كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمرا خطيرا وهو أن إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة يخدم إسرائيل, ولذا فإنها لم تبد أي رد فعل مناهض لها, بل إنها ترحب بها بشدة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 31 مارس أن ما يجعل إسرائيل ترحب هذه المرة بهذه القوة, التي طالما وقفت لها بالمرصاد في السابق, هو أنها ليست موجهة ضدها من الأساس, وإنما ستستخدم فقط لمواجهة إيران, ومحاربة "التنظيمات الإسلامية المتشددة". ولم تستبعد "هآرتس" أن تستخدم هذه القوة ضد حركة حماس, مشيرة إلى تصنيف مصر لها كمنظمة إرهابية. وتابعت الصحيفة " إسرائيل تنظر إلى القوة العربية المشتركة المزمع تشكيلها كجزء لا يتجزأ من ركائز أمنها, ورغم عدم دعوتها للمشاركة فيها, فإنها تمتلك فيها أسهما ممتازة ", على حد قولها. واللافت إلى الانتباه أن ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية يأتي بعد تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة العربية, التي دعا فيها لتكرار "عاصفة الحزم" بقطاع غزة. وكان عباس فاجأ الجميع بدعوة القمة العربية باتخاذ مواقف مماثلة لعملية "عاصفة الحزم" في قطاع غزة, وليس ضد إسرائيل. ورفضت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بشدة هذه الدعوة, وذلك خلال مسيرة مشتركة دعت الحركتان إلى تنظيمها في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة مساء الأحد الموافق 29 مارس، رفضا لتصريحات عباس, الذي حذّر السبت 28 مارس أمام القمة العربية أيضا من إقامة دولة فلسطينية في غزة، عبر مقترح هدنة طويلة الأمد بين حركة حماس وإسرائيل. ونقلت قناة "الجزيرة" عن القيادي في حماس مشير المصري قوله إن "عباس وصف غزة سابقا بالإقليم المتمرد، ويسعى إلى تأليب العالم على شعبه، ويتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبه الفلسطيني (...) تارة يهددنا مستقويا بالاحتلال وأخرى يتوعدنا بقوة عربية مشتركة تضرب غزة". وطالب المصري حركة فتح, التي يتزعمها عباس, ب"التبرؤ" من تصريحات عباس, التي وصفها بأنها "خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني". ومن جانبه، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إن "تصريحات عباس مسمومة، وتستهدف الإطاحة بكل مساعي الوحدة الوطنية والوئام الداخلي" معتبرا أن "غزة لن تكون كيانا منعزلا عن باقي فلسطين، والمؤامرة التي يحذر منها عباس هو من يخدمها ويتورط بها". وأكد شهاب أن من يريد عزل غزة وفصلها وإبعادها هو من يعطل المصالحة والوحدة الفلسطينية، وهو من يحاصر غزة ويحرض عليها ويصطف مع الاحتلال في مواجهة المشروع الوطني بعد أن وصل مشروعه لطريق مسدود، وفق تعبيره. وإضافة لموقف عباس، كان قاضي قضاة فلسطين ومستشار عباس للشئون الدينية والإسلامية محمود الهباش، طالب أيضا في 27 مارس، بالتوسع في عملية "عاصفة الحزم" التي بدأتها دول عربية بقيادة السعودية في اليمن لتشمل قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن الهباش قوله خلال خطبة الجمعة :"ما جرى في غزة من حماس انقلاب وليس انقساما، ويجب التعاطي معه بالحزم والحسم، فلا حوار مع الانقلابيين والذين يجب أن يُضربوا بيد من حديد". ومنذ 26 مارس، بدأت طائرات تحالف عشري عربي تقوده السعودية قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية "عاصفة الحزم" استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكريا ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية".