تعد نوارة نجم من أبرز الناشطات السياسيين في مصر قبل وبعد ثورة 25 يناير؛ لكنها صعد اسمها بقوة عقب الثورة لمناهضتها للحكم العسكري ومن ثم من بعده حكم الإخوان المسلمين. ولعل خلفية نوارة الثورية، لا تثير دهشة أحد فهي نتاج أبويين مصريين عرف عنهما النضال والرأي الحر، وهما الشاعر أحمد فؤاد نجم، والكاتبة الصحفية صافي ناز كاظم أصفهاني، اللذان استقت الشابة الصغيرة من مشوارهم الطويل دروس النضال والمغامرة، فضلا عن كراهيتها للنظام السياسي الحاكم لمصر، الذي لم يدخر الأب القوافي في نزال رؤسائه المتتابعين ولم تدخر الأم أيامها في معتقلاتهم وبالأخص شخص وسياسة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي ورثت الفتاة عداءه بعد أن اعتقل أبويها تباعا وهي لا تزال طفلة العامين لتهرب في نفس العمر إلى العراق مع والدتها تاركة والدها المعتقل خلفها، يواجه وعيد السادات له . شاركت نوارة في ثورة 25 يناير وساهمت في الزخم الثوري الناشئ قبلها بسنوات من خلال كتاباتها ومشاركتها العامة سواء من خلال مدونتها الساخرة " جبهة التهييس الشعبية" أو من خلال نشاطها العام بين الشباب و في مجال حقوق الإنسان. وفي سنة 1995 اشتركت نوارة نجم وهي في السنة الثالثة من دراستها الجامعية مع زملاء يساريين في مظاهرات ضد اشتراك إسرائيل في معرض صناعي أقيم في مصر، وألقي القبض عليها لتحتجز لمدة 12 يوماً شهدت خلالها عمليات تعذيب جرت ضد معتقلين إسلاميين، وقد شعرت بالصدمة عندما اكتشفت أن زملاءها اليساريين يرون أن الإسلاميين يستحقون التعذيب، فهي ترى أنه "لا أحد يستحق أن يعذب". ودافعت نوارة نجم في مدونتها عن العديد من القضايا المصرية والعربية، ومن بينها القضية الفلسطينية وقضية الأسرى المصريين في حرب 1967 ومناهضة التعذيب وغيرها من قضايا حقوق الإنسان في مصر والعالم، كما تشارك في العديد من الاحتجاجات على سياسات الحكومة المصرية الداخلية والخارجية. وفي العام نفسه اشتركت مع بعض زملائها وزميلاتها فى عمل وطنى من الطراز الأول، استطاعوا به منع إسرائيل من تحقيق هدف من أهدافهم فى مصر. ففى منتصف التسعينيات، كثر الحديث فى مصر عما سُمى مشروع الشرق الأوسط الجديد بقصة الترويج لفكرة التعاون الاقتصادى بين إسرائيل والبلاد العربية، وما سمى بتطبيع العلاقات بين العرب وإسرائيل. وحازت الفكرة تشجيعا من بعض المسئولين المصريين، بل وتأييد صريح أو مستتر من بعض الكتاب المشهورين ولكنها لم تُعجب كثيرين من الشباب المصريين، فانتهزوا فرصة الإعلان عن سماح الحكومة المصرية لإسرائيل فى أبريل 1995، بالاشتراك فى سوق القاهرة الدولية، وقرروا الاحتجاج على هذا الاشتراك بالتجمع أمام الجناح الإسرائيلى، وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية الشهيرة، والهتاف مطالبين بخروج الصهاينة. وكانت نوارة فؤاد نجم واحدة من هؤلاء المحتجين، ولم تذكر الصحف وقتها أنها أو أحد من زملائها قام بأى عمل تخريبى، فلم يذكر أنها رمت أحدا بحجر أو كسرت زجاجا، ولكن مجرد الاحتجاج بالتجمع والهتاف على اشتراك إسرائيل فى المعرض كان كافيا فى نظر الحكومة للاعتداء على 47 شابا مصريا بالضرب بالعصى المكهربة ثم بالاعتقال. سقطت نوارة نجم مغشيا عليها، ثم وضعت فى تخشيبة بقسم الخليفة ليلتين، ثم نُقلت إلى سجن النساء بالقناطر لمدة عشرة أيام، ولم يفرج عنها إلا بانتهاء أيام المعرض. كان رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت فى زيارة لواشنطن وربما خشيت الحكومة حينئذ أن يقول الرئيس الأمريكى للرئيس المصرى: «لماذا لم تضرب الشباب المتظاهر فى القاهرة ضد إسرائيل؟»، على أساس أن حق المرء فى التظاهر وفى اختيار نوع الكوفية التى يرتديها ليس من حقوق الإنسان الأساسية التى دأبت الحكومة الأمريكية على الدفاع عنها وتأنيب الحكومات التى لا تحترمها. واشتركت نوارة في ثورة 25 يناير وكانت تؤيد بقوة مطالب الثورة، وتحتج على معاملة الثوار بالضرب والقتل، وعلى الاعتداء على الأقباط فى ماسبيرو، وتطالب بحقوق شهداء الثورة وأهاليهم، وتحتج على فشل الممسكين بالسلطة فى تحقيق مطالب الثورة، رافضة كل المحاولات التى بذلت لتبرير هذه الأخطاء، كإلقاء اللوم على بلطجية، أو على طرف ثالث مجهول، أو على الثوار أنفسهم، ولا تقتنع بتغيير الوجوه دون تغيير السياسات، وتحتج على الاستعاضة عن حكومة فاشلة، بحكومة فاشلة أخرى، وأثناء مشاركتها فى هذه المطالبات والاحتجاجات فى ميدان التحرير وأمام مجلس الوزراء، كانت تعبر عن رأيها ومشاعرها أيضا فى مقالات فصيحة وبالغة الجرأة فى جريدة التحرير، وفى أحاديث لبعض القنوات التليفزيونية، حتى استدعيت للتحقيق فلم تنكر ما فعلت، ولا غيرت أقوالها، بل قالت إنها بدلا من أن تجلس كمتهمة ستقوم هى بتوجيه الاتهام لمن تعتبرهم المسئولين الحقيقيين عن الإخلال بالأمن والإضرار بالوطن. وفي أوائل 2012 رُتب ضدها اعتداء بالضرب والشتم وهى خارجة من مكان عملها فى مبنى الإذاعة والتليفزيون، حيث تعمل محررة ومترجمة بقناة المعلومات المرئية بالتليفزيون المصرى.