يعمل صناع الزجاج في مدينة الإسكندرية، وسط أجواء حارة وعمل دقيق، ومحاولات للسباق مع الوقت والدقة للخروج بمنتج مصنوع ينافس المستورد ويعلو في جودته، لاسيما تلك المصانع تعمل في العاصمة الساحلية قرابة ستين عامًا. "المصريون" رصدت تلك الصناعة، التي لا يخلو منزل مصري من أحد منتجاتها، فالزجاج هو صديق المصريين ورفيقهم وشاهد على ذكريات كثيرة. ففي أحد مصانع وورش تصنيع الزجاج أو ما يعرف بصناعات "الرمال البيضاء"، بمنطقة محرم بك وسط الإسكندرية، يقول "فؤاد حسين" أحد المسئولين عن عملية الخلط، إن تلك المرحلة هي الأولى في مراحل صنع الزجاج، والتي يتم فيها خلط نوع معين من الرمال، يتم إحضاره من سيناء مع الحجر الجيري ومكون كيميائي هو كربونات الصوديوم، وبعض الخامات الأخرى بنسب معينة، وتكون بشكل مسحوق ناعم، ثم يتم بعد ذلك الانتقال لمرحلة الصهر، بفرن تحت درجات حرارة عالية. وأضاف أنه وسط أجواء حارة تتم عملية الصهر التي يختلط فيها المسحوق بعرق العاملين بتلك المهنة ليخرجوا لنا منتجات بأشكال إبداعية، وتبدأ تلك العملية مع وضع مسحوق الخليط بفتحة مخصصة بالفرن الذي يحوله إلى مصهور الزجاج. وأضح أنه عقب صهر الزجاج يتم الانتقال لمرحلة التشكيل التي يتم فيها تبريد مصهور الزجاج حتى درجة حرارة معينة، ثم يتم تشكيل الزجاج من خلال وضعه بقوالب ويتم النفخ فيه حسب الأشكال المطلوبة، ومن الممكن أن يتم النفخ والتشكيل بالفم أو بنظام آلي خلال فترة زمنية قصيرة، قبل تحول مصهور الزجاج إلى مادة صلبة. وتابع أنه بعد عملية التشكيل يتم تبريد المنتج النهائي بطرق تمنع تشققه أو كسره، تمهيدًا لأعمال الزخرفة التى تتم بالمنتج حسب طبيعة استخدامه. من ناحيته أكد فتحي بلال صاحب المصنع الوحيد بالإسكندرية، الذي استمر بصناعة الزجاج ل"المصريون": "أنا هنا في المصنع من سنة 1960 وكان يملكه عطية إبراهيم الفيومي؛ عضو مجلس الشعب بالقليوبية، وكنت بشتغل معاه ب7 صاغ في اليوم، واشتريت المصنع بعد كده"، تلك هي الكلمات التى حملت تعبيرات الشقاء على وجه بلال، صاحب المصنع الذي يحمل اسم "الشركة المصرية لصناعة الزجاج". وأضاف: عاصرت معظم المنتجات الزجاجية، بداية من عبوات المواد الغذائية التي كانت تستخدمها الشركات مثل قها وادفينا، ثم زجاج مصابيح الكيروسين وكل ما يخص الزجاج، وحتى اكسسوارات الإضاءة والنجف. واعتبر بلال، أن أفضل مراحل الصناعة هي تلك المرحلة، نظرًا لما تشهده من تقدم ومنافسة في ظل وجود المنتجات الصينية، بقوله: "ما دفعنا لإنتاج ما يتم استيراده لمواجهة المنافسة". فيما أشار كريم السيد محاسب المصنع والمسئول عن الإنتاج، إلى أن المشكلة التى تؤرقهم هي ارتفاع سعر الغاز الذي وصل ل150% ما أدى لزيادة المجهود، وقلة الطلب على المنتجات، مشيرًا إلى أن المصنع يعمل على مدار اليوم الذي يمثل دورة إنتاج متكاملة تصل لحوالي 3000 قطعة يوميًا. شاهد الصور..