السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأستاذة الغالية أميمة.. عرفني زوجي على باب افتح قلبك منذ فترة طويلة وأخبرني أنك الوحيدة التي تضعين الحلول المنطقية الغير متوقعة - وهو الذي لا يقتنع بحلول الكثيرين من حولنا- كان يحكي لي كل فترة عن أحد المشكلات ويخبرني بالحل الذي اقترحتيه على صاحب المشكلة وفي كل مرة أنبهر بك أكثر.. مشكلتي بدون مقدمات أن زوجي لايستطيع الاستمتاع بالحياة منذ صغره ومنذ وفاة والده من 10 أعوام وهو المسؤول عن حل مشاكل أسرته حتى أخوه الذي يكبره بعام.. ليست لدي مشكلة في هذا الأمر ولكن كثرة المشاكل من كل طرف في أسرته واعتماد والدته عليه لحل كل المشاكل تجعله طوال الوقت تحت ضغط أصابه بالإعياء وعدم الرغبة في الحديث أو ممارسة أي أنشطة في الحياة.. والدته عندها إصرار لإقحامه في كل شيئ يخص اخوته ، حتى ما لايخصه مثل كلام زوجة أخيه، أو حياة أخته اليومية مع زوجها وهي حياة سلسة وجميلة ولكن أمه تصر على أن ابنتها كانت تستحق من هو أفضل وأن الزوج به عيوب!! والده رحمة الله عليه كان يلقي كل المسؤوليات على والدته، لذلك مازالت تتعامل انها المسؤولة عن تخطيط وترتيب حياتهم برغم أن أصغرهم تعدى عامه العشرون. معظم وقته يخلد إلى النوم هربا من التفكير وهربا من كل شيئ. بفضل الله زوجي ناجح في عمله ولكنه يتجنب تكوين صداقات وتداخلات لأنه مرهق. أسرتي الصغيرة بها طفلتان يحبهم وأغلب الظن أنه يحبني وبالفعل يحسن معاملتي ولكني لا أعلم كيف أخرجه من هذه الحالة التي يزهد فيها من كل شيئ سوى النوم. أحاول جذبه بخلق حوار أو نزهة أو ادخاله في مناقشات ولكنه سرعان مايخلد للنوم. وقد اعترف لي مرارا وتكرارا بأنه مرهق نفسيا بسبب هذه الضغوطات وبأن النوم هو الوسيلة الوحيدة للهرب والراحة، أصبحت لا أستطيع منعه عن النوم لأنني أشعر بأنه يتألم ويعاني كثيرا ولا أريد أن أمنع عنه مايريحه. لجأنا لأكثر من مستشار نفسي ولكنه في كل مرة كان يقول لي "كلامه تحصيل حاصل!!" يخبره بضرورة ممارسة الرياضة وخلق حياة جديدة ولكنه يقول لي وماذا بعد ؟؟ أنا مرهق لدرجة عدم الرغبة في التفكير أو التخطيط!! والحمد لله مؤخراً استطاع زوجي أن يخطو خطوة جيدة و هي أنه اشترك في إحدى الرياضات في النادي، و بالفعل شعر بتحسن، و لكن الحال لم يتغير كثيرا فمازال يتقلب بين الحزن والشعور بالملل و عدم السعادة، ويقول : أريد أحدهم أن يقول لي حلك هو واحد اثنان ثلاثة.. لا أدري أستاذتي كيف أساعده وأساعد عائلتنا من هذا الشبح؟ وخاصة أن الطفلتان ستكبران ويزيد اعتمادهما على الأب ورغبتهما في وجوده طوال الوقت. أتمنى أن أجد عندك الحل لمساعدة زوجي وأسرتنا الصغيرة. وسأفاجئه بردك كما كان يفاجئني دائما بحلولك :) شكرا لسعة صدرك. (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أولاً: أهلا بك غاليتى وبزوجك الفاضل، متابعتكما تشريفا لباب افتح قلبك.. وثانياً: لماذا تتعاملان أنت وزوجك بما يمر بكما وتعيشانه من أحداث بكل هذا التعقيد حبيبتى؟!! فالأمور أبسط من ذلك بكثير جداً، فلكل شخص مسئولياته وواجباته التى كتبها الله تعالى عليه، والله أعلم منا جميعا بقدرات كل إنسان النفسية والبدنية ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فهو أعلم وأرحم بنا من أنفسنا..فإن وعي زوجك وتدبر ذلك المعنى جيدا، لما أرهقه الدور الرائع الذي يقوم به، نعم إنه لدور رائع بين اخوته إختصه به الله سبحانه وتعالي ليكون هو المسؤول معنويا عنهم بعد وفاة والده، ثم اختارته والدته من بين أشقائه ليكون هو المعين لها والصديق الصدوق والقلب الحنون الذي تجد معه الراحة والطمأنينة حين تحكى معه و"تفضفض" له عن مرارة الحياة وحلوها، وكون أمه تشركه في العسر قبل اليسر، هذا لأنها رأت فيه الأب البديل، بغض النظر عن السن أو غيره..وكل هذه نعم لا يدرك معانيها إلا من يفتقدها، فهناك من هو محروم من نعمة الأم ويتمنى أن تكون على قيد الحياة وتفعل ما تفعل به، وهناك من يتمنى أن يرزق بأخوة، والحمد لله أن أخته تعيش معيشة طيبة والمشكلة ليست معها فعليا، وأن الأمر كله ينزوى من ناحية الأم ووجهة نظرها في زوج ابنتها فقط، وإلاّ كان زوجك يقع الآن في بؤرة مشاكل بين اخته وزوجها لا حصر لها لا قدر الله ثم لو أن المشاكل بالفعل تأخذ من حياته كل ذلك الحيز كما وصفتِ أنت، فكان وقتها لن يجد للنوم وقتا كثيرا ولا قليل.. ومن هنا فأرى أن الحل بين يديك أنت..فعليك أن تبثين إليه رسائل إيجابية بين طيات كلامك، تحمل تقريبا نفس المعانى التى ذكرتها لك.. من الآن وصاعداً لا تتركينه لهواجسه لتشعره إحائياً أن على عاتقه حمل ثقيل، هونى عليه الأمر بإقناعه أنه أبسط مما تتخيلان أنت وهو، وأن يتدخل دائما في أمور أخوته ووالدته بمنتهى الهدوء واليسر وبدون تعقيد لأى أمر فيهم..فغيره كثيرون يتحملون بالفعل مسئوليات عائلاتهم من أخوة وأم وأب مريض وأعدادهم كثيرة، وربما توفي الأب والأم أيضاً ويصبح الأبن الأكبر هو العائل الوحيد لأخوات كثيرات، وفي رقبته مسئولية تعليمهن وتجهيزهن كعرائس وغيرها من المسئوليات المُرهقة بالفعل مع مسئولياته كزوج وأب لعدد أيضا كبير من الأبناء.. علي زوجك أن يتذكر أولئك وغيرهم من المرضي الذين يتمنون أن يصبحون أصحاء ليقدموا خدمات لذويهم أكثر بكثير مما يقدمه هو لأهله، وأن يتذكر المحرومين من حرياتهم ويتمنون أن يحصلوا عليها ويتحملون أعباءً مضاعفة وهم يمتلكون فقط "الحرية"والعدل والإنصاف!!!..كل هؤلاء لو تذكرهم حينما يكل أو يختنق من مسئولياته، سيصبر حتما علي كل ما ينتابه من مشاعر الإرهاق.. وليثق بالله تعالي ولتثقين أنت كذلك، أن الله سوف يأجره خيرا على بره بوالدته وأهله وأن كل ما يفعله معهم من خير سوف يعود على أبنائكما بكل خير من بركة وحفظ وستر وكما تدين تدان.. شجعيه على الاستمرار في ممارسة الرياضة، نظمي جدول حياته اليومي وحياتكم جميعا، وفرصتكما أنكما رزقتما فقط بطفلتين، وهما بلتأكيد أهون في تربيتهما من أبناء كثيرين، دائما أخبريه بأنك فخورة بأنك زوجة لرجل بار بأهله، وأن والدته تحبه وتثق به أكثر من جميع أخوته، نظمى مواعيد نومكم جميعا لينتظم كذلك ميعاد نومه هو واستيقاظه، وحاولا ألا تضيعا صلاة الفجر، وقراءة ورد يومى من القرآن الكريم، مع أذكار الصباح والمساء، وأكثرا سويا من الاستغفار، وقتها ستتغير حياتكم كثيرا إلي الأفضل إن شاء الله. ............................................................................ للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمةالسيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل.. وفضلا..أى رسالة يشترط فيها الرد فقط عبر البريد الإلكتروني فلن ينظر إليها..فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بأرائهم القيمة، بالإضافة إلي أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها في ثواب التناصح. ...................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.