تستند على عكاز لتصل إلى المحكمة.. تلتفت يمينًا ويسارًا ولسان حالها يقول إنها تود لو كان هذا المشهد كابوسًا تتمنى أن تستيقظ منه، لكنها تصطدم على صوت القاضي بتجديد حبسها لمدة 45يومًا على ذمة القضية المتهمة فيهما بالانتماء لجماعة إرهابية" لم تتمالك الفتاة نحيلة الجسد والتي لم يتعدى عمرها ال 23عامًا الحكم وتركت لعينها العنان للبكاء وسط تعاطف من نشطاء وسياسيين وإعلاميين معها ومطالبات بالإفراج الصحي عنها.. إنها إسراء محفوظ الطويل المصورة الصحفية المعتقلة منذ شهر يونيه الماضي. إسراء اختفت بصحبة زميليها صهيب سعد وعمر محمد في الأول من يونيه الماضي خلال تواجدهم على كورنيش النيل بالمعادي، حيث توجهوا للعشاء وركوب الخيل، وكانت تحمل كاميراتها الشخصية بحسب المتعاملين معها - وذلك وفقًا لرواية والدها وأصدقائها. تم ترحيلها إلى سجن القناطر حيث شاهدتها إحدى الزائرات للمعتقلين هناك (وهى ترتدي نفس الملابس منذ يوم اعتقالها، كما نشر على صفحة إسراء، وفي 17يونيو الماضي تتوجه أسرتها إلى سجن القناطر حيث تم إدراج اسمها في الكشوف الرسمية. ووجهت نيابة أمن الدولة العليا إلى الطويل تهمة "الانضمام لجماعة إرهابية، أسست على خلاف القانون، وبث أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام"، وتم حبسها لمدة 15يومًا. أيام إسراء في السجن كما تصفها " الأيام هنا كلها شبه بعضها، نسخة من بعض فعلاً. ساعات بفكر طب أنا ليه بآكل؟! إيه اللي يخليني أفضل حية وعلشان إيه؟ بدأت أحس إن الحياة بتموت جوايا " وتعاني إسراء - الطالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة – من إصابتها بطلق ناري في العمود الفقري بتاريخ 25 يناير 2014 أثناء تصويرها لتظاهرة بميدان مصطفي محمود أصابها بصعوبة في تحريك قدميها أشبه بالشلل . وكتبت إسراء عن معاناتها مع مرضها في السجن فقالت "النهاردة ودّوني عند دكتور اسمه محمود عاشور في السجن عشان يكشف عليا عشان مشكلة رجلي وقاللي إنتي عندك عاهة مستديمة. قولتله قصة إصابتي كلها وإني بتحسن مع استمرار العلاج الطبيعي، لكنه صمم على رأيه وقالي مبحبش الجدال يلا على عنبرك!! أنا بحتاج طول الوقت حد يجي معايا الحمام لأني مبقدرش أتحرك لوحدي". تعاطف كبير على كل الأصعدة السياسية والإعلامية والثقافية مع الطويل، إلا أنه في المقابل برزت بعض التعليقات التي رفضت التعاطف معها بل وطالبت بتوقيع وتغليظ العقوبة عليها. فقال عزمي مجاهد المتحدث الإعلامي لاتحاد الكرة، إن إسراء الطويل، المتهمة بالانتماء للإخوان، "عيلة ماتربتش.. أهلها لو ربوها مكانتش عيطت". وأضاف عبر برنامجه "الملف" المذاع على فضائية "العاصمة" مهاجما إسراء: "هنحاسبك ونخليكي تعيطي دم كمان مش دموع بس، لحد ما تتعلمي يعني إيه وطن". واستنكر تعاطف النشطاء مع الطويل، متابًعا: "أنا كرهت اسم إسراء ده، وبنت أختي اسمها إسراء بدأت أكرهها". فيما علقت داليا زيادة مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية، على قضية إسراء الطويل "مش كل حد يعوج رجله أو يمسك عصاية أو يعيط يبقى بريء، وافتكروا فيلم محمد سلطان وانتم بتتفرجوا على فيلم إسراء الطويل". وأضافت زيادة، على حسابها الشخصي، على موقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك"، أن الدفع بالأطفال والنساء في أعمال العنف والتحريض، لعبة قديمة انتهجها الإخوان. أما مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم فاعتبر محاكمة إسراء الطويل "ما هو إلا سيناريو بايخ وممل". وأضاف عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" :"كل إخواني أو إخوانية..إرهابي أو إرهابية محبوس علي ذمة قضايا إرهاب وتحريض يأتي يوم الجلسة وأمام الكاميرات وهو ماسك عكاز ودموعه علي خده أو علي كرسي متحرك ومعلق المحاليل ليستعطف الناس..في نفس اللحظة تتحرك الأقلام وتتشير الفيديوهات التي تريد أن تجعل من الإرهابي داعيا للسلام ومن المجرم حملا وديعا . وتابع :"و بقدرة فاجر يتحول الظالم إلي مظلوم والقاتل إلي برئ. ويتاجر بالقضية أدعياء الحريات القابضين مقدما محليا ودوليا في الصحف والإعلام..وفي النهاية ترضخ الدولة للضغوط ثم تضطر إلي العفو عنهم عشان تكسب بنط دولي. بالأمس كان محمد سلطان الذي كان يأتي للمحكمة في صورة المشلول علي كرسي متحرك والذي استطاع بقدرته الإخوانية الخارقة أن يبقي حيا رغم إضرابه عن الطعام أكثر من 400 يوم وبعد العفو عنه باع الكرسي المتحرك و صار فتوة و بيحرض علينا علنا في الكونجرس الأمريكي. وواصل :"واليوم إسراء الطويل التي تأتي إلي المحكمة ماسكة بعكازها ودموعها علي خدها بعد أن كانت تحرض علنا في رابعة وعلي صفحتها علي القتل والحرق كما تقول الاتهامات.ننسي مافعل هؤلاء ..ننسي من قتلوا من ضباطنا وجنودنا..ننسي كم طفلا صار يتيما وكم زوجة صارت أرملة وكم أم وكم أب باتوا ملكومين..ننسي كم عاني الوطن ثم نبكي علي العكاز". أما دندراوي الهواري مدير تحرير جريدة "اليوم السابع" فكتب مقالاً شن فيه هجوما ضد إسراء الطويل قال فيه:"وائل غنيم ورفاقه، بدأوا يبحثون عن مظلومية، على غرار خالد سعيد، ووجدا ضالتهم فى سقطات ريهام سعيد، ثم دموع إسراء الطويل، وحولوها إلى قضية إنسانية، لابتزاز مشاعر الناس، ونجح فعليا فى كسب تعاطف عدد كبير مع الناشطة، التى شاركت فى اعتصام رابعة العدوية، وأبلغت عن عناوين وتحركات ضباط الجيش والشرطة للتنظيمات الإرهابية. وأضاف :"التعاطف مع إسراء الطويل، يذكرنا بنفس درجة التعاطف مع الإخواني محمد سلطان، الذى ظهر فى صور مريضا غير قادر على الحركة، داخل محبسه، وعندما صدر عفو رئاسى بالإفراج عنه، وبمجرد وصوله أمريكا سجد وقَبّل الأرض، وظهرت حيويته، وبدأ فى تنفيث سمه فى مصر. ثورة جديدة، تعنى قولا واحدا، تسليم البلاد إلى داعش، شاء من شاء وأبى من أبى، لذلك.. احذروا من سم تنظيم وائل غنيم، القاتل والمدمر للوطن وأمنه واستقراره!"