رئيس جامعة القاهرة: 12 جامعة أهلية جديدة تم تأسيسها من رحم الجامعات الحكومية    مجلس الشيوخ يستقبل وفد تحالف الأحزاب المصرية خلال الجلسة العامة    كيف أثر انخفاض أسعار الذهب على طلب الشراء بين المواطنين؟    الحكومة تسمح لشركات بتصدير الأرز مقابل 150 دولارا رسوما للطن رغم قرار الحظر    مجلس الشيوخ يوافق على خطة الدولة للعام الجديد.. ويخطر الرئيس السيسي ومجلس النواب    وادي الصعايدة| بالصور.. وزير الري يتفقد مشروعات الموارد المائية في أسوان    عاجل- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء يستعرض بالإنفوجراف أبرز جهود الدولة في دعم التحول الرقمي    حماس: الإدارة الأمريكية تتحمل مسئولية المجازر الإسرائيلية بغزة    السيسي يستقبل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي ويؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة    الزمالك يتقدم ببلاغ للنائب العام بسبب «إعلان»    وفاة بالسرطان.. ماقصة "تيفو" جماهير كريستال بالاس الخالدة منذ 14 عامًا؟    ضبط عاطل يروج المواد المخدرة عقب تداول مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعى    ضبط شخص غافل آخر وسرق منه مبلغا ماليا بالقاهرة    محافظ الدقهلية يتفقد ميدان الشيخ حسانين والسلخانة بالمنصورة ويكلف بشن حملة لرفع الإشغالات    الأمن يضبط سائق توك توك لسيره عكس الاتجاه في القاهرة    بدائل الثانوية العامة 2025.. شروط الالتحاق بمدرسة العربى للتكنولوجيا التطبيقية    حفيد عبدالحليم حافظ عن وثيقة زواج "العندليب" وسعاد حسني: "تزوير وفيها غلطات كارثية"    محافظ الدقهلية يفتتح الوحدة الصحية بالشيخ زايد بمدينة جمصة    مشروبات تهدد صحة الكبد والكلى.. ابتعد عنها    التعليم العالي: قافلة طبية من المركز القومي للبحوث تخدم 3200 مريض    استعادة 27 فدانًا من أراضي الدولة في الوادي الجديد -صور    "راقب جسمك".. احذر 5 علامات تشير إلى فشل كليتيك    التريلا دخلت في الميكروباص.. إصابة 13 شخصًا في حادث تصادم بالمنوفية    عبر قوافل.. "الأحوال المدنية" تواصل جهودها لخدمة المواطنين متنقلة    موعد مباراة المغرب وجنوب أفريقيا في نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب    بعد عرض "كله مسموح".. كارول سماحة تشكر فريق المسرحية والجمهور    خذوا احتياطاتكم.. قطع الكهرباء عن هذه المناطق في الدقهلية الثلاثاء المقبل لمدة 3 ساعات    أوكرانيا تعلن ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 973 ألفا و730 فردا    فيديو.. لحظة اصطدام سفينة بجسر في نيويورك ومقتل وإصابة العشرات    هل تتعارض البصمة الوراثية مع مقاصد الشريعة؟.. رئيس جامعة القاهرة السابق يوضح    النائب عبد السلام الجبلى يطالب بزيادة حجم الاستثمارات الزراعية فى خطة التنمية الاقتصادية للعام المالي الجديد    سالي عبد المنعم: المتحف القومي للحضارة يعكس ثروتنا الحقيقية في الإنسان والتاريخ    اليوم في "صاحبة السعادة" حلقة خاصة في حب نجم الكوميديا عادل إمام أحتفالا بعيد ميلادة ال 85    هيقفوا جنبك وقت الشدة.. 5 أبراج تشكل أفضل الأصدقاء    في أجندة قصور الثقافة.. قوافل لدعم الموهوبين ولقاءات للاحتفاء برموز الأدب والعروض المسرحية تجوب المحافظات    مركز الازهر للفتوى الإلكترونية يوضح عيوب الأضحية    موعد وصول رسالة الأولوية للمتقدمين لحجز شقق سكن لكل المصريين    نماذج امتحانات الصف الثاني الثانوي pdf الترم الثاني 2025 جميع المواد    اليوم.. نظر استئناف المتهم الأول بقتل «اللواء اليمني» داخل شقته بفيصل    مستشهدًا ب الأهلي.. خالد الغندور يطالب بتأجيل مباراة بيراميدز قبل نهائي أفريقيا    «أنتم السادة ونحن الفقراء».. مشادة بين مصطفى الفقي ومذيع العربية على الهواء    1700عام من الإيمان المشترك.. الكنائس الأرثوذكسية تجدد العهد في ذكرى مجمع نيقية    زيلنسكى ونائب ترامب وميلونى.. الآلاف يحضرون حفل تنصيب البابا لاون 14    وسائل إعلام إسرائيلية: نائب الرئيس الأمريكي قد يزور إسرائيل هذا الأسبوع    متى تقام مباراة اتلتيكو مدريد ضد ريال بيتيس في الدوري الاسباني؟    الرقية الشرعية لطرد النمل من المنزل في الصيف.. رددها الآن (فيديو)    في ذكرى ميلاده ال 123، محطات فى حياة الصحفي محمد التابعي.. رئاسة الجمهورية تحملت نفقات الجنازة    «الرعاية الصحية» تعلن اعتماد مجمع السويس الطبي وفق معايير GAHAR    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة العالم للإسكواش    براتب 15 ألف جنيه.. «العمل» تعلن 21 وظيفة للشباب بالعاشر من رمضان    النسوية الإسلامية (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ): أم جميل.. زوجة أبو لهب! "126"    خطوة مهمة على طريق تجديد الخطاب الدينى قانون الفتوى الشرعية ينهى فوضى التضليل والتشدد    بدء التصويت فى الانتخابات الرئاسية ببولندا    استشهاد طفل فلسطيني وإصابة اثنين بجروح برصاص إسرائيلي شمال الضفة الغربية    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. في أول ظهور له.. حسام البدري يكشف تفاصيل عودته من ليبيا بعد احتجازه بسبب الاشتباكات.. عمرو أديب يعلق على فوز الأهلي القاتل أمام البنك    سيراميكا كليوباترا يقترب من التعاقد مع كريم نيدفيد    الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل في الحر له أجر وثواب    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.عبد الدايم نصير.. مستشار شيخ الأزهر ل "عقيدتي" :
التعليم الأزهري ¢معطوب¢!!
نشر في عقيدتي يوم 16 - 10 - 2012


الإنشاء العشوائي للمعاهد تحول إلي "سبوبة ومحسوبية"
أثار إعلان الدكتور احمد الطيب عن مبادرة شاملة لإصلاح التعليم الأزهري تساؤلات كثيرة لدي الرأي العام عن حقيقة واليات ودوافع هذا الإصلاح في مختلف مراحل التعليم الأزهري الي يعاني من الضعف عاما بعد عام مما أساء الي سمعة المؤسسة الأزهرية العريقة التي كان من ينتسب اليها يفتخر ذلك ولكن الأوضاع الآن انقلبت رأسا علي عقب حتي أن بعض طلاب الأزهر يقومون بالتحويل للتعليم العام ? الذي ليس أحسن حالا- نتيجة ازدواجية المناهج وصعوبتها وضعف مستوي المدرسين.. وفي ظل هذا الوضع كثرت الشائعات التي وصل بعضها الي عودة الأزهر الي العلوم العربية والشرعية فقط وقيامها بتطليق المواد الثقافية طلاقا بائنا لا رجعة فيه .. من هنا تأتي أهمية الحوار الدكتور عبد الدايم نصير مستشار شيخ الأزهر لشئون التعليم الذي يحمل علي عاتقه مع آخرين مسيرة التطوير وخاصة انه ملم بكل الملفات المتعلقة بالتعليم الجامعي وما قبل الجامعي.
* * أعلن شيخ الأزهر مؤخرا عن مباردة لإصلاح التعليم الازهري فما هي دواعي او اسباب هذه المبادرة الآن؟ وهل هذا يعد اعترافا بمشكلات لابد من اصلاحها
* * لابد من الاعتراف بأن التعليم في مصر عامة ومنها التعليم الأزهري بطبيعة الحال ¢معطوب¢ ويحتاج الي تطوير واصلاح شامل لكل مواطن القصور التي اوصلته الي هذه الدرجة من التردي.
مصارحة واعتراف
* * هل هذه مصارحة مع النفس انطلاقا من مقولة الاعتراف بالحق فضيلة ان الاعتراف بوجود المرض والتشخيص الصحيح له هو البداية الصحيحة للإصلاح ؟
* * نحن في مرحلة فاصلة لا تنفع فيها المجاملة او السكوت علي وضع سيئ ولهذا لابد من الاعتراف بأن التعليم الازهري وصل الي حالة عالية من التدهور وأخطر شئ علي أي مؤسسة في الدنيا عندنا تنفصل رسالتها ورؤيتها عن الذين يعملون لتحقيق هذه الرسالة بمعني لو اننا مؤسسة تعليمية لابد أن يكون عندي منتج نهائي بمواصفات معينة ويكون عندي تصور كامل لكل العوامل والاليات التي توصلني الي المنتج الذي اريده وهذا للأسف ما يفتقده التعليم في مصر حاليا ومنه العليم الازهري ولهذا كانت نقطة البداية رصد كل السلبيات الحالية في التعليم سواء في المعاهد او الجامعة ووضع حلول مقترحة للسمات والخصائص التي يجب ان يتميز بها طلاب المعاهد وخريجي الجامعة الازهرية العريقة.وبالتالي علي أن أحدد هذه المواصفات واتأكد ان برامجي التعليمية تؤدي الي هذه المواصفات.
نموذج عملي
* * نريد نموذجا عمليا علي خلل معين وكيفية إصلاحه في مسيرة التعليم الازهري ؟
* * لو أننا قولنا أن خريج الازهر يجب أن يكون حافظا للقرآن الكريم فهذا يتطلب ان برنامجي التعليمي يتضمن خطوات وانشطة متكاملة تسير في اتجاه تحفيظ القرآن الكريم مع التقييم المستمر لمدي تحقق الهدف وبالكيفية التي أريدها مع معالجة مواطن القصور التي أدت الي عدم حفظ بعض خريجي الازهر للقرآن لأننا يجب أن نرفض مبدأ ¢ليس في الامكان أبدع مما كان¢ ولهذا لابد من إعادة النظر في كل آليات العملية التعليمية مع التركيز علي العنصر البشري لأنه اساس الاصلاح الناجح وحل المشكلات أو المعوقات التي تواجهه سواء كان طالبا أو مدرس أو موجها أو مديرا للمنطقة الازهرية أو اداريا أو حتي عاملا ولا يمكن فصل الارتقاء بهم عن اعادة تطوير المناهج واعادة النظر فيها من حيث الكم والكم.
* * معني هذا انه لابد من اعادة النظر في قانون تطوير الازهر ؟
* * للعلم فإن مسيرة اصلاح وتطوير التعليم الازهري لم تبدا بالقانون 103 لسنة 61 كما يعتقد كثيرون وإنما مر التعليم الازهري بفترات متعددة من التطوير أو من اعادة النظر عبر التاريخ وارتبطت تلك المحاولات بأسماء معروفه مثل الشيخ محمد عبده وتلاميذه وكثير من مشايخنا الاجلاء الازهريين اخدوا خطوات في تطوير الازهر حيث انه حتي عام 1930 لم تكن هناك كليات في الازهر بداية من 1930هذا التاريخ بدأت الكليات الرئيسية الثلاث وهي¢ اللغة العربية واصول الدين والشريعة واستمرت خطوات التطوير حتي جاء عام 61 ولكن المشكلة الكبري أن مشروع تطوير الازهر بالقانون 103 لسنة 61 عند تطبيقه تم ذلك بتعسف و لم يهتم بالأحمال التدريسية علي الطالب وعدد المقررات والامتحانات ما يناسب الوقت المتاح بما يناسب قدرة الطالب والامكانيات المتاحة وكانت النتيجة الطبيعية أن الطالب الازهري في بعض الفرق يدرس 21 مقررا ويمتحن فيه بالمقارنة بطالب التعليم العام الذي يدرس 10 أو 12 ماده اي ان الاحمال الدراسية علي الطالب الازهري أصبحت مزدوجة لأنه يدرس كل مقررات التعليم العام بحذافيرها بالإضافة للمقررات الأزهرية الذي كان يسير عليها الازهر قبل ذلك وهي علوم الدين واللغة العربية وسميت هذه المواد بالمقررات الثقافية. وطبعا التسمية قد تكون ترمز الي عدم اهميه هذه المقررات عندما تستمع الي هذه التسمية بالرغم من انه يدرس العلوم البحتة في هذه المواد مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات.
الآثار السلبية
* * ما هي الآثار السلبية لهذا الوضع علي العملية التعليمية حاليا؟
* * للأسف الشديد عولج هذا الخطأ بطريق غير سوي لا تربويا ولا اخلاقيا لأنه في ظل حالة الإشفاق علي الطالب من كثرة المقررات فأصبح هناك تهاون مخطط في الامتحانات وفي اللجان وفي مستوي الأداء ناهيك عن الانضباط في اللجان وفي التصحيح وإخراج النتيجة النهائية وقد أدي هذا إلي اعتماد الغش في الامتحان كعادة مقبولة من جميع الاطراف وهذا ليس جرما تعليميا فقط بل الأخطر انه جرم اخلاقي لأن من سمح له ضميره أن يغش في الامتحان من الممكن أن يغش في أي شئ آخر. لأن القاعدة الأساسية التي أرساها حديث الرسول صلي الله عليه وسلم ¢ من غشنا فليس منا ¢ قد كسرت. ومن المؤكد أن النتيجة كارثية من استمرار الأمور بهذا الشكل الذي أصبح معلوما للكافة ابتداء من ولي الامر إلي اكبر القيادات في الأزهر ولعل هذا ما جعل أول منشور عمله فضيلة الامام بعد تحمله مسئولية الأزهر يحذر من الغش والسماح به.
* * لكن مشكلة كهذه لن تحل بين يوم وليلة أو بقرار أو منشور
* * بالتأكيد أن الأمر لن يوقف عند هذا الحد بل انه يتطلب حلولا جذرية تستغرق سنوات ولكننا سنبدأ عمليا بالتقليل من الغش بحيث ان نبدأ بث ثقافة ان الغش شئ مذموم وغير اسلامي وغير حضاري وغير تربوي ولابد أن يتزامن ذلك مع إجراءات عملية مثل نقل امتحانات الشهادات الأزهرية لتكون مجمعة في المدن وليس في القري.
* * هو العيب في امتحانات الشهادات بالقري وخاصة أن النقل للمدن سيمثل مشقة للطلاب وتكلفة علي أولياء الأمور ؟
* * لاحظنا أو وضع اللجان في القري وضع غير مناسب لأنها لا توجد بها لوكاندات أو أماكن للسكن مما يؤدي الي ضيافة اهل القرية لهؤلاء الغرباء هنا يوجد تعارض مصالح لأن الرجل الذي اكرم المراقبين في منزله يتصور أنه لابد أن يكون رد لواجب الضيافة مما يضع المراقب في وضع حرج يضاف إلي الاستحلال الذي تم في قضية الغش ولهذا كان قرار نقل الامتحانات للمدن لكي يجد المراقب مسكنه واحتياجاته ومطعمه بعيدا عن أي ضغوط أو مجاملات.
* * هل بدأت نتائج ذلك في الظهور ؟
* * أدي هذا الإجراء الي نتائج مباشرة وواضحة لاحظنا أن هناك تغيرا في نسبة النجاح في معظم المحافظات بمجرد نقل مقر اللجنة هذا الأمر يحتاج الي جهد كبير للقضاء علي الغش الذي وصل استحلاله في ظل عدم وجود الامن ظهرت بلطجة من أولياء الأمور في بعض الأماكن لفرض الغش بالقوة في لجان الامتحانات التي يوجد بها أبنائهم.
منظومة شاملة
* * ماذا عن إصلاح بقية جوانب العملية التعليمية الأزهرية ؟
* * نحن في مرحلة التقييم والتقويم لبداية الإصلاح الشامل لكل العناصر والأنشطة التعليمية من الحصص والمناهج والعوامل الرئيسية التي تؤثر في كفاءة وخاصة القوي البشرية من "مدرس - موجه - شيخ معهد - إداري- العامل" لأن هذه القوي البشرية هي أساس نجاح العملية التعليمية لتحقيق مستهدف توصل المعلومة للطالب وتحقيق الجوانب التربوية والمهارات التي يجب ان يتسلح بها الطالب وربط التعليم بقيم المجتمع ومن المعروف أن التعليم يعتبر ترقية اجتماعية أي أن العملية التعليمية ليست تدريس وتحفيظ مناهج فقط وانما منظومة متكاملة من الناحية الوجدانية والسلوكية بالإضافة إلي مستلزماتها المادية.
الإصلاح المأمول
* * ما هو المأمول في تصوركم لإصلاح العملية التعليمية ؟
* * نستهدف الارتقاء بالبيئة التعليمية التي تعني فصل نظيف وبه المواصفات الكاملة للفصل الدراسي الصحيح من حيث التهوية والإضاءة والكثافة والمقاعد هذا داخل الفصل أما خارجه فلابد من وجود مسرح وخطابة وملعب ومكتبة الطالب لابد أن يتعلم بعض السلوكيات الحياتية مثل التعاون وعدم الكذب وعدم السرقة أو الغش وغيرها من القيم الإسلامية وأن يتحدث بطريقة لائقة وهذا يؤدي الي تولد سمات أخري مثل العمل الجماعي والسمات القيادية . وان تتاح الفرصة للطلاب ليتحدثوا ولا يكونوا طوال الوقت مستمعين حتي لا يصابوا بالملل لأن العملية التعليمية لو قامت علي طريقة ان المدرس له دور والطالب له دور فإن هذه الطريقة تنتج بصورة افضل من غيرها بمعني انه ينبغي ان يكون التعليم في اتجاهين وليس اتجاه واحد مع تقديم محفزات .
التحدي الأكبر
* * ما هو التحدي الأكبر في ترجمة هذا التصور الي واقع عملي ؟
* * التحدي الحقيقي هو المورد البشري بما كرمه الله من العقل وسخر له كل ما في الكون ونحن نؤمن انه لا تقوم حضارة إلا علي بشر لأنه صانع النجاح أو سبب الفشل وتأتي بعد ذلك الثروات الطبيعية كعامل مساعد بدليل أن اليابان لا تملك اي شئ من هذه الثروات بل ان البيئة معارضة لهم من خلال الزلازل والبراكين ومع هذا تقدمت من خلال حسن الإدارة وأدخلت ما يسمي بنظام ادارة الفريق والمنظومات الأفقية بدلا من المنظومات الرأسية وهو ما يطلق التدرج الهرمي وجعلوا الفروق بين العاملين ليس بكبيرة ولا توجد فجوات واسعة بينهم كما ركزت علي إنتاج تلك السلع المبنية علي الأفكار والمعرفة والعائد من هذه السلع عائد عالي جدا ولذلك نطمح الي التركيز علي البشر لأنهم صانعي الإعمار في الكون بتكليف الهي وأن نوفر لهم الوسائل والآليات لتوصيل المعرفة وجذب انتباه الطالب ليتمتع بسماع الدرس ليصبح التعليم متعه وليس هما علي القلب و تبقي الحصة كأنها رحلة يستمتع بها الطالب . المعهد او الكلية نحولها الي شئ ممتع وجذاب ومهم وهذا يتطلب ان يتقي الجميع ربهم في عملهم ويشعروا انهم أصحاب رسالة حقيقية ويفتخروا بالانتساب الي مؤسسة الأزهر العريقة ويحولوا السلبيات الحالية الي ايجابيات فهذا هو التحدي الأكبر وتأتي بعد ذلك قضية التجهيزات المادية اللازمة.
الإنشاء العشوائي
* * يقال أن كثرة إعداد المعاهد الأزهرية اضر بالعملية التعليمية في الأزهر فهل هذا صحيح ؟
* * نعم فقد الأزهر ابتلي منذ عقد السبعينات بابتلاء سرطاني في توسع المباني وافتتاح معاهد لا تصلح بأي شكل لتكون مبني تعليمي ..قد تكون هناك نيات حسنة وراء افتتاح هذه المعاهد ولكن في النهاية حصلنا علي مبني لا يمكن إصلاحه ولا ترميمه سواء من قلة المساحة وصعوبة الوصول إليه في الأزقة والحواري ... الخ ونتج عن ذلك عدم وجود مرافق عامة في المكان الذي به المعهد ولذلك صعب ان تصل به الي مواصفات المبني التعليمي لان كثير من المعاهد بنيت بنية حسنة وهناك كثير بني لأغراض شخصية ولهذا ضمت هذه المباني للأزهر وهي غير صالحة وضمت بشر بالواسطة والمحسوبية وهم غير مؤهلين مما جعل هذه المعاهد عالة علي الأزهر وتخرج طلابا ضعاف المستوي حتي ان بعضهم انهي المرحلة الإعدادية ولا يجيد القراءة والكتابة وخاصة في ظل ازدواج المنهج وعلاج مثل هذه المشكلات يتطلب جهدا ووقتا ونفقات ولأننا لا نملك عصا سحرية للحل لأنه لابد من حل تلك المشكلات من جذورها ابتداء من المرحلة الابتدائية حتي نصل لطالب يجيد اللغة العربية الفصحي قراءة وحديثا وكتابة واستماعا وخاصة أن الأزهر اشتهر عبر السنين بأنه حامي اللغة العربية.
خطوة في الإصلاح
* * هل تعد تجربة إنشاء شعبة الدراسات الإسلامية ابتداء من المرحلة الثانوية جزء من علاج هذا الوضع المتردي والنهوض بالتعليم الأزهري من جديد ؟
* * نعم ولكنها ما زالت في مرحلة التقييم وان كانت النتائج الأولية مبشرة ونسعي لاستمرار استقلالها في المرحلة الجامعية وان يتم تعميميها مستقبلا بشكل اكبر بزيادة عدد الفصول في كل المحافظات وان تخصص لهم دراسة مستقلة داخل الجامعة ورعاية النابهين منهم ليكونوا دعاة متميزين يجيدون اللغات.
سمات مميزة
* * ما هي أهم السمات المميزة لتلك التجربة ؟
* * التخلص من ازدواج المناهج وان يكون التركيز الأساسي علي العلوم العربية والشرعية وتكون بقية المواد ثقافية فعلا للمعرفة ومواكبة العصر ووفرنا لهم أفضل المدرسين واشترطنا في الطلاب التفرغ والإقامة ويتم الإنفاق عليهم ليواصلوا رحلة التفوق في مجال العلوم الشرعية والعربية بالإضافة الي دراسة القضايا المطروحة علي الساحة من المنظور الشرعي بالإضافة الي المعرفة والثقافة العامة بالإضافة الي استضافة كبار العلماء ليقوا عليهم محاضرات.
منع المحسوبية
* * ما هو الضامن لعدم تسرب الواسطة والمحسوبية الي التجربة الي تعيش عامها الثالث الآن؟
* * يتم التشديد في القبول الذي يتم عن طريق إعلان ويتقدم الطلاب ويتم عمل اختبارات جادة في حوالي 8 موضوعات منها نسبة الذكاء والقراءة والكتابة والقرآن الكريم ودرجات التفكير والحديث وفي النهاية يتم التقييم الشامل ويتم ترتيب الطلبة علي أساسه ويتم اختيار العدد حسب أعلي الدرجات والتجربة في عشر محافظات وفي كل منها معهد واحد واذا نجحت هذه التجربة سيتم التوسع فيها بنفس الضوابط لتصبح هي الطريقة الرئيسية لتعليم التراث الازهري عن طريق الالتحاق بكليات العلوم العربية والإسلامية وعندما يدخل الجامعة سنعمل له برنامج وا مسار خاص يجمع العلوم العربية والإسلامية واللغات الأجنبية والكمبيوتر وتكون دراستهم مستقلة بعيدا عن بقية الطلاب لأنهم طلاب متفوقين ويستحقوا مزيد من العناية والرعاية القاعدة الفقهية " ما لا يدرك كله لا يترك كله " فهذه من آليات الإصلاح.
إصلاح الجامعي
* * وماذا عن إصلاح التعليم الجامعي ؟
* * هذا التعليم له خطة متكاملة رصدت السلبيات الحالية ووضعت الحلول ووسائل تنفيذها بالتدريج ونطمع أن نخرج منتج ينافس في سوق العمل بما لديه من الكفاءة ونطمع أن نصل الي يكون دور أي جامعة وليس الأزهر فقط أن يتعلم لا أن تعين ليس دورها التعيين.
* * هل تتضمن خطة الإصلاح إعادة الأزهر إلي ما كان عليه من قبل من التخصص في العلوم العربية والشرعية فقط والاستغناء عن العلوم المدنية أو الثقافية ؟
* * إطلاقا لأننا نريد الداعية المهندس والطبيب وإذا كانت هناك سلبيات حالية فإنه لابد من علاجها وليس إلغائها لأن الأزهر كان في القرون الماضية يتم تدريس كل العلوم فيه في الوقت الذي كانت أوربا تعيش فيه في عصور الظلام ولكن لأسباب تاريخية منها الصراع العثماني مع القارة الأوربية تمت مقاطعتها علميا وقصر دوره علي العلوم العربية الإسلامية ولهذا فإننا حاليا حريصون علي استعادة أمجاد الأزهر ليخرج منتج قوي في مختلف التخصصات العلمية والشرعية لان هؤلاء بتلك الصفة خارج المنافسة سواء في الداخل أو بين أبناء الأقليات الإسلامية في الخارج.
الواقع بالأرقام
* * إذا أردنا أن نتكلم عن التعليم الجامعي الأزهر بالأرقام فماذا نقول؟
* * تضم الجامعة قرابة النصف مليون ويتخرج منها سنويا ما بين 50- 60 ألف ثلثا هذا العدد من الكليات العربية والشرعية التي يبلغ عددها 41 كلية أما الكليات العملية فهي 19 كلية ولدينا 8 كليات نظرية وفي ظل الخلل الحالي في نظام التنسيق أصبحت الكليات العملية هي كليات القمة في حين التحق ضعاف الطلاب بالكليات الشرعية والعربية ولهذا نسعي الي تشجيع الطلاب المتفوقين الي الالتحاق بالكليات الشرعية والعربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.