السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختي الفاضلة الأستاذة أميمة.. أرجو منك إرسال نصيحة لي حيث أن الدنيا سوداء أمامي.. أنا أبلغ من العمر 45 عاماً توفيت زوجتي فجأة عن عمر يناهز 36 عاما ولي منها ثلاث بنات، الكبري في الصف الثالث الثانوي والثانية في الصف الأول الثانوي والأخيرة في الصف الثالث الابتدائي، وكنت أعشق زوجتي، ولم أكن أتوقع أنها تتركني في هذه الدنيا وحيدا هكذا وهي الآن متوفاة من 5شهور ولا أقدر أن أنساها، والدتي جاءت تجلس مع البنات في شقتي، ولكن بمعدل كل 3 أيام تدب خلافات بين بناتي ووالدتي بسبب الفجوة الزمنية بينهن.. زملائي نصحوني بالزواج، وأنا مش متخيل أن أتزوج مرة أخري ولا أعرف السبب! هل هو عشقي لزوجتي رحمها الله أم خوف من تجربة لا أعلم مداها.. النوم يأتيني بصعوبة وعملي أصبحت لا أطيقه وأصبحت إنسان متخبط لا يعرف ماذا يريد.. ماذا أفعل؟ في انتظار الرد أرجوك.
(الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أولا: أقدم لك عزائي وعزاء قرائي الأفاضل في زوجتك رحمها الله.. البقاء لله وإنا لله وإنا إليه راجعون.. ثانياً: أقدر تماماً أخي الكريم ما أنت فيه من مصاب، أعانك الله وصبرك وأخلفك عنه خيراً كثيراً.. ولكنها يا أخي إرادة الله تعالي، فبالتالي لابد أن تكون علي ثقة ويقين بأنه لن يأتي عليكم أنت وبناتك إلا بالخير، وأن ابتلاء الله لكم في فقدان زوجتك يحمل رحمة ونعم كثيرة لكم جميعا بما فيكم زوجتك رحمة الله عليها ربما لا تدركون رسالة الله لكم منها وما تحمله من خيرات في الوقت الحالي.. بالنسبة لموقف بناتك من الرعاية.. فأنا أري أن الأخت الكبيرة يمكنها تحمل المسئولية معك قدر إمكانها، فكثيرات في مثل سنها تزوجن وأنجبن وتحملن مسئوليات أكبر بكثير، وبالتالي فأري أن لا داعي لإرهاق والدتك المسنة في رعايتهم وتفاقم مشكلات جديدة أنت في غنيً عنها وخاصة في الوقت الحالي.. مع الوضع في الاعتبار أن تكون أنت رقيباً عليهن بشكل أكبر، فبعض الفتيات في مثل سنهن قد تنحرف أخلاقهن نوعاً ما حينما لا تجد الواحدة منهن رقيباً ومرشداً ناضجاً كالأب أو الأم لنصيحتها وتقويم سلوكها، فلن ننكر خطورة تلك المرحلة علي الشباب عموماً فهي مرحلة مراهقة تحتاج منك كثير من الانتباه والنصح والإرشاد منك لهن وكثيراً من الحب والاحتواء، حتى ولو في وجود الأم.. أخي.. كنت تحب زوجتك كثيراً لا شك، ولكن لم يمر علي فراقها كثيراً، وما أنت فيه فقط من واقع الصدمة لفراق الحبيب، فالأيام سيدي كفيلها بأن تضمد جراحك وأن تخفف آلام ذلك الفراق، ويكفينا أن نتذكر بأننا جميعا مفارقين الأحبة مهما طال بنا العمر فهي الحقيقة التي لا مفر منها بأن نلقي الدنيا ورائنا وأن نصبر ونحتسب مع طاعة الله وتنفيذ أوامره طاعة له وحبا فيه سبحانه، أملا في دار الخلد التي ندعو الله أن تكون في جنات النعيم إن شاء الله.. أخي .. كل شيء رزقنا الله تعالي به هو أمانة ووديعة، ولله أن يسترد وديعته في أي وقت وكيفما يشاء، فلنستعد جميعا لتقبل أي ابتلاء بنفس مطمئنة راضية بقضاء الله، مع الاستعانة بالله دوما .. وأذكرك بدعاء أوصي به رسولنا الحبيب ص السيدة أم سلمة حين وفاة زوجها:"إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها".. فلما قالته رزقها الله بخير من أبى سلمة زوجا لها وهو رسول الله نفسه.. كما أنه ليس صحيا علي الإطلاق إهمالك لعملك وكبتك لحزن دفين يجعلك تمرض وتعرض بناتك للخطر في حال فقدان الأم وصحة الأب معاً لا قدر الله بل بالعكس فالأفضل وحتى تخرج من أزمتك النفسية بشكل أسرع، فعليك بالانهماك في العمل والمجتمع بشكل بناء وفعال ومفيد لك ولغيرك، وإلا كان نوعا من الاعتراض علي قضاء الله والعياذ بالله. وبالنسبة لنصيحة أصدقائك بأن تتزوج .. فلا غضاضة، علي أن تصبر ولا تتعجل، لتعطي لقلبك ومشاعرك الفرصة في الاختيار، بمعني ألا تبحث عن زوجة لها مواصفات معينة فقط..فأنت من النوع الرومانسي الذي يجد راحته مع الزوجة بشكل أكبر في الحب والاحتواء أكثر من أي شيء أخر.. وحينما توفق في اختيار زوجة مناسبة، فمن الأفضل إن أتاحت لك ظروفك أن تكون مسقلة بحياتها عن بناتك، بشرط أن يكن جميعهن " الزوجة والبنات" تحت رعايتك ورؤيتك ومتابعاتك، كأن تحاول الحصول علي شقتين متجاورتين، واحدة لزوجتك الجديدة، والأخرى لبناتك.. وأدعو الله تعالي لك ولكل إخوتنا في الله بالتوفيق وصلاح الحال. ................................................................................. *تنويه هام: نظراً للضغط الكبير على خدمة الاتصال الهاتفي المباشر بالأستاذة/ أميمة مما أدى لعطلاً فنياً بالخط الساخن.. فتعتذر إدارة جريدة المصريون للقراء الكرام عن ذلك العطل...فلقد تم إيقاف الخط مؤقتاً ولمدة قصيرة لحين تغيير الرقم قريباً بإذن الله. *وللتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائي الكرام من صفحتي يوم الاثنين من كل أسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معي بكلمات هادفة, فليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها في صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التي عرضت بالموقع الإلكتروني.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل اثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.