طبيعى أن تحاول حكومة نتنياهو «تسويق» العثور على جثث ستة من الرهائن فى أحد أنفاق غزة على أنه إنجاز عسكرى كبير(!!) بينما يدرك معظم الإسرائيليين أنهم أمام فشل جديد من حكومة تحاول التهرب من مسئوليتها. والتغطية على رفضها المتواصل لإتمام أى اتفاق ينهى الحرب ويعيد الرهائن.. لتكون النتيجة الطبيعية هى أنها وهى ترتكب المجازر وتقتل آلاف الأطفال الفلسطينيين، تقتل معهم الرهائن المحتجزين فى غزة وتغتال كل فرص السلام فى المنطقة! الطريق مفتوح لإتمام الاتفاق وإنهاء الحرب وعودة الرهائن منذ الهدنة التى تمت فى فبراير وتم فيها تبادل أكبر عدد من الأسرى الأحياء. لكن نتنياهو أغلق كل الأبواب، ومضى وراء وهم «النصر المطلق» الذى يقضى على المقاومة الفلسطينية ويستعيد الرهائن ويضع أكل أهل غزة بين خيارين: القتل أو التهجير(!!) والنتيجة أنه بعد أكثر من عشرة شهور من القتل والتدمير لم تحقق إسرائيل أياً من أهدافها، ولم تستعد من الرهائن إلا جثث القتلى منهم بقنابل جيشهم الإسرائيلى!! طوال الشهور الماضية لم تتوقف المظاهرات التى تطالب نتنياهو باتفاق يعيد الرهائن قبل فوات الأوان. ولم تتوقف شهادات المسئولين الذين اختلفوا مع نتنياهو بسبب إفشاله لكل اتفاق مقترح لأنه لا يريد إلا استمرار الحرب ليبقى فى موقعه، ويجند صبيانه من الإرهابيين أمثال بن غفير وسيموتريتش للهجوم على عائلات الرهائن ورفض أى دعوة لإيقاف الحرب، وتنظيم المظاهرات المضادة لتأييد نتنياهو فى رفض أى اتفاق للتهدئة ولو كان الثمن عودة الرهائن فى توابيت!! يحدث ذلك، بينما تجرى مفاوضات الفرصة الأخيرة التى قد يعنى فشلها إغراق المنطقة كلها فى حرب إقليمية شاملة. ومع تصاعد المخاوف داخل إسرائيل من استمرار نتنياهو فى مخطط إفشال أى تفاوض ورفض أى حديث عن إنهاء الحرب، ومع الحديث المعتاد عن خلافاته مع وفد التفاوض الذى لا يملك أى صلاحيات، والذى يؤكد أعضاؤه أنه لا اتفاق فى ظل شروط نتنياهو واختلاقه للمشاكل والعقبات والتى لن يكون آخرها اختلاق الأزمة حول معبر رفح ومحور صلاح الدين والتى يعرف جيداً أن موقف مصر بشأنها لن يتغير مطلقاً!! موقف نتنياهو الحقيقى أكثر تطرفاً من صبيانه «بن غفير وسيموتريتش» مازال يجرى وراء وهم «النصر المطلق» الذى وصفه وزير دفاعه بأنه «هراء»!! ومازال يحتفل بقتل أطفال فلسطين كما يحتفل باستقبال نعوش رهائنه الذىن يقتلهم بقنابل جيشه، وبسياسة تفخر بأنها تعرف كيف تقتل كل فرص السلام!!