بعد دعوته القمة العربية إلى تكرار عملية "عاصفة الحزم" بغزة, كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن "صفقة سرية" بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 مارس أن عباس طمأن نتنياهو بأنه لن يرفع دعاوى ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية, وهو ما يفسر قرار نتنياهو المفاجئ باستئناف تحويل عوائد الضرائب لخزانة السلطة الفلسطينية. وتابعت الصحيفة أن الخطوات السابقة تمهد لصفقة شاملة بين عباس ونتنياهو, لم يعرف مضمونها بعد. واستطردت " الأمر الذي يثير الدهشة, أن تعهد عباس لنتنياهو, جاء رغم دعوة المفكر اليهودي روجل ألفر إلى مقاضاة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية"، موضحة أن ألفر برر في حديث للإذاعة الإسرائيلية دعوته بأنها تصب في صالح اليهود, لأنها ستردع حكومة اليمين المتطرف, سيشكلها نتنياهو, عن مواصلة سلوكها العنصري ضد الفلسطينيين. وكان عباس فاجأ الجميع بدعوة القمة العربية باتخاذ مواقف مماثلة لعملية "عاصفة الحزم" في قطاع غزة, وليس ضد إسرائيل. ورفضت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بشدة هذه الدعوة, وذلك خلال مسيرة مشتركة دعت الحركتان إلى تنظيمها في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة مساء الأحد الموافق 29 مارس، رفضا لتصريحات عباس, الذي حذّر السبت 28 مارس أمام القمة العربية أيضا من إقامة دولة فلسطينية في غزة، عبر مقترح هدنة طويلة الأمد بين حركة حماس وإسرائيل. ونقلت قناة "الجزيرة" عن القيادي في حماس مشير المصري قوله إن "عباس وصف غزة سابقا بالإقليم المتمرد، ويسعى إلى تأليب العالم على شعبه، ويتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبه الفلسطيني (...) تارة يهددنا مستقويا بالاحتلال وأخرى يتوعدنا بقوة عربية مشتركة تضرب غزة". وطالب المصري حركة فتح, التي يتزعمها عباس, ب"التبرؤ" من تصريحات عباس, التي وصفها بأنها "خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني". ومن جانبه، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إن "تصريحات عباس مسمومة، وتستهدف الإطاحة بكل مساعي الوحدة الوطنية والوئام الداخلي" معتبرا أن "غزة لن تكون كيانا منعزلا عن باقي فلسطين، والمؤامرة التي يحذر منها عباس هو من يخدمها ويتورط بها". وأكد شهاب أن من يريد عزل غزة وفصلها وإبعادها هو من يعطل المصالحة والوحدة الفلسطينية، وهو من يحاصر غزة ويحرض عليها ويصطف مع الاحتلال في مواجهة المشروع الوطني بعد أن وصل مشروعه لطريق مسدود، وفق تعبيره. وإضافة لموقف عباس، كان قاضي قضاة فلسطين ومستشار عباس للشئون الدينية والإسلامية محمود الهباش، طالب أيضا في 27 مارس، بالتوسع في عملية "عاصفة الحزم" التي بدأتها دول عربية بقيادة السعودية في اليمن لتشمل قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن الهباش قوله خلال خطبة الجمعة :"ما جرى في غزة من حماس انقلاب وليس انقساما، ويجب التعاطي معه بالحزم والحسم، فلا حوار مع الانقلابيين والذين يجب أن يُضربوا بيد من حديد". ومنذ 26 مارس، بدأت طائرات تحالف عشري عربي تقوده السعودية قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية "عاصفة الحزم" استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكريا ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية".