«بدلة حمراء وملابس داخلية بيضاء لطختها الدماء وأزاحت عنها لونها ناصع البياض كما أنها ودعت أجساد أصحابها مع أول تكبيرة لمؤذن الفجر».. حيث كان هذا الأذان أخر ما سمعه المتهمون في القضية المعروفة اعلاميًا بقضية «عرب شركس»، والمتهم فيها 6 شباب يحملون مؤهلات عالية، ما عدا احدهم كان طالبًا في الثانوية العامة. أسدل «عشماوي» اليوم الستار على قضية أثارات جدلًا واسعًا في الأوساط المصرية، خاصة أن معظم المتهمين القي القبض عليهم قبل يوم عملية «عرب شركس»، ولكن وزارة الداخلية كان لها رأي أخر عندما كشفت عن حصاد ملاحقتها للعناصر الإرهابية بعد هذه الحادثة لتعلن عن أسماء هؤلاء من حُكم عليهم بالإعدام، وأكدت أنهم من عناصر تنظيم «بيت المقدس». في النهاية كان «حبل عشماوي» هو الخلاص لهم، ولكنه ترك لذويهم اوجاع ومكائد لن يستطيع الزمن أن يمحيها من ذاكرتهم،.. فبينما تقف الأم المكلومة مغطاة بدموعها وقلبها يحترق على ولدها، وهي تحمل بين يديها بدلته الحمراء وملابسه التي غطتها الدماء، تحاول السيطرة على ذلك المشهد أحيانًا أخرى وتطلق الزغاريد، معتبرة أن فلذة كبدها ذهب إلى الله شهيدًا. حيث خرجت جثامين بعض المنفذ بحقهم حكم الإعدام من مشرحة زينهم، وسط إطلاق الزغاريد من جانب ذويهم الذين حضروا لاستلام جثثهم، وهم يرددون هتاف «هي لله». وقال فرج محمد والد الشاب «خالد» إن نجله تم إلقاء القبض عليه قبل الحادث بثلاث أيام، موضحًا أن كل القضايا التي حوكم فيها المتهمون ملفقة، حسب قوله. وأضاف في مداخلة له على قناة «الجزيرة مباشر»، أن «الرئيس عبدالفتاح السيسي يتوجه بالبلاد لطريق مسدود ويحافظ على أمن الكيانات الصهيونية»، وتابع: «نحن ليس في دولة دستورية أو قانونية»، حسب تصريحاته لقناة الجزيرة. فيما شهد محيط مشرحة زينهم ازدحامًا مروريًا بسبب تجمع أهالي المعدومين في محيط المشرحة، وكان هناك حالة من التكدس المروري في المنطقة. وأخذت والدة الطالب عبدالرحمن سيد رزق وبعض السيدات معها تنتحب حزنًا على ابنها وهي ترددن الدعاء على النظام الحاكم والرئيس عبدالفتاح السيسي «إن شاء الله مش هيشوفوا أولادهم واديني استلمت جثة ابني». فيما أخذ والده بالتضرع بالدعاء بأنه شهيد عند الله مانعًا جميع الحضور من سيدات أو رجال من البكاء على نجله. وحملت الأم ملابس ابنها التي كان يرتديها قبل إعدامه و«البدلة الحمراء»، والتي سلمها لها عامل المشرحة. ورفعت إحدى السيدات أمام المشرحة بدلة الإعدام، قائلة: «إن شاء الله هيرتديها السيسي». وأسماء الذين تم تنفيذ حكم الإعدام عليهم فى القضية هم: 1- محمد بكرى محمد هارون (31 سنة) محاسب وخريج كلية تجارة إنجليزي. 2- هانى مصطفى أمين عامر (31 سنة)، خريج علوم قسم كيمياء، عمل فى معمل البرج فى الإسماعيلية ومستشفى الإسماعيلية العام ثم عمل فى مجال البرمجة من 2011. 3- محمد على عفيفى (33 سنة)، ليسانس حقوق، صاحب مطعم فى الحلمية ومندوب مبيعات فى شركة موبايلات. 4- عبد الرحمن سيد رزق (19 سنة) طالب بالثانوية العامة. 5- خالد فرج محمد(27 سنة) خريج كلية تجارة. 6- إسلام سيد أحمد إبراهيم (26 سنة)، حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق. وكانت المحكمة العسكرية قد أدانتهم هؤلاء الأشخاص في وقت سابق بشن هجمات لحساب تنظيم أنصار بيت المقدس الذي أعلن في الفترة الأخيرة مبايعته لزعيم تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» الإرهابي، وأطلق على نفسه اسم «ولاية سيناء». وكانت المحكمة العسكرية قد قضت فى شهر أغسطس الماضي بإحالة أوراق ستة أشخاص للمفتى بعد أن حكمت بالإعدام عليهم بتهمة استهداف حافلة جنود بمنطقة الأميرية وكمين مسطرد شرق القاهرة، وقتل ضابطين بالهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة بمنطقة عرب شركس في محافظة القليوبية شمال مصر أثناء مداهمة تلك المنازل ومداهمة البؤرة التي تتبع لجماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية. واستنفذ المتهمون درجات التقاضي بعد رفض المحكمة العسكرية العليا وقف تنفيذ الحكم وإعادة المحاكمة، وتأكيدها للحكم.