أنا يا أميمة يا بنتي أم 67 سنة مريضة وأنتظر قضاء ربنا في أجلي، زوجي متوفي منذ سنوات وترك لنا ميراث كبير والحمد لله.. وأولادي كلهم متزوجين والحمد لله، ولي بنت 28 سنة رغم أنها جميلة وطيبة وموظفة في شركة كبيرة، إلا أن الله إبتلاها بفشل كلوي حفظكم الله هي تغسل كلى وكل من يتقدم للزواج منها ويعلم بمرضها فيرجع، ونحن مقدرين مواقفهم والحمد لله, والآن متقدم لها شاب ابن حلال ومحترم وطيب مثلها، هو أرمل وعنده طفلين، وعلي علم بحالتها الصحية، بيحبها وموافق تماماً علي الزواج منها.. لكن لا أخفي عليك يا بنتي أنا بين نارين، النار الأولي: خايفة أقابل وجه رب كريم وأتركها في الدنيا لوحدها مريضة، وخاصة أن إخواتها كلهم متزوجين ومسافرين ومشغولين بحياتهم.. النار الثانية: أخاف أزوجها تتعب في حياتها من تحمل المسئولية أو أنها تقصر مع زوجها كزوجة ، كما أن كيف الحال لو أنها حملت وأنجبت وهي في حالة صحية صعبة؟ محتااااارة يا بنتي ومش عارفين ناخد قرار، قوليلي رأيك يا أميمة بالله عليك نفسي أنام وارتاح . (الرد) حبيبة قلبي أمي الفاضلة.. أولا: هوني علي نفسك غاليتي ولا تهتمي بأمر، قضاؤه بيد خالق الكون، فالله وحده من يعلم من سيختاره للقاءه قبل الأخر فى دنيانا ، فكما قال سبحانه: "لكل أجل كتاب" ..كما أن الله تعالي هو أرحم بنا وأحن علينا من أنفسنا، وعلينا ألا نرتعب من مستقبلنا ونطمئن أنه بيد الله، يفعل به كيف يشاء، ونحن علي ثقة تامة بأن مقدرات الله لن تأتي إلينا إلا بالخير.. فقط علينا الأخذ بالأسباب والتفكير والتخطيط السليم، ثم ترك جميع أمورنا لمن خلقنا سبحانه، وجميل حبيبتي أنكِ تفكرين في الأمر من كل جوانبه، ولكن كل ما أتمناه ألا يؤثر ذلك علي صحتك ويجعلك تعيشين في كرب أنتِ وابنتك.. وللأمانة وحين وصول رسالتك، فلم تكن لدي المعلومات الكافية لمدي تأثير مرض الفشل الكلوي علي الحياة الزوجية.. ولذلك آثرت أن أستشير طبيب متخصص في أمراض الكلي ليفيدنا في هذا الموضوع.. وهو دكتور/ محمد نصر الله.. استشاري وأستاذ مساعد الأمراض الباطنة والكلي .. والذي أفاد بأن مريض الفشل الكلوي إلي جانب معاناته فإن من حوله بالفعل أيضا يعانون وخاصة أن غسيل الكلي يقتضي تغيبه في فترات الغسيل والعلاج بعيداً عن منزله، وأحيانا المريض يحتاج لراحة تامة، مما قد يؤثر علي العلاقة الزوجية.. وأشار د.نصر الله أنه بجانب ما ذكر فإن علاج الفشل الكلوي وما يلزمه من غسيل للكلي هو أمر مكلف للغاية، ويحتاج لمصاريف كبيرة، الأمر الذي يقابل بنفور وتزمر من بعض الأزواج من زوجاتهم في حالة إصابة الزوجة بالمرض ويؤدى في كثير من الأحيان إلي انفصال الزوج عن زوجته.. كما أضاف نصر الله أنه علي الزوجين إدراك أن مريضة الفشل الكلوي تكون فرصة الإنجاب لديها ضعيفة جداً، لذا فإنه يفضل زرع الكلي للمريضة لو أتيحت الفرصة لهذه العملية لإتاحة الفرصة لحياة زوجية أفضل إن شاء الله .. هذا وقد أكد د. محمد نصر الله أن هناك حالات عديدة تعيش حياة زوجية طبيعية وأراد الله تعالي لهن أيضاً أن ينجبن ويتعايشن مع متابعة العلاج" كانت هذا رد دكتور محمد نصر الله علي الشق الطبي الخاص بحالة ابنتك أمي الغالية.. ومن جانبي.. أري ألا تحتارين أنتِ وابنتك حبيبتي، وطالما تقرين بأن حالتكم المادية ميسورة والحمد لله، فما المانع من الأخذ برأي الطب كسبب وقيام ابنتك بإجراء عملية زرع للكلي؟ فالتسخيروا الله تعالي ثم تتوكلون عليه وتبدأون في الاستعداد لإجراء العملية.. كما أنني أري أن الشاب المتقدم لابنتك سيدتي يرتضي بأمر مرضها، ولو لم يقدر الله لها زرع كلي، فعليكم مصارحته بالوضع ككل وأن وضعها سيكون خاص وحساس دونا عن أي مريض بأي مرض أخر، فربما لم يكن يدرك أبعاد وظروف حياة مريضة الكلي والتقصير الذي أشار إليه د. نصر الله، ولهذا توجب عليكم المصارحة بكل شيء وبعد ذلك تتركونه يقرر بالموافقة أو بالرفض لا قدر الله .. وفي حال أنه ارتضي كل ما ذكره الدكتور واستشعرتم أنه بالفعل أحبها ومتمسك بها، فمن رأيي يا أمي أن توافقين علي زواج ابنتك، ونحمد الله أن الماديات متوفرة لديكم لمصاريف العلاج، حيث لن يكون هناك ضغطا مادياً علي الزوج وقتها يمكن أن يستاء منه.. وندعو الله تعالي أن يشفي ابنتك الغالية وأن يشفيكِ ويبارك فى عمركما. ................................................................................. *تنويه هام: نظراً للضغط الكبير على خدمة الاتصال الهاتفي المباشر بالأستاذة/ أميمة مما أدى لعطلاً فنياً بالخط الساخن.. فتعتذر إدارة جريدة المصريون للقراء الكرام عن ذلك العطل...فلقد تم إيقاف الخط مؤقتاً ولمدة قصيرة لحين تغيير الرقم قريباً بإذن الله. *وللتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائي الكرام من صفحتي يوم الاثنين من كل أسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معي بكلمات هادفة, فليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها في صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التي عرضت بالموقع الإلكتروني.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل اثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.