أبدت مصادر سياسية استياءها الشديد من محاولات الحكومة وأجهزتها المستميتة لإبراء ذمة ممدوح إسماعيل مالك العبارة السلام 98 والسعي إلى استعطاف الرأي العام إلى جانبه عبر إظهاره في وسائل الإعلام كأنه أحد النجوم أصحاب الإنجازات في مجتمعنا. وشددت المصادر على أن السماح بالظهور الإعلامي المكثف لإسماعيل على شاشات التليفزيون هو ونجله واستجابة مسئولي برنامج البيت بيتك لطلبه بعدم استقبال أي مداخلات أثناء حواره مع البرنامج يكشف مدى ما يتعرض له جمهورنا من خداع على أيدي مؤسسات مصرية لا هدف لها حاليا إلا تحسين صورة إسماعيل أمام الرأي العام وغض الطرف عن الكارثة التي راح ضحيتها نحو ألف مصري. ونبهت المصادر إلى أن تأكيدات المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية سليمان عواد بأن الشركة لم تتلق أي أنباء عن تعرض السفينة للغرق إلا بعد ست ساعات يفضح الصلات الوثيقة التي تربط بين مسئولي الدولة ومالك العبارة الغارقة لاسيما وأن مسئولين كبار في الدولة تحدثوا عن صداقة لهم. وشددت المصادر على أن محاولات التجميل وإسباغ الطابع الإنساني على مالك العبارة المنكوبة والتركيز على التزامه بدفع التعويضات كلها مساع مرفوضة لإنقاذ مالك العبارة من المساءلة وتحمل عواقب الكارثة معتبرة أن حديث جهات عديدة في الدولة عن إعادة هيكلة مجال النقل البحري ومحاسبة المتورطين في الجريمة ما هي إلا تصريحات فشنك لذر الرماد في العيون خصوصا أن النظام الحاكم لم يتعود أبدا على محاسبة أصدقائه. ورأى الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن ما حدث من وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية ما هو إلا محاولة مرفوضة لإبراء ذمة مالك العبارة السلام 98 حتى لو كان ذلك على حساب دماء المصريين الأبرياء الذين دفعوا حياتهم ثمنا للإهمال والتقصير والبحث فقط عن مصالحهم وأرباحهم. وانتقد العالم بشدة حالة المجاملة التي انتابت العاملين في التليفزيون خلال حواراتهم مع مالك العبارة ونجله من حيث عدم مناقشتهم الكارثة بأسلوب موضوعي ومنع استضافة خبير في مجال النقل البحري للرد على ما يدعيه المالك ونجله ناهيك عن استضافة نجل المالك وأحد العاملين بشركة السلام في برنامج آخر.. وعدم السماح لأي ممثل للرأي الآخر بتوضيح الصورة أمام المواطنين معتبرا ذلك سعيا لتجميل صورة الشركة وإظهارها كضحية وليس متورطا أصيلا في الكارثة.