كانت من بين نشطاء الثورة الذين لمع نجمهم في ميدان التحرير إبان ثورة 25يناير، وصعد صيتهم لعنان سماء الثورة، ثم سرعان ما أنطفئ نورهم سريعًا واختفوا من المشهد برمته، فأصبحوا أثرًا بعد عين. صاحبة أشهر زغرودة بميدان التحرير، ابن "الوز عوام" ألقاب حصلت عليها الناشطة السياسية نواره نجم، الأول إشارة لثوريتها، والثاني علامة على إرثها "النضال" من والدها الشاعر أحمد فؤاد نجم، ووالدتها الكاتبة والناقدة صافي ناز كاظم. إنها نواره نجم.. المدونة والناشطة السياسية والصحفية المهتمة بالعمل العام وحقوق الإنسان، التي عرفت قبل ثورة يناير عن طريق مدونتها الإلكترونية "جبهة التهييس الشعبية"، التي اختارت لها شعار "الحرية لم تخلق إلا لمن يحملون أرواحهم على أكفهم"، ووضعت في أعلاها صورة لطفلة تعض أسلاكًا شائكة. وظهرت لاحقًا في ميدان التحرير، مع انطلاق ثورة يناير، حيث ظهرت على القنوات الفضائية لتنتقد الرئيس المخلوع حسني مبارك وتطالبه بالرحيل، وتحفز زملاء النضال على الاستمرار في الثورة وتنقل أخبارها على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر". في عهد الإخوان.. وصل معارضة "نوارة" لقمة عنفوانها، فكانت أحد أبرز المهاجمين للجماعة والرئيس المعزول محمد مرسي، وهي أحد الداعمين ل 30 يونيو، وشاركت في أغلب الفعاليات والمظاهرات التي تناهض "الإخوان"، كان آخرها موقعة المقطم الشهيرة، ضمن عدد كبير من الشخصيات العامة التي دعت وأيدت المظاهرات أمام مكتب إرشاد جماعة الإخوان بالمقطم ولاقت نفس المصير الآن، منهم علاء الأسواني، أبو العز الحريري، جورج إسحاق، خالد علي، حسام عيسى، حازم عبدالعظيم وغيرهم. وصفتها أمينة عبدالعال، إحدى المقربات لها، ورفيقتها في الميدان بأنها "ثورية جدًا، وتتميز بعصبية وعنفوان ثوري مثل أبيها كما أنها بسيطة وكانت تفترش أرض الميدان مع الثوار دون أي تكلفة". وذكرت عبدالعال أن اغلب المظاهرات التي رافقت فيها "نجم" كانت ضد جماعة الإخوان، أبرزها مشاركتها فيما وصفته ب"المذبحة" ثم اختفت بعدها كأحد ثوار الميادين في الشارع. شاركت بجدية في أحداث 30 يونيو، لكن سرعان ما انقلبت على الرئيس عبدالفتاح السيسي، ظهر ذلك من خلال تعليقاتها ضده، قبل أن تتوارى عن المشهد كغيرها من أنصار 30 يونيو الذين ساروا على نفس الدرب بقصد أو بدون. من بين رسائلها الموجهة ل"السيسي": "لم نر منك إلا قتلا، واعتقالا، وتنكيلا ، وتوحشا لإعلام قذر يدار من مكتبك، كما اعترفت بأن الشباب الذين شاركوا في يناير هم من وقفوا في الصفوف الأولى في 30 يونيو"، موضحة أنهم "تعرضوا لحملة كبيرة لتشويه صورتهم في الإعلام والسلطة معًا". ورفضت أيضًا مقابلة السيسي، قائلة إنها لا تستطيع المشاركة في أي حوار بشكل شخصي بينما أصدقاؤها في السجن: "أنا بخاف من السلطة وببعد عنها، أنا لا أجالس الملوك".