشاف الأمهات المصابة معمليًا، موضحًا أن الثروة الداجنة فى مصر تعانى من العديد من التحديات، ولابد من تحرك إيجابي وسريع من قبل الجهات المعنية بوزارة الزراعة للاهتمام بهذا القطاع، والسيطرة على الأمراض الوبائية التى تحيط الدواجن من جميع الاتجاهات، أن انتشار هذا المرض بالوقت الراهن نتيجة استيراد شحنات من دواجن مصابة بالمرض. وشدد السيد، على ضرورة تعويض أصحاب المزارع من قبل مستوردي أمهات الدواجن المصابة بالسرطان من الخارج، من خلال نزاع قضائي بين المربى والمستورد، أن هناك خللاً من قبل معهد بحوث صحة الحيوان بوزارة الزراعة؛ كونه المسئول عن أخذ عينات من شحنات الدواجن المستوردة، والتأكد من إجراء عمليات الحصينات اللازمة لضمان عدم انتقال عدوى مرض سرطان الدواجن. وفى سياق متصل، قال السيد مشالي، عضو الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، إن سبب مشكلة صناعة الدواجن فى مصر أنه لا يوجد لدى متخذ القرار بيانات وإحصاءات عن حجم مزارع الدواجن المنتجة للدجاج البلدي والساسو (المهجن مع البلدي إضافة إلى عدم وجود بيانات عن حجم إنتاج معامل التفريخ البلدي)، والتي ازدادت ووصل عددها إلى حوالي 1000% من المدون في موسوعة وصف مصر. وأضاف مشالي ل"المصريون" أن حجم الاستهلاك اليومي من الدواجن في مصر هو 2مليون طائر، مليون بداري تسمين (فراخ بيضاء) ومليون (دجاج بلدي ومهجن وبط بأنواعه) الدجاج الأبيض رغم الخسائر المادية لا يشكل مشكلة معقدة، حيث إن الإجراءات التنظيمية مع تعويض المتضررين سيعاد التوازن خلال 6 أشهر على الأكثر، أما المليون الآخر فهو صاحب المشكلة الأكبر والأكثر تعقيدًا، حيث لا توجد بيانات أو إحصاءات حقيقية تساعد متخذ القرار على معرفة مدى التأثير الهائل على البلدي. وتابع أنه لابد من منع استيراد المحاصيل والمواد الغذائية والأعلاف عن طريق المستوردين والموردين وتقوم كل وزارة أو هيئة، وخاصة وزارة التموين ووزارة الزراعة باستيراد الاحتياجات الضرورية والتي ليس لها مثيل محلي مباشرة بدون وسطاء، وذلك لمنع دخول الأمراض والأوبئة إلى المزارع، موضحًا أنه لابد من تخصيص 500 ألف فدان من المليون ونصف لزراعة المحاصيل الاستراتيجية (ذرة صفراء – فول صويا – قمح) وذلك بأجود البذور المنتقاة على أرض مصر وبأيدٍ مصرية وتمويل مصري بدلا من استيرادها . ولفت مشالي إلى أن حجم استثمارات صناعة الدواجن في مصر تصل إلى 20 مليار جنيه مهددة بالضياع، بسبب الأمراض والفيروسات التى تصيب الدواجن فى الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن هناك عددًا كبيرًا من المنتجين للدواجن يعملون بشكل عشوائي وأن آلافًا من مزارع الدواجن تعمل منذ عشرين عامًا وإنتاجها يصل إلى 100 ألف طائر للمزرعة الواحدة في السنة وغير مرخصة بسبب البناء على الأرض الزراعية. وطالب عضو اتحاد منتجي الدواجن بتشديد الرقابة على المنتجات المستوردة وخاصة مدخلات صناعة الدواجن لإنقاذ الشعب المصري من الأمراض التي تصيبه جراء المواد الفاسدة والمنتهية الصلاحية، وبذلك نكون دعمنا الفلاح المصري بدلا من الأجنبي وعظمنا المنتج المحلي وتحصينه من الاحتكار والممارسات الفاسدة ونعود إلى النهضة الزراعية لدولة كانت سلة غذاء العالم في يوم من الأيام، على حد قوله. من جانبه، قال مصطفى إبراهيم، رئيس جمعية تنمية الثروة الداجنة بمحافظة الدقهلية، إنّ أكثر من 650 ألف دجاجة أصيبت بسرطان الدواجن، مضيفًا أنّ سرطان الدواجن يبدأ في الدجاجة من مدة ال 80 يومًا. وأضاف إبراهيم خلال لقاءٍ له فى إحدى القنوات الفضائية، أنّ سرطان الدواجن يُعتبر شيئًا جديدًا على المصريين، موضحًا أنّ هذا السرطان منتشر في كل مزارع دواجن منطقة وسط الدلتا. وتابع إبراهيم أنّ سرطان الدواجن يُعد مرضًا جديدًا أصاب الثروة الداجنة، وأنه لا ينتقل إلى الإنسان. وأوضح إبراهيم أنّ أكثر من 8 ملايين عامل يعملون في مجال الدواجن بكل أشكاله، في الوقت الذي لا توجد فيه أي رقابة من الدولة على صناعة الثروة الداجنة في مصر. وطالب إبراهيم الدولة بضرورة غلق كل معامل تفريغ الكتاكيت المسرطنة، وإنقاذ هذه الصناعة من الانهيار.