«منحدر خطير تواجهه ليبيا فى حربها مع الإرهاب ممثلا فى قوات فجر ليبيا المسيطرة على سرت وداعش ليبيا المسيطرة على طرابلس ورغم ما قامت به حكومة عبد الله الثنى من إصلاحات متمثلة فى تعيين حفتر قائدًا عامًا للجيش الليبى إلا أن الإرهاب مازال يحقق نجاحًا ملحوظا على الأرض واستطاع تنظيم داعش السيطرة على حقول نفط كان الجيش الليبى مسيطرًا عليها فى وقت سابق فى الوقت الذى تعانى فيه ليبيا من صمت المجتمع الدولى متمثلا فى رفض تسليح الجيش الليبى وامتلاك مليشيات فجر ليبيا وداعش أحدث الأسلحة مما دعا الثنى إلى مطالبة الدول العربية للتدخل العسكرى لإنقاذ ليبيا من الإرهاب». وفى تطور خطير للموقف على الأرض تمكنت داعش ليبيا من السيطرة على حقل المبروك ومحطة الباهى النفطيتين القريبتين من مدينة سرت شمال ليبيا بعد ساعات من شن غارات على المنطقتين فضلا عن أنباء عن قدرة داعش السيطرة على الحقل الثالث وهو حقل الظهرة خاصة بعد انسحاب القوة المكلفة بحراسته بسبب نفاذ الذخيرة. وكان الجيش الليبى قام فى وقت سابق بمحاصرة مدينة درنة التابعة لقوات فجر ليبيا من أربعة محاور إلا أن سياسة الأرض المحروقة وتفخيخ منزل المدنيين أدى إلى تأخر إنهاء العملية العسكرية كما قصف سلاح الجو الليبى عدة مواقع لداعش جنوب غرب سرت المعقل الرئيسى لداعش وشنت طائرات حربية تابعة للحكومة الليبية فى طبرق غارتين استهدفت مطار العتيقية فى طرابلس وأخرى استهدفت مطار مصراتة كما قامت القوات الليبية بتوجية ضربات جوية لمطارى طرابلس ومصراتة كما تجددت الاشتباكات فى مدينة الجميل الليبية بين قوات الجيش الليبى وفجر ليبيا بعد قصف مدفعى عنيف لمعاقل فجر ليبيا فى المنطقة. وفى المقابل، قامت قوات فجر ليبيا بقصف عشوائى لوسط بنغازى استهدف إحياء سكنية مما أسفر عن وفاة شخصين وإصابة سبعة آخرين كما استهدفت طائرات فجر ليبيا المطار المدنى فى رأس لانوف وصهاريج النفط فى ميناء السدرة. وفى محاولة لاحتواء الموقف المتدهور على الأرض قرر مجلس النواب الليبى استئناف مشاركته فى الحوار الذى ترعاه بعثة الأممالمتحدة بعد اجتماعه بمبعوث الأممالمتحدة برنارد دينو وذلك لاستئناف الجولة التى كان مقررًا لها الانعقاد فى المغرب أواخر الشهر الماضى كما يسعى مجلس النواب للتنسيق مع شخصيات وأعيان ومشايخ القبائل فى ليبيا لإيجاد لغة من الحوار الوطنى داخل ليبيا يوازى حوار الأممالمتحدة. كما أدى اللواء خليفة بالقاسم حفتر اليمين الدستورية أمام أعضاء مجلس النواب فى طبرق كقائد عام للجيش الليبى مع ترقيته إلى رتبة الفريق الأول وحفتر هو احد الرجال الذين ساندوا القذافى للإطاحة بحكم الملك إدريس 1969 وشغل وظيفة قائد الأركان حتى 1987 ثم اعتقل بأمر القذافى ثم أفرج عنه لينتقل للعيش فى ولاية فرجينيا الأمريكية فى أوائل التسعينيات وقد ترددت الأقوال عن علاقته الوثيقة بوكالة الاستخبارات الأمريكية وعاد إلى ليبيا أثناء الثورة ضد القذافى سنة 2011 وأصبح أحد أهم القادة المتمردين على القذافى وقد ذاع صيته بعد معركة الكرامة العسكرية فى مايو الماضى والتى تعهد فيها بالقضاء على المليشيات المسلحة فى بنغازى ويعتبره الكثيرون المنقذ لليبيا فى هذه الفترة. وعلى المستوى الدولى يشجع المجتمع الدولى التقدم الداعشى على السلطات الليبية، وفى تصريح صادم قال مندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة «مارك جرانت» بأن الحل الوحيد لمحاربة داعش ليبيا هو دعم الجماعات المسلحة فى مدينة مصراتة لأنها هى القادرة على القضاء على داعش ليبيا وفى رد فعل غاضب أدانت الحكومة الليبية فى بيان صحفى تلك التصريحات واعتبرتها تدخلا فى الشأن الداخلى ودعما لحرة فجر ليبيا الإرهابية كما أكدت على أن الجيش الليبى هو المنوط به محاربة التنظيمات الإرهابية متمثلة فى داعش كما طالبت الحكومة رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبى وأطلق نشطاء ليبيون وعرب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى هشتاج السفير مارك غرانت مندوب الإخوان بالأممالمتحدة كما طالبوا السفير بالاعتذار للشعب الليبى. وعلى الصعيد العربى دعا رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثنى إلى تحالف عربى لإخراج ليبيا من كبوتها على أن يكون فى مقدمته مصر والسعودية والإمارات والأردن وطالب تلك الدول بمخاطبة الصين وروسيا للحصول على السلاح لدعم الجيش الليبى، كما دعا سياسيون ليبيون إلى ضرورة تفعيل معاهدة الدفاع العربى المشترك لمواجهة الأزمة الليبية وعقد قمة عربية طارئة لمناقشة الأوضاع فى ليبيا كما طالب بضرورة مد الجيش الليبى بالسلاح.