مرغمًا يضطر مجرم الحرب «نتنياهو» للتعامل مع مرحلة ثانية لاتفاق غزة بعد أن اعتاد على تدمير أى اتفاق قبل نهاية مرحلته الأولى(!!) حاول نتنياهو «وما زال يحاول» إثارة المشاكل ووضع العقبات قبل أن يصل إلى مرحلة مواجهة استكمال الانسحاب من غزة والبدء فى الإعمار ما زال ينتهك يوميًا وقف إطلاق النار، وما زال يعرقل دخول المساعدات وفتح المعابر، وما زال «حتى بعد قرار مجلس الأمن» يحاول وضع الشروط وإبقاء السيطرة على غزة وسد الطريق أمام أى تقدم نحو قيام الدولة الفلسطينية. آخر قرارات نتنياهو تكشف عن نواياه الحقيقية نحو اتفاق غزة قام بتشكيل لجنة وزارية مصغرة برئاسته لإدارة المرحلة الثانية والأهم من الاتفاق. فاجأ الجميع بأن اللجنة تضم إلى جانب وزراء الدفاع والخارجية والعدل كلاً من الإرهابى سيموتريتش الذى لا يتزحزح عن موقفه بضرورة احتلال غزة وتوسيع الاستيطان، والإرهابى بن غفير الذى ينفى أساسًا وجود شعب فلسطين ويرفض اتفاق غزة جملة وتفصيلاً(!!) والأخطر أن وزير الخارجية «ساعر» لخص المهمة بأن على إسرائىل أن تظهر للعالم أنها «منحت!!» خطة ترامب فرصة حقيقية لكى تدعمها واشنطون عندما تستأنف العمل العسكرى!! واشنطون «فى المقابل» لديها الصورة الكاملة للموقف. وهى تدرك أن المقاومة الفلسطينية أوفت بكل التزاماتها حتى الآن، ملف «الرهائن» لم يبق فيه إلا ثلاث جثث يجرى البحث عنها بينما بقى فى سجون إسرائىل نحو عشرة آلاف معتقل، وبقى تحت الأنقاض فى غزة نحو تسعة آلاف شهيد آن الأوان لإرغام الاحتلال الإسرائيلى على إدخال المعدات اللازمة والطواقم الفنية لانتشال جثثهم من تحت الأنقاض. وملف سلاح المقاومة مرهون بإنهاء الاحتلال والوجود الشرعى للسلطة الفلسطينية. لن يكون أمام واشنطون إلا الإقرار بما أقر به العالم كله بأن الصراع لم يبدأ فى 7 أكتوبر، وأن القضية ستبقى قضية احتلال غير شرعى لابد أن ينتهى وأن إسرائيل لا تريد أن تفهم ما قاله الرئيس ترامب نفسه بأنه يريد أن ينقذ إسرائىل من أزمتها، وأن نتنياهو يضع رصيد اتفاق غزة فى أيدى بن غفير وسيموتريتش وساعر وباقى «لجنة الستة» ليست إلا عنوانًا لما ينتظر اتفاق غزة الذى يحمل اسم الرئيس الأمريكى على أيدى إرهاب الدولة الذى يقود إسرائيل إلى أكبر أزماتها. فى إسرائيل يقولون إن نتنياهو وضع مصير الاتفاق فى أيدى «نصف دستة أشرار» أو نصف دستة من بن غفير أو نتنياهو.. فى حقيقة الأمر لا خلاف هنا حين يتعلق الأمر بإنهاء الحرب وانفتاح الطريق نحو السلام العادل!!