»مينا دانيال كان بيصحيني ساعة أذان الفجر علشان أصلي«.. هذه أقوال الناشطة السياسية المحترمة نوارة أحمد فؤاد نجم في أحد البرامج التليفزيونية الأخيرة حول ذكرياتها الجميلة عن ثورة 52 يناير في ميدان التحرير الذي شهد اعتصام الثوار في الأيام الأولي للثورة وتوحدهم لأجل هدف واحد هو إسقاط نظام مبارك الآسن، ثم استطردت فيما بعد وروت أبشع لحظة عندما دخلت المشرحة وتعرفت علي جثة الشهيد مينا دانيال فأصيبت بصدمة عارمة أفقدتها التمييز والتوازن حتي أنها تصورت أنه حي وجيء به إلي المشرحة عن طريق الخطأ! ومن المعلوم لكل من تابع أحداث الثورة أن نوارة نجم هي أحد أهم الأسماء الشبابية التي شاركت في بداياتها ومازالت تؤرخ وتدلي برأيها في مقالات صحفية قيمة وعلي مواقع تويتر وفيس بوك، وهي الابنة التي أسماها أبوها الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم وأمها الكاتبة الصحفية الكبيرة صافي ناز كاظم نوارة الانتصار تيمنا (وقت مولدها) بانتصار أكتوبر العظيم. وقد ورثت الابنة من والديها النزعة الثورية والانتفاض للحق ضد الظلم والفساد.. ومازالت مع والدها الشاعر الفحل أحمد فؤاد نجم يحلان ضيفين علي البرامج التليفزيونية حيث تروي نوارة ذكرياتها عن الثورة وتدلي برأيها الجريء في الأحداث الجارية، بينما يقوم العم أحمد فؤاد نجم بمؤازرتها شعرا، وهو الذي يمتلك في تاريخه الشعري قصائد عابرة للزمن أهمها وأبرزها ماتغني به الشباب أثناء ثورة 52 يناير 1102 بعد سقوط شهداء في الموجة الأولي للثورة وأعني هنا قصيدة »صباح الخير علي الورد اللي فتح في جناين مصر« والتي وضعت بعض الصحف وقتها ذلك المطلع المؤثر كمانشيت أو عنوان يكلل صور الشهداء رغم أن الشاعر النجم أحمد فؤاد نجم كان قد كتبها كقصيدة في سبعينيات القرن الماضي وحسب روايته أنه كان نزيلا سياسيا في سجن من سجون الرئيس السادات فإذا به يري من بين القضبان شابا يسحبه السجان »من قفاه« فما كان من الشاعر الكبير إلا أن سب السجان لصالح الشاب السجين الذي استغاث به فكانت هذه الواقعة وراء كتابة قصيدة »الورد اللي فتح في جناين مصر«. وكلما ظهر العم أحمد فؤاد نجم في محفل أو برنامج تليفزيوني ألقي هذه القصيدة الجميلة التي أصبحت شعارا لثوار وشهداء ثورة 52 يناير وأحد الأشعار الدالة والمؤرخة للثورة وللتنديد بالظلم ضد كل سجان وجلاد باطش في كل زمان ومكان فتحية إلي الكبير أحمد فؤاد نجم ونوارة الانتصار أحمد فؤاد نجم علي انتصارهما الجميل للحق والخير والعدل والحرية والكرامة الإنسانية ولشعارات النقاء السياسي والانتفاض الصادق ضد كل أشكال الفساد.