تواصل حكومة ليبيا الموالية للواء خليفة حفتر، مطالبتها للمجتمع الدولي برفع حظر وصول السلاح المفروض عليها للسيطرة على ما وصفته بالانتهاكات التي يقوم بها "تنظيم داعش" بجانب دعوتها أمس للدول العربية بالتدخل عسكريًا لمواجهة داعش على غرار عاصفة الحزم في اليمن، إلا أن خبراء استبعدوا التدخل العربي المسلح في ليبيا لعدة أسباب. وجه الرائد محمد حجازي، الناطق باسم قوات الجيش الليبي، الذي يقوده اللواء خليفة حفتر، نداءً للدول العربية خاصة تلك المجاورة لليبيا للتدخل العسكري بها ومساعدة الجيش لضرب أوكار الإرهاب والمد الأسود - كما وصفه - الذي يشكل خطرًا ليس على ليبيا فحسب بل على كل المنطقة. وقال حجازي في تصريح لجريدة الشروق الجزائرية، إن الوضع العسكري في ليبيا ممتاز والجيش يوجه ضربات للمتطرفين بكل دقة في سرت وغيرها من المناطق، كاشفا أن قوات الجيش استهدفت بضربات جوية مركزًا لقيادات التنظيم الإرهابي "داعش" في سرت ولم تصل بعد نتائج العملية من غرفة العمليات التابعة للجيش في المدينة والتي تزود قوات الجيش بالإحداثيات. واتهم حجازي حكومة طرابلس ومليشيات "فجر ليبيا" بدعم "داعش" في سرت، مؤكدًا أنها هي مَن سلمت سرت للتنظيم على طبق من ذهب، من خلال انسحاب درع الوسطى إلى مصراتة، وقال إن ما يحدث في ليبيا صراع مسلح بين "داعش" و"القاعدة"، وأن الجيش يتصدى للاثنين باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، والأطراف المتحالفة معهما من قيادات فجر ليبيا، مشيرًا إلى أن العالم يتفرج على ما يحدث في ليبيا في ظل غياب إرادة دولية لمواجهة ومحاربة الإرهاب بها. وأردف حجازي أن على الجامعة العربية المسارعة بالتدخل العسكري من خلال قوة الردع العربية لمحاربة الإرهاب، معترفًا بأن إمكانيات الجيش الليبي حاليا ضعيفة لا تسمح له بدحر "داعش" ومن يتحالف معه من الميليشيات الإرهابية. وأشار حجازي إلى أن ما يقترفه "داعش" والميليشيات في سرت وبعض المناطق الليبية، جرائم ضد الإنسانية وعلى الدول العربية التدخل العسكري لحماية الليبيين من هذا الخطر. وقال محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن تلبية طلب ليبيا بالتدخل العسكري لضرب داعش هو أمر مستبعد وصعب للغاية، خاصة أنه لا يوجد دافع قوي من الدول العربية لجعلها تفتح صراعًا جديدًا في ليبيا في ظل استمرار ضرب قوات التحالف العربي لمقاتلي الحوثي في اليمن. وأضاف أن مصر لديها رغبة في التدخل لاسيما وأن ليبيا تمثل جبهة خطرة على حدودها الغربية، وعلى فترات متباعدة ترسل مصر طائرات داخل ليبيا دون أن يعلم أحد، إلا أن عدم امتلاك مصر التمويل اللازم يجعلها تنأى بالجيش عن دخول معركة قد تنهكه بشكل كبير. وأشار إلى أن الدولة الوحيدة التي تستطيع التمويل هي السعودية وهي مشغولة بحربها مع الحوثيين في اليمن. وتابع: "إذا وافق مندوبو الدول العربية على دعم رفع حظر السلاح عن ليبيا فإنهم سيدعمون القرار لدى مجلس الأمن ومن ثم رفع الحظر". واستطرد حسين: "الدول الغربية ترفض مد ليبيا بالسلاح حتى لا تزيد المعارك الداخلية لاسيما وأن هناك أطرافًا عدة تحمل السلاح، ودعمهم سيؤثر على مصالح الدول الغربية في الحصول على النفط".