فى مواجهة المحاولات الإسرائيلية المستميتة لتعطيل اتفاق غزة وعدم الانتقال إلى المراحل التالية والإفلات من الالتزامات الأساسية وأولها الانسحاب الإسرائيلى والتوقف عن الأنتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار.. فى مواجهة ذلك تؤكد مصر بوضوح على ضرورة الالتزام الكامل بالاتفاق ويطالب وزير الخارجية بدر عبد العاطى بالالتزام الكامل بالاتفاق وبتضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بإنهاء الحرب فى غزة داعياً لسرعة تشكيل القوة الدولية لحفظ الاستقرار فى القطاع الذى مازال خاضعاً للاحتلال وجرائمه التى لا تتوقف!! تتحرك مصر على كل الجبهات ولا تكتفى بتسجيل المواقف.. وبينما تضع إسرائيل مسئولية تنفيذ التزاماتها فى المرحلة الثانية من الاتفاق فى عهدة «عصابة الستة» وعلى رأسها بن غفير و«سيموتريتش» فى إشارة لا يخطئها أحد حول ما ينتظر الاتفاق من مؤامرات التطرف الإسرائيلى.. تدرك القاهرة أن إنهاء حرب الإبادة قد أصبح «بقرار مجلس الأمن» مسئولية دولية مهما كانت الملاحظات على القرار، وأن التضامن الدولى قادر على فرض الشرعية وإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل. ولهذا تواصل مصر جهودها للبناء على وقف إطلاق النار والانطلاق منه إلى إعمار غزة وتستعد القاهرة لاستقبال دول العالم لتشارك معها فى مؤتمر التعافى المبكر وإعمار غزة استناداً إلى الخطة المصرية العربية التى أيدتها معظم دول العالم. مهم جداً أن يكون إعمار غزة عملية فلسطينية أولاً وأخيراً وأن تتم إعادة الإعمار بأيدى الفلسطينيين وفى وجودهم وأن تكون إعادة الإعمار لغزة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من دولة فلسطين الموحدة وعاصمتها القدسالمحتلة. كان هذا هو جوهر الخطة المصرية التى اعتمدتها الدول العربية والإسلامية ونالت تأييد معظم دول العالم. والتى كانت رداً مبكراً على مخططات التهجير القسرى وأوهام بناء المستوطنات أو المنتجعات السياحية التى مازالت تراود إسرائيل التى تترك مصير اتفاق غزة الآن لعصابة الستة التى لا تخفى كراهيتها للشرعية الدولية ورفضها لأى حديث عن دولة فلسطينية أو حتى عن شعب فلسطينى!! سيظل هذا هو جوهر الصراع بين احتلال لابد أن ينتهى ومجرمى حرب لا بد أن يحاسبوا على جرائمهم من ناحية.. وبين عالم بأكمله ينتصر للشرعية الدولية والحق الفلسطينى من ناحية أخرى. فى قلب هذا الصراع لابد أن يكون تثبيت وقف إطلاق النار فى غزة مسئولية عالمية ولابد أن يكون إعمار غزة جزءاً من بناء دولة فلسطين المستقلة والموحدة ولا عزاء لعصابة الستة ولا للأوهام الصهيونية !