يتمتع الطفل محمد قطيش من مدينة حلب شمالي سوريا بموهبة تطويع الورق وصنع مجسمات منه باستخدام أدوات بسيطة عبارة عن أقلام ملونة ولاصق. ويواظب قطيش الذي لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره على صنع مجسمات ورقية لمبانٍ حديثة، أملاً في أن "تخرجه تلك الهواية من جو الدمار المحيط به وتبعث في نفسه التفاؤل"، بحسب ما ذكر لمراسل "الأناضول" الذي زار الطفل في منزله بأحد الأحياء القديمة الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة بمدينة حلب. وتصادفت زيارة المراسل لقطيش بعد أيام من افتتاح الأخير معرضاً صغيراً في بيته القريب من إحدى خطوط الاشتباك بين قوات النظام والمعارضة، وحظي المعرض بإقبال جيد من جيرانه القلائل المتبقين في الحي، بعد أن نزح معظم سكانه عنه هرباً من قصف النظام. وتضمن المعرض الذي عاينه مراسل "الأناضول" مجسمات ورقية لأبنية يقول إنها تعود لمدينة حلب قبل أن يحل الدمار بمعظم أحيائها، وأخرى لأبنية عالية حديثة يتصورها في سوريا المستقبل بعد أن تتخطى مرحلة الدمار التي تمر بها. وصوّرت عدسة " المباني الورقية في المعرض، والتقت عدداً من زواره الذين أبدوا إعجابهم بموهبة قطيش، وشاطروه حلمه ب"رؤية سوريا متطورة ومزدهرة ومتعافية من الدمار". كما أشاروا إلى أنه "ما دام هناك أطفال ذهنهم متّقد مثل محمد فإن هذا الحلم سيتحقق". أما الطفل قطيش فقد وجّه عبر "الأناضول" رسالة إلى كل طفل سوري لديه موهبة بالعمل على تطويرها، لأن مهمة بناء سورية الحديثة ستكون على عاتقهم، معرباً عن رغبته أن يكون في المستقبل مهندساً معمارياً حتى يساهم في بناء بلاده بالحجر بدلاً من الورق.