رغم الضجيج الذى يحدثه الوزيران الاسرائيليان «بن غفير» و«سيموتريتش» والتهديدات التى يطلقانها، فإن تمرير أى اتفاق لوقف القتال وتبادل الرهائن الأسرى لا يواجه عقبات حقيقية إذا لم يمارس نتنياهو هوايته الأثيرة فى إفشال أى اتفاق ورفض أى تهدئة!! ورغم معارضة بن غفير وسيموتريتش وربما وزراء آخرين فى حكومة نتنياهو فإن الأغلبية ستوافق، وحتى إذا انسحب الوزيران المتطرفان فإن الحكومة باقية، والأغلبية فى «الكنيست» ايضاً مضمونة وأصوات المعارضة جاهزة لتأييد الاتفاق الذى تطالب به منذ شهور!! ما يقلق «نتنياهو» حقيقة هو انهيار كل الأسس التى بنى عليها موقفه من الحرب التى أخذته إلى المحاكمة الدولية كمجرم حرب، وأخذت اسرائيل الى قفص الاتهام بأشنع الجرائم وهى الإبادة الجماعية. ما يقلق نتنياهو هو سقوط كل ما تمسك به حول «النصر المطلق» ورفض الانسحاب وأن تحرير الرهائن لن يتم إلا بالعمل العسكري!! وما يقلق نتنياهو أيضاً هو أن يقر الجميع (بمن فيهم الرئيس الأمريكى بايدن) بأن الصفقة الجديدة تقوم أساساً على الاقتراح الذى قدمه فى مايو الماضى ودعمته موافقة مجلس الأمن ..وهو الاقتراح الذى قبلته المقاومة الفلسطينية وتمسكت به حتى اللحظة الأخيرة وبينما تلاعب نتنياهو كعادته لإسقاط الاتفاق، والآن يواجه نتنياهو السؤال الكبير داخل اسرائيل: لماذا أضاع ثمانية شهور فى قصف المستشفيات وخيام النازحين بدلاً من تحرير الرهائن ووقف استنزاف الجيش الاسرائيلى، وزيادة قتلاه وجرحاه فى حرب لم يتوقف قادة الجيش على التأكيد أنها انتهت بالنسبة لهم - منذ شهور طويلة؟ ربما فوجئ نتنياهو باتفاق إدارة ترامب مع إدارة بايدن على أن إيقاف الحرب فى غزة ضرورى لمصالح أمريكا وسياساتها فى المنطقة (!!) وربما فوجئ أيضاً بأن 75٪ من الاسرائيليين يؤيدون الآن إنهاء الحرب وليس فقط وقف القتال وتبادل الأسرى (!!) .. سيرضخ نتنياهو على أمل «التعويض» فى جبهات أخري.. لكنه سيحاصر بالسؤال الرئيسى: هل حان وقت الاعتراف بالفشل وتحمل المسئولية وبداية الحساب؟ وهل آن أوان السقوط؟!