* وزير التعليم: بروتوكول تعاون مع "الاتصالات" لتعميم التجربة بالمدارس * خطط مدروسة لتحويل التعليم من تقليدى إلى تفاعلى لأن العلم هو أساس التنمية والنهضة فى جميع المجالات فقد شهدت الفترة الحالية إطلاق مبادرات التعليم التفاعلى المتكامل باستخدام مجموعة من الحلول التكنولوجية التى ترفع من كفاءة العملية التعليمية، وتحقق التواصل والتفاعل المطلوب بين الطالب والمعلم، فى إطار تطوير منظومة التعليم وتحويلها من النمطية التقليدية إلى التفاعلية وربط الأطراف المعنية من مدرسين وطلاب وأولياء أمور، وهو ما يسمح بفكر أكثر توسعًا وتطورًا فى البحث عن المعلومات وليس مجرد تلقيها من جانب واحد والتفاعل معها. أعلن د. إبراهيم غنيم -وزير التربية والتعليم- عن إطلاق مبادرة التعليم التفاعلى لأول مرة فى مصر بالتعاون مع القطاع الخاص وأبرز المشاركين مجموعة شركات العربى، وشركة فودافون مصر، ومجموعة الخرافى، وشركة “swipentap” وغيرها. وأكد الوزير أن استخدام هذه التقنية فى المنظومة التعليمية سيزيد من حجم التفاعل بين الطالب والمعلم، وأنه يستهدف تعميمها لتشمل كافة المدارس والجامعات فى مصر، وأضاف أن أحد أهم أسباب تقدم الدول ونهضتها هو التعليم، فلا بد أن نستفيد من هذه الحلول التقنية فى رفع كفاءة المنظومة التعليمية شاملة الطالب والمعلم والمنهج والأسلوب. وأشار إلى أن التجربة تهدف إلى الاستغناء عن المقررات الدراسية فى شكلها الورقى التقليدى وتحميلها على أجهزة الكمبيوتر اللوحية “Tablets”، التى تتيح للطالب الاتصال بشكل دائم بالإنترنت والاستفادة من قاعدة واسعة من المصادر التعليمية المتاحة عبر نظام الحوسبة السحابية، ليسهم هذا الأسلوب فى فتح آفاق غير محدودة أمام الطالب للتعلم واكتساب المعرفة بعيدا عن الأساليب النمطية للتعليم. وأضاف غنيم فى تصريحات خاصة ل"الحرية والعدالة" أن القطاع الخاص شريك أساسى فى تنمية التعليم، حيث إن هناك 5 شركات تعمل مع المعاهد القومية فى هذا الشأن، وهذا يعد الدور الاجتماعى للقطاع الخاص، مؤكدا أن هذه المبادرات خارج ميزانية البند الخاص بتكنولوجيا المعلومات فى قطاع التعليم البالغة 700 مليون جنيه ولا تتحمل الدولة أية أعباء، والقطاع الخاص يتحمل تكلفة المشروع كاملا فى تلك المبادرات التجريبية. وأوضح أن هذه التجارب الاستطلاعية تعد مؤشر مهما بعد تقييمها لتحديد الخطوات الأولى لتنفيذ مخطط تحويل التعليم من تقليدى إلى تكنولوجى تفاعلى، ولذلك لم تنفق الوزارة على تلك المبادرات من هذا البند حتى نتفادى المشكلات التى تقابلها الأجهزة التكنولوجية فى المدارس نتيجة عدم وجود وعى كافٍ بكيفية استخدامها والاستفادة منها. وكشف غنيم أنه من المقرر توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات لتعميم التجربة بعد تقييمها على 2000 مدرسة، مشيرا إلى أن هناك تجارب فى هذا الإطار بمحافظات أسيوط والإسماعيلية، حيث يجب أن تكون تجربة المشروع فى إطار ضيق لسهولة تقييمها وتفادى أية عقبات تواجهها. وسائل حديثة من جانبه، قال المهندس مدحت العربى -رئيس مجموعة التخطيط الإستراتيجى بمجموعة العربى- إن حالة الاقتصاد فى هذه المرحلة تدفعنا جميعا ككيانات وطنية إلى التعاون مع كافة هيئات ومنظمات المجتمع المدنى فى التطوير والتنمية المتوقع أن تشهدها البلاد فى الفترة المقبلة. وأضاف أن قضية التعليم أصبحت على درجة عالية من الأهمية، خاصة أنها تتعلق بمستقبل التنمية فى مصر وترتبط بكافة جوانب حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما يفرض علينا ضرورة أن نتكاتف جميعا لنعمل على توفير كافة وسائل التعليم الحديثة التى تحقق سهولة وفاعلية التعلم، وتضمن أن يحصل الطلاب على تعليم أفضل. وأوضح العربى أن هذا النظام يربط بين كل من أجهزة الكمبيوتر اللوحية والسبورات التفاعلية؛ لتمكين الطلاب والمعلمين من التفاعل، كما يتيح الدخول على الإنترنت وتحميل المحتوى العلمى والتفاعل من خلاله مع مستخدمى الشبكة عبر استخدام الحوسبة السحابية. وأشار إلى أن شركة فودافون مصر قامت بتجهيز جميع أجهزة الكمبيوتر اللوحى المقدمة من مجموعة العربى لهذا النظام التفاعلى الجديد بإمكانية الاتصال المباشر بالإنترنت، فضلًا عن توفير خصائص متطورة للاتصال من أى مكان. ولفت إلى أن هذا النظام التعليمى يستهدف الاستغناء عن المقررات الدراسية فى شكلها الورقى التقليدى وتحميلها بالكامل على أجهزة الكمبيوتر اللوحيةTablets ، حيث تتعاون مجموعة العربى فى هذا المجال مع شركة "“swipentap المتخصصة فى تطوير برامج الكمبيوتر الخاصة بالمناهج التعليمية، ليسهم هذا الأسلوب فى فتح آفاق غير محدودة أمام الطالب للتعلم واكتساب المعرفة بعيدا عن الأساليب النمطية للتعليم. ولفت إلى أن مجموعة العربى أسهمت بشكل كبير فى تدريب أكثر من 10000 متدرب طالب ومعلم فى أكثر من 170 من المدارس الخاصة والحكومية والأزهرية على كيفية استخدام النظام التفاعلى من خلال شركة إنجليزية متخصصة فى هذا المجال منذ 4 سنوات، والتى تقدم حلولا تعليمية متكاملة. وقال العربى: "إن الشركة تدرس هذه التجربة مع الوزارة والمعاهد القومية من بداية طرح الفكرة، وعندما عرضت الوزارة تطبيق المشروع على الشركة منذ 6 شهور تقريبا، وقامت الشركة بإمداد 3 فصول من خلال المبادرة التى تم توقيعها شاملة الشاشة والبروجيكتور وجهاز الكمبيوتر الخاص بها، وأجهزة تابليت "توشيبا" و"تورنيدو" للطلبة والمعلمين ونشارك فى المشروع ب105 أجهزة، بتكلفة إجمالية 380 ألف جنيه، وفى حالة نجاح التجربة قد تطرح الوزارة مناقصة لهذا الأمر، ولو شاركنا فيها سنقدمها بتكلفتها ليس بهدف الربح، وإما ندعمها من الشركة لأنها تعد حلا جذريا لمشكلة التعليم فى مصر، ونشارك فى المبادرة ب3 مدارس". بناء المجتمع أما مختار راوى، العضو المنتدب لشركة “swipentap” المتخصصة فى صناعة البرمجيات الخاصة بأجهزة الكمبيوتر اللوحى "التابليت"، فيقول: "إن المشروع الخاص بتطبيقات العملية التعليمية بدأ بعد الثورة مباشرة، والذى تم إطلاقه من خلال مبادرة التعليم التفاعلى التى تم الإعلان عنها الأحد الماضى، وهناك استجابة مرتفعة من قبل الطلبة والمدرسين وأولياء الأمور". وأوضح أن تلك الحلول والتطبيقات ليست مجرد برنامج بالمعنى المتعارف عليه، ولكنها منصة تعليم تفاعلى يسمح لأطراف العلمية التعليمية من مدرسين وطلاب وأولياء أمور وإدارة المدرسة، بالتواصل فيما بينهم، مؤكدا أن التعليم من أهم آليات بناء المجتمع. ويتميز تطبيق التعليم التفاعلى بأنه لا يجعل الطالب يحتاج لحمل كميات كبيرة من الكتب؛ حيث إنها محملة على التابليت، ويستطيع المدرس إنتاج وتحديث المواد طوال العام ويضعها على الحوسبة السحابية، وترسل إلى الطلاب الموجهة لهم هذه المادة ويتفاعلون معها، ويتناقلون خبراتهم وتجاربهم بينهم. وكشف أن هذه التجربة تتضمن 500 جهاز تابليت فى 4 مدارس تابعة للمعاهد القومية وهى مدرسة بورسعيد بالزمالك وكلية النصر وليسيه الحرية بمصر الجديدة وفيكتوريا بالمعادى، مضيفا أنه من المخطط تقييم التجربة بعد شهر، وإذا لاقت نجاحا كبيرا من المخطط استكمال المشروع مع الوزارة فى المدارس الأخرى. حق الاختيار وفى سياق متصل، أوضح عمرو منصور -مدير إدارة الابتكارات وتنمية الأعمال بشركة فودافون مصر- أن الشركة فى هذه المبادرات تتولى تقديم الحلول التكنولوجية فى التواصل فى الفترة التجريبية للمشروع والتى تستغرق 4 شهور، وبعدها سيكون هناك تعميم على جميع المدارس التى تتبع المعاهد القومية وتقدر بحوالى 40 مدرسة، واختيار المدارس يتم من خلال وزارة التربية والتعليم. وأضاف أن شركة فودافون توفر التواصل بين الأجهزة اللوحية “Tablets” للطلبة والمعلمين، كما تتضمن سعة تحميلية تصل إلى 2 جيجابايت لتحميل التطبيقات الخاصة بالعملية التعليمية. وأوضح أنه تمت المناقشة مع الجمعية العامة للمعاهد القومية بعد عملية تقييم التجربة واختيار الحلول الأكثر نجاحا إمكانية تحويلها إلى نشاط تجارى مفعل، وللطالب والمعلم حق الاختيار، مؤكدا أن الأهم تشجيع المنظومة التعليمية للطالب والمدرس وأولياء الأمور للاعتماد على التابليت والحلول التعليمية التكنولوجية الجديدة، بدلا من التعليم التقليدى من خلال الكتب، وليس فقط التابليت ولكن التعليم التفاعلى، لذلك فودافون تدعم وتقدم الخدمة فى هذا الشأن، لكى يكون الطالب محور التعليم مثل النظام المتبع فى الهند، ومن ثم يؤدى لنجاح المشروع. وأشار إلى أن التجربة سيتم تطبيقها فى البداية على مستوى الصف الأول الإعدادى فى 3 مدارس، ومن المخطط إطلاق شريحة أخرى من الأجهزة تناسب تطبيق التجربة على مستوى المدارس الحكومية بعد نجاح التجربة على مستوى المدارس التجريبية، ويتم تقديم المنصة التعليمية باللغة الإنجليزية، وهناك مضمون باللغة العربية متاح ويمكن استخدامه فى المراحل الأخرى. وأوضح أن الطالب سيمتلك الجهاز، ويتم تحديث المناهج فى المراحل التعليمية التالية لكى لا يعود ويصطدم بالتعليم التقليدى النمطى بعد الأسلوب التكنولوجى التفاعلى، من خلال الحوسبة السحابية والتى لا تحتاج إعادة الجهاز للشركة التى تقوم بتحميل التطبيقات التعليمية لتحديث المعلومات والمواد المحملة عليه.