المرأة مأمورة شرعًا بملازمة بيتها والاستقرار فيه وعدم الخروج منه إلا لحاجة لم تجد من ينوب عنها فيها، مع الحرص على الالتزام بالضوابط الشرعية، وذلك من أجل صيانة عفتها وكرامتها وإبعادها عن الوقوع في براثن الفِتَن والمفاسد الكثيرة التي تفتح عليها باب المشكلات والأزمات على المستويات كافة.. قال تعالى: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}، الأحزاب: 33
كثرة خروج المرأة من بيتها يؤدي بدوره إلى ضعف حيائها أو انعدامه لمخالطتها كل من هب ودب من الرجال وتساهلها في التعامل والتحدث معهم.. ما يفقدها فضيلة جوهرية في عنصر جمالها، ألا وهي الحياء.. والمرأة حينما تفقد حياءها تتدرج من سيئ إلى أسوأ وتهبط من رذيلة إلى أرذل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستحِ فافعل ما شئت"، رواه البخاري. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه"..
فما معنى أن تعتاد المرأة الخروج إلى الأسواق لشراؤ الخضروات والفاكهة رغم أنها تحت قيادة زوج أو ولي؟!.. وماذا يعني إصرارها على زيارة صديقاتها باستمرار مع وجود وسائل اتصال حديثة وسريعة؟!.. ولماذا تصر على الخروج للعمل رغم وجود من يعولها وينفق عليها؟!..
منذ أن اعتادت معظم النساء في المجتمعات العربية الخروج من البيت للعمل أو غير ذلك رغبةً في المساواة بالرجال والتحرر وإثبات الذات، حلت كوارث وأزمات اجتماعية لا حصر لها، وتغيرت ملامح الأُسَر العربية التي كانت في السابق مثالا يحتذى به لتماسكها وترابطها ووجود التراحم والأُلفة بين جميع أفرادها..
الأم هي العمود الأساسي الذي تُبنى وتستقر به الأسرة، وإذا سقط هذا العمود تصدعت وانهار الكيان الأسري وصار أطلالًا لا يمكن جمعها وبناؤها من جديد..
فخروج الأم من البيت لغير حاجة ملحة وتركها أطفالها مع الخادمة أو المربية التي لا تحسن تربيتهم بل تؤثر سلبًا على دينهم وأخلاقهم ولغتهم، ، يعني إهمال وضياع النشء وفساد الجيل وبالتالي حرمان الأمة العربية من الرجال الصالحين الناجحين الذين يحسنون العمل والتفكير والاختراع..
يتسبب خروج المرأة باستمرار ودون داعٍ أيضًا في إهمالها شؤون بيتها وعدم تنظيفه وترتيبه، فلا تقوم بطبخ الطعام إلا متعجلة، ولا تكاد تجد وقتًا لغسل الأواني والملابس، أو ربما لا تفعل شيئا من ذلك معتمدة على الخادمة أو ابنتها الكبرى، ، الأمر الذي يثير حفيظة الزوج ويزعجه ويجعله يتشاجر معها باستمرار، لاسيما وأنها كما تهمل أبناءها وبيتها تهمله أيضًا وتقصر في واجباتها نحوه، وربما في أحايين كثيرة لا تعطيه حقوقه الشرعية وتحرمه من الشعور بالسكينة والحب داخل البيت، مما يجعله يشعر بالوحدة والغربة والوحشة التي تضطره إلى البحث عن أخرى تهتم به وتحبه وتشعره بذاته.. إذ يسهل عليه التضحية سريعا بهذه الزوجة التي أهملته وأهملت بيتها فيطلقها غير آسف لأنها لم تحافظ على استقرار عش الزوجية، وتهاونت في أداء واجباتها تجاهه وتجاه الأبناء. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.