نيران الفرن تتوهج.. فيُدرك أنها العلامة التي فور رؤيتها يهب واقفًا من على كرسيه ملقيًا بشيشيته نافثًا آخر دخانها، يسير على مهل تجاهها، يخلع قميصه فتظهر ملابسه الداخلية التي هي الأنسب للعمل أمام ذلك الفرن التقليدي الذي تنبعث منه حرارة تصل درجتها إلى 1500 درجة مئوية، يجلس أمامه وبجواره مروحة لتلطيف الجو.. التي تفشل دائمًا في تجفيف قطرات العرق المتصببة من جبينه. 10 سنوات فقط هي التي قضاها "حسن هدهد" بعيدًا عن ذلك الفرن لأنها كانت سنوات طفولته، و47 عامًا وهو يلازمه.. وبالرغم أن فتحة الفرن صغيرة إلا أنها تجعل دكانه الصغير لا يطاق، حسن هدهد 47 سنة وهو فى المهنة كان والدى فيها – وبعلم التدي ومحافظ على المهنة – نفس المكان لم يتغير – ونفس الفرن فى عصر اخناتون فى تل العمارنة – بدائية وعلى مستوى كل العصور – الفاطمى المملوكي الروماني البيزنطي كلها من الطبيعة – الرمل من سيناء غنية – الفرن اللى بنعمله الرمل بيتحطله مواد عشان يخش على أفران الديزل – بيحلل الرمل والصودا والسعير – عشان يطلع فى الىخر زجاج فوارغ الزجاج وإعادة تصنيعها زجاج كسر – الاكسيد اللى بيستعملوها القدماء المصريين – اكسيد النحاس عشان اللون الازرق الفرعوني – عملية كيميائية – اكسيد المنجنيز – الكوبل – الحديد (اللون الأخضر)، الفرن مبني من الطوب الحراري القلب – له طريقة فى البناء – زمان فى العصور الفرن الوقيد كان الخشب – مشكلته كان بيدخن – الفرن شبيهه بالفرن البلدى أكله أطعم أكل – 10 سنين : الحاج هدهد كان بيبعدني عن المهنة – دى شغله جان محدش يستحملها غير الرجل الجامد – شغلة جن – بتقعد من الصبح لحد الساعة 8 بالليل أمام الفرن لا تتحرك – كوبايةالشاى اللى بتشرب فيها فى اسطنبه تطلع كوباية – ده كله على ايدى صناعة يدوية ماسورة نفخ – المودسل – أكسر – ماشة لتشكيل القطعة أنا متعلمتش – لكن حريض على تعليم اولادي – اتكلم جميع اللغات ماعدا العربي – كنت اشوف ابويا زى نجوم السينما – سفراء ورؤساء زباينه – تراث مصري – فنجان القهوة السعودي (بيشه) – أبواي قالى عاوز تتعلم قلتله اه 11 سنة نمسك الناس ننقيه – مياه يتغسل – مرمطني فى الحكايةدى – كان فيه واحد بنقعده عشان يسيح القزاز – اسمه الوقاد – بقى يقوم ابويا يستريح اخليه يبص بره – اقوم انا قاعد – يتهوى اشرب كوباية شاى – خايف لانا ابوظ العجنة – اتعملت من قعدتي معاه أصول الصنعة – ييجى ويلاقينى قاعد يقولى عليك نور.. اللى يتعلم الصغير لازم يعمل أى حته – على حسب نفسك تطلع الحتة – فازة لوكاندة – للفنادق – الشمعدان – مشكاة – أوروبا كلها تاكل وتشلاب من الكوبايات دى – الكوبايت العادية بتدخل فى صناعتها الرصاص – ليها ضرر – فيه مصين غاويين وعارفة قيمة الحاجة دى – الصين دخلت فى السبح فى الفانوس والابر الا النفخ مبقوش يطيقوا يقفوا قدام الفرن – معرفوش يوصلوا للحاجات بتاعتهم – متعودين على المكن بعتمد على الدول الاوروبية اكتر من مصر – فانوس رمضان بالحديد وزجاج النفخ بدأت أطور شغلي – عنب فرط عنقود عنب ولادى مكملوش – من تعبها وقلة عائدها ونوم السياحة – مقابر المماليك – الاوربيين بيسموها مدينة الاحياء والموتي – مقابر – وناس مولودين فيها كرم مطاوع محمد عبد الوهاب فايزة أحمد – نجاح الموجي – من ساعة ما حسني مبارم ما مشي – كل شركات السياحة راحت شرم الشيخ – المهنة دي بيخش فيها 100 مهنة تانية – جامع قايتباى – شغل الزجاج المعشق – اصحابي كلهم – خيرى شلبي – عايش وميت جنبي هنا كل يوم يقعد على القهوة معايا – كتب الوتد من هنا – فاطمة تعلبة – احمد عبد العزيز – قصة كابوريا – كنت فى زمان فى نادي الجمالية كنت غاوى ملاكمة وتايسون ومحمد على – ابويا قالى انت راجل فنان وانا كبرت – لفيت الدنيا ورجعت تاني – ابويا مثلفى فيلم كابوريا وامي مان المهنة دى خدت حافظت على تراث ابويا اللى عايش بتاع النهاردة – عضو فى اليونسكو – محمد ثانوي سياحة وفنادق – بينفخ كمال –تجارة – بس بينفخ اكلم الزجاج وبيكبمني – معرفش اولادي طهقانين منها – شافوني تعبت والدولة مبتعملش حاجة – لا هتلاقى جامع قديم – الزجاج ده فيه روح بنبهر العالم – الفرن : طوب حراري وطين اسوانلي – فرن ومحمصة – مخمر – كوارة – بنكور فيه الشغل ونخزنه لحد لما يتحمص – النار حراراتها 1500 درجة – ماسورة نفخ – مربع لحماية الرجل من النار اللى على قدمه ماشة – بشكل بيها الزجاج مقاس اللى هوه عاوزه يلعب كالمهرج - المكان لا يطاق، وكلما كانت فتحة الفرن أكثر اتساعا كانت الحرارة أشد وبالتالي زادت صعوبة جلوس الصنايعي أمامها. والأفران الأربعة، اثنان للنفخ والآخران لعمل الخرز، وبجوار كل فرن يوجد مكان للتبريد تصل درجة حرارته مائة درجة مئوية حتى لا تتعرض الصناعات الزجاجية للكسر إذا ما تعرضت للجو ويسمى «محمص»، كذلك هناك جزء مخصص به ماء لتبريد أسياخ الحديد المستخدمة فيه. وتعتمد الصناعة في هذا المصنع وبعض الورش الصغيرة المنتشرة هنا وهناك في حي الجمالية وبالقرب من باب النصر على كسر الزجاج والزجاجات الفارغة الذي يتم تجميعه من كل مكان (يوفره جامعو القمامة وبائعو الروبابيكيا) ثم «تسييحه» وخلطة بأوكسيد النحاس والحديد وتشكيله عن طريق النفخ، والأدوات التي يستخدمها الصنايعية عبارة عن ماسورة تستخدم في النفخ وسيخ حديدي توضع عليه العجينة الأساسية ويتم تحريكها لتصل إلى المقاس المراد، ثم يقوم الصنايعي بالنفخ حتى حجم معين، ويستخدم «ماشة» لفتحها على حسب فتحة الكأس أو الفازة، ويوجد أيضا البولين (سيخ حديد لعمل الودان) في الأباريق أو الفازات مثلا ومربع يوضع على القدم كحماية لها. وخطوات العمل كما شرح لنا أحد الصنايعية في ورشة بشارع كلوت بك بالقرب من رمسيس، تبدأ بتحضير الزجاج الكسر وغسله، ثم فرز الألوان الكحلي، الأبيض، العسلي، الأخضر، الأبيض الشفاف، كل لون وحده، ثم يتم إشعال الفرن وعندما تسخن يلقي بالزجاج فيه حتى يسيح، ويستغرق الأمر ما يقرب من ساعتين، الزجاج يسيح عند درجة حرارة 1400 درجة مئوية. ويضاف إليه أكسيد النحاس الذي يتم الحصول عليه من ورش صناعة النحاس بعد ذلك يبدأ العمل بتشكيل المطلوب بماسورة النفخ، وماشة لفتح فوهة الفرن وبولين يعني ماسورة مسدودة للصق عدة المنتج وإدخاله مرة ثانية في عين النفخ ومربع يتم وضعه على قدمي الصنايعي لسند البولين حتى لا يحرق رجليه ويستخدم في تشكيل ودن الإبرايق والدورق، وملقط يرص به الزجاج المصنوع، ماسورة النفخ طولها حوالي متر تلقط من طرفها عجينة الزجاج من الفرن، ليبدأ التشكيل الساحر إلى كوب أو إبريق أو مشكاة أو غير ذلك. ترجع أول آنية زجاجية مصرية إلى حكم تحتمس الثالث (1504-1450 قبل الميلاد). وقد ظلت صناعة الزجاج منتعشة في مصر حتى حوالى عام 1200 قبل الميلاد ثم توقفت فعليا لعدة قرون من الزمان. وفي القرن التاسع قبل الميلاد، ظهرت كل من سوريا والعراق كمراكز لصناعة الزجاج، وامتدت الصناعة عبر منطقة البحر المتوسط. وفي العصر الإغريقي، اضطلعت مصر بدور رئيسي في تزويد القصور الملكية بالزجاج الفخم، حيث كان يصنع في الإسكندرية. وفي القرن الأول قبل الميلاد، تم التوصل إلى عملية نفخ الزجاج في سواحل فينيقيا. وفي العصر الروماني، كانت صناعة الزجاج منتشرة في مناطق متعددة من الإمبراطورية الرومانية. وابتكر المسلمون التزجيج، ومازالت روائع من أعمالهم في التزجيج باقية في واجهات المساجد والجوامع، وكذلك في الأبنية الأثرية إضافة إلى ما هو محفوظ في المتاحف العالمية. ولقد استخدمت الأصباغ المعدنية في هذه الصناعة الفنية، فلم تتأثر بالتقلبات الجوية، ولم تؤثر فيها حرارة الشمس المحرقة طوال مئات السنين الماضية. ويذكر أن علماء المسلمين عرفوا البللور وهو الزجاج الممتاز (الكريستال بحسب التعريف الكيماوي الحديث) الذي يحتوي على نسب مختلفة من أكاسيد الرصاص، وصنعوه بإتقان، وعرفوا منه نوعا طبيعيا. وما زال يستعمل كما استعمله المسلمون من قبل في صناعة الأقداح والأواني والثريات، وكذلك في صناعة الخواتم وأدوات الزينة وكثير من الأدوات المنزلية.