يخطئ من يظن أن مشكلة التعليم في مصر تقتصر على المحاور الرئيسية للعملية التعليمية وهي المعلم والمتعلم والمدرسة فقط، نحن لا نغفل أهمية هذه المحاور في العلمية التعليمية، بل على العكس يجب على الدولة أن تعمل على تطويرها ووضع الحلول والخطط العلمية والعملية للتغلب على مشاكلها الموروثة. لكن المشكلة الأساسية في العلمية التعليمية في مصر هي الابتعاد عن العلم والتفكير العلمي والعشوائية في اتخاذ القرارات، نعم هي كذلك فطوال فترة طويلة في عمر مصر لم يتم تحديث نظام التعليم، ولا العمل على مواكبة التطور المعرفي في العالم، فإذا نظرنا على أسلوب التعليم طوال التاريخ الحديث لمصر، نجد أنه لم يطرأ علية أي تغيير جوهريمنذ أيام الملك، بل على العكس مرت المدرسة بفترات عصيبة حولتها إلى ما يقرب الى السجن بالنسبة للطلاب، لا إلى محراب علم وتعلم. العالم يتغير من حولنا بصورة مرعبة ونحن مازلنا نعتمد على الأساليب التقليدية من الإلقاء والتقييم، وحتى كل عمليات التطوير في المناهج كلها خطط مبتورة، عمليات مشوهة منقوصة مجرد نقل لجزء من تجارب الأخرين، دون دراسة واقع التعليم في مصر. أتذكر جيدًا كيف تم إلغاء نظام الثانوية العامة بنظام العام الواحد وتحويلة إلى نظام العامين مع التحسين، ومرورًا إلى الغاء التحسين والعودة مرة أخرى إلى نظام العام الواحد، مجرد نقل للتجربة البريطانية في نظام الثانوية العامة، نقل أعمي دون دراسة أو وعي لمشكلة التعليم المصرية، تجربة تم تجربتها في مصر لبضع سنين ثم أكتشف المسؤولين أن هذه التجربة قامت بتدمير الأسرة المصرية، وتوحش نظام الدروس الخصوصية، هذا البزنس الخفي الذي هو السبب الأساسي في تدمير التعليم في مصر. في العصور السابقة اتسم التعليم بالعشوائية، وتخبط الإدارة فكل مسؤول يقوم بتقديم وتبنى تجربة ويحارب لتنفيذها ظنًا منة أنها ستقوم بحل مشاكل التعليم، وللأسف كل هذه التجارب وإن نجحت في بيئتها الأساسية فهذا ليس دليل على نجاحها في كل المجتمعات المختلفة، ولكن ما الحل؟؟؟ .... الحل يجب عمل مشروع قومي لحل مشاكل التعليم ولكن للأسف أغلب المؤتمرات والندوات السابقة مرت دون إرادة سياسية لوضع حلول جذرية سواء بسوء نية أو قصور فنيه لديهم، ودائما نسمع كلمة مشكلة الموارد المالية تعيق أي تقدم وحلول في مصر، وعلى العكس من ذلك فجميع المشاكل لها حلول وحلول جذرية إذاوجدت الإرادة الحقيقية لحل تلك المشكلة، وهذا ما ناملة في القيادة السياسية الحالية، فالحلول كثيرة ومتنوعة ولكن يجب فقط إخلاص النوايا وإنكار الذات، والبدا بالعمل، فلكل مجتهد نصيب ولكن يجب الاجتهاد أولًا لنصل إلى المبتغى، ولكننا قوم نجلس ونلعب ونشكى واقعنا المرير....... إذا ما الحل؟؟؟؟ الحل في التعلم التفاعلي، وهو أن يكن الطالب محور العملية التعليمية، ومشروع بنك المعرفة على الرغم من بعض القصور التي أراهافي هذا المشروع "على الرغم من عدم بدأ المشروع حتى الأن لدراسته ووضع تقييم حقيقي له"إلا أنه يظل خطورة مهمة نحو أمل كبير نسعى إلية في مستقبلنا القريب. وللحديث بقية إن شاء الله عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.