حماتي قنبلة ذرية.. مقولة من الموروث الشعبي القديم أما الآن فأصبحنا نسمع أن أخت الزوج هي تلك القنبلة التي قد تنفجر في أي وقت فتقلب عش الزوجية الهادئ رأسا علي عقب, فهل هذا التحول أصبح سائدا أم أنها حالات فردية أفرزتها ظروف معينة؟.. السؤال تجيب عنه آراء بعض النماذج المختلفة لزوجات شابات تباينت آرؤهن بين مؤيد و معارض: - داليا( متزوجة منذ3 سنوات) تقول: تربطني بزوجي قصة حب كبيرة وحياة سعيدة هادئة رغم عدم وجود أطفال إلا أن أخت زوجي التي لديها من المال والأطفال والحياة المترفة ما يكفيها ويزيد تري أن حب زجي لي و اهتمامه وسعاته معي مسار غيرتها وكأنها ضرتي و لا تتواني في افتعال المشاكل لتثير غضبه علي ولكن والحمدلله دون جدوي. - وتقول سهام( زوجة و أم لطفلين منذ9 سنوات): أخت زوجي الكبري كالقنبلة الموقوتة, فهي سريعة الغضب و سليطة اللسان وللأسف فإن زوجيلا يحاول أبدا إيقافها عند حدها خوفا من انقطاع صلة الرحم التي أوصي بها الله سبحانه و تعالي و والدته قبل وفاتها, مع العلم أن علاقتي بباقي أخواته علي خير ما يرام. - مني زوجة حديثة لها رأي مخالف فتقول: أخت زوجي تكبرني بعشر سنوات و مع ذلك فهي صديقة لي وتحبني كثيرا وتسدي لي النصيحة باستمرار ولها مقولة شهيرة أخي توأم روحي و من أحبه أحببته فوالداي غرس الحب في قلوبنا منذ نعومة أظافرنا و دائما نستمتع بالخروج سويا للتسوق أو التنزة حتي أنني لا أشعر أبدا بفارق السن بيننا. - وعلي الجانب الآخر كانت مشكلة ميرنا التي تقول: زوجة أخي تشك في كل شئ رغم جمالها و مستواها الاجتماعي الجيد, وعلي الرغم من أنني حاولت مصادقتها حفاظا علي علاقتي بأخي الذي أحبه كثيرا إلا أنها تتجنبني, وحتي لو أبديت رأيا أو نصيحة تفعل عكسها ظنا منها أنني لا أريد مصلحتها. د.عادل مدني أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة الأزهر ومستشار العلاقات الزوجيةيوضح أنه إذا أديرت العلاقة بين الزوجة وأخت الزوج بشكل جيد سوف تكون هناك صداقة وتفاهم بين الطرفين مما له عظيم الأثرعلي حياة كل منهما, فالأخت قد تكون بمثابة الكتالوج الذي يشرح ويوضح للزوجة كيفية التعامل مع زوجها وكسب رضاه, و بالتالي تهنأ الزوجة بحياة سعيدة وهادئة, و في نفس الوقت تكون قد احتفظت الأخت بوجود أخيها في حياتها باستمرار وعدم تخليه عنها في أي موقف تحتاج إليه.. ولكي تدار هذه العلاقة بنجاح لابد من معرفة أسباب و دوافع الخلاف بينهما والتي تتمثل في توافر سوء النية المسبقة وفقا للتنشئة الاجتماعية و الموروثات وتحذيرات المحيطين أن الزوجة سوف تخطف الإبن من عائلته, والأخت دائما ما تغار من العروس الجديدة لذا تحدث الفجوة بينهما, وأيضا شعور الأخت بفقدانها لأخيها الذي عاشت وتربت معه و تشاركا سويا العديد من الأمور و المواقف و الأسرار خاصة لو كان شخصا حنونا وتربطه بها علاقة وثيقة إضافة للغيرة التي تسيطرعليها من اهتمامه بزوجته, مع عدم فهم كل منهما لحقوقها وواجباتها تجاه الأخري وتجاه الرجل الذي ترغبن في مقاسمته بل وتتصارعانمن أجل الإستحواذ عليه, و هناك بعض الأخوات و عادة تكون الكبري تشعر دائما أنها بديل للأم- و خاصة لو كانت علاقتها قوية بأخيها- تكون هي سبب المشاكل لأنها تود أن تمارس حب السيطرة والتملك وترفض أن تشاركها أخري في أخيها, وأخيرا رغبة بعض الزوجات في الإستئثار بالزوج و إبعاده عن أهله وافتعال المشاكل معهم. ويضيف: لو نظرت كل منهما لهذا الخلاف علي أنه شيء ايجابي سوف يكون أول خطوة للتغلب عليه بمعني أن هذا الرجل الذي نتصارع عليه ذات قيمة كبيرة بالنسبة لكل منا, وأن علاقة كل منهما به مختلفة فالأخت علاقة الدم والزوجة علاقة العقد وكلاهما ميثاق غليظ بالنسبة له فلا داعي للمقارنة ومن الأفضل أن تعتبر كل منهما نفسها أختا للأخري وتنزع من داخلها أي ضغينة, وأن تحاول الزوجة التواجد مع أهل الزوج قدر المستطاع و تشاركهم أفراحهم و أحزانهم مما يسعدهم ويطمئن قلبهم بأنه لن يبتعد عنهم, أيضا علي الأخت وأهلها أن يشعروا الزوجة بأنها عضو جديد فرحين بانضمامه لهم ويحتاج للحب والمساندة وتقديم المشورة والنصيحة, وهنا يكون الجميع كسبان وهو ما نسميه في علم النفس علاقة مكسب مكسب. ويختم د.مدني حديثه قائلا أن كل طرف في هذه العلاقة له دور مهم لابد أن يقوم به لإنجاحها سواء كان الزوج أو الزوجة أو الأخت, فعلي الزوج الناجحأن يكون ايجابيا حال حدوث أي خلاف أو سوء فهم بين أخته وزوجته, فعليه التوضيح أولا عدم الانحياز لطرف علي حساب الآخر. وعلي الزوجة-لكي تنعم بحياة يملأها الحب و السكينة و الهدوء مع زوجها- أن تتعامل بذكاء و حكمة مع أهله لأنه من الصعب عليهم ابتعاده عنهم وانشغاله بغيرهم لذا عليها محاولة التقرب منهم ومنحهم الوقت الكافي ليقضوه سويا وتجنبي إشعار زوجها بما تتعرض له من مضايقات حتي لا يشعر بأنه في حيرة من أمره أيهما يرضي زوجته وشريكة حياته أم أخته و رفيقته و صلة رحمه, و قدر الإمكان يجب عدم إشراك أي منهم في مشاكلها الزوجية حتي لا تضطر لقبول تدخلات في حياتها قد لا تتقبلها,أما الأختفعليها دور مهم فهذا أخوها الذي تحبه و تحب سعادته فلا داعي لاختلاق المشاكل وتصيد الأخطاء لزوجته وتعمد الاستخفاف بعلاقته بها و كثرة الشكوي منها بل يجب أن تكون لها العون والسند فتحتفظ بحب أخيها و عرفانه بالجميل لأنها من ساهم في إسعاده.