القوى الخفية التى تلعب الآن من وراء الستار والتى لم تكن راغبة فى بناء دولة ديمقراطية حقيقية هى التى تساعد المتآمرين الآن من داخل الحركات السياسية ليتمكنوا من خلق مزيد من الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية قد تصل إلى حد الاغتيالات "لرءوس بعينها" حتى يتوصلوا إلى جعل القادة من الجنرالات يعلنون بالمنطق إلى الشعب الذى عمته الفوضى؛ "أن الطريق الوحيد لاستعادة النظام والأمن ولإنقاذ الموقف لا يكون إلا بديكتاتورية وهكذا كان السيناريو المعد بعد الإطاحة بالنظام السابق وإن كانت تعديلات قد دخلت عليه من "القوى الخفية" نظرًا لمتغيرات الواقع والتى قد تفرضها الظروف أثناء التنفيذ قد يكون من المهم جدًا أن نتعرف على خيوط هذه المؤامرة والقوى الخفية التى تديرها لنكوّن صورة واضحة عن أسلوب العمل الذى تقوم به من خلال.. تغلغل أفراد الحزب الوطنى المنحل وأذناب النظام البائد بالمناصب الحكومية ومراكز الخدمات العامة والقوات المسلحة والتنظيمات العمالية بغية الاستعداد لتحطيم كل إنجازات هذه الثورة عندما يسمح الوقت بذلك وتصد الأوامر .. بالقيام بنشاطات أوسع لعمليات تخريبية لخلق مزيد من الفوضى لزعزعة الرأى العام والانقلاب على إرادة الشعب التى عبر عنها بالانتخابات الجارية كما حدث بالجزائر فى بداية التسعينيات من القرن الماضى، مما يمهد الطريق لقيام ديكتاتورية تظهر للوجود حتى تبدأ عمليات التطهير تظهر بعدها ظهورًا مطلقًا، وهذا غالبًا سيناريو ما حدث بالفعل لكثير من الثورات بداية من روسيا عام 1917 إن المخطط بعيد المدى للسيطرة أو العودة للسيطرة على البلاد مرة أخرى من خلال الخونة والمتآمرين على الجيش والشعب الذين ينتشرون انتشارًًا واسعًا فى طول البلاد وعرضها الآن ويتبعون تنظيمًا دقيقًا، مما قد يشجع متطرفى الثورة إلى مزيد من أعمال العنف ضد الدولة ومؤسساتها وهذا ما بدا واضحًا من خلال التهديد بحرق البلاد يوم 25 يناير المقبل فى الذكرى الأولى للثورة والتى اعترف بها المجلس العسكرى ولم ينكرها أو ينكر وجود هذا المخطط إن الاحتدام القائم الآن بين القوى الليبرالية والعلمانية واليسارية من جهة والإسلاميين والمجلس العسكرى من جهة أخرى منذ إعلان نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات وتزداد الآن بعد المرحلة الثانية وسوف تشتعل أكثر بعد المرحلة الثالثة .. عمّت البلاد فوضى وإضرابات وأعمال عنف بميادين الاعتصام حتى وصلت إلى الاغتيالات لرجال الدين وهنا أود أن أشير إلى أنه فى الأيام القادمة أتوقع مزيدًا من الاغتيالات التى ستكون هذه المرة "للقادة" بل قد تستهدف رءوسًا كبيرة بعينها ومن داخل مؤسساتهم. لقد جاءت نتيجة الانتخابات التى نحن بصددها صدمة عنيفة للمتآمرين من فلول النظام البائد ومن يحركهم من "الأيدى الخفية" والذين راهنوا على ذيولهم وأذنابهم حتى فى القرى والنجوع وخاصة فى صعيد مصر من الذين دفعهم غلهم وحقدهم على الثورة التى أطاحت بهم ووضعتهم فى مزابل التاريخ فهددوا وتوعدوا بحرق البلاد فى حالة عزلهم سياسيًا وراهنوا على عصبيتهم وقبليتهم ولكنهم خسروا الرهان وبدا لهم أنه حتى هؤلاء لم يعد لهم رغبة فى رؤيتهم وعزلوهم من غير قانون !! حتى الآن – أى حتى قبيل الانتهاء من الانتخابات البرلمانية – كان المتآمرون قد نفذوا الخطوة الأولى والتى انتهت بشرذمة الثوار وتقسيمهم بين علمانى وليبرالى وإسلامى.. بين سلفى وإخوانى.. بين مسيحى ومسلم .. انتهت الخطوة الأولى بعد حرق كنائس ومجمعات علمية وتاريخية وقتل وسحل واعتقال ثوار وثائرات حتى لرجال دين حضروا للميدان لمحاولة إطفاء الفتنة انتهت هذه الخطوة بانقسام قد يكون حتى الآن سرّيا داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية ما بين صف أول وصف ثان قد يكشف عن نفسه فى الأيام القادمة وأخيرًا قسمّتهم بين التحرير والعباسية ؟! أما الخطوة الثانية والتى بدءوا يعدون لها الآن وهى الإحياء للخلايا التابعة لهذه القوى الخفية من المتآمرين بارتكاب بعض الأعمال التخريبة الكبيرة بما فيها جرائم التعدى على الحكومة والقيادات والقيام بحركة اغتيالات وهذا هو قراءة المخطط الذى تكلم عنه أو كشف عنه المجلس العسكرى ولم يقل لنا من هم أصحاب هذا المخطط والذى قد يبدأ تنفيذه من يوم 25 يناير القادم وسيدفع الناس إلى القبول بل حتى بالمطالبة بديكتاتورية قد تحافظ على البلاد وعلى أمنها الداخلى. [email protected]