قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى السودان، هايلي منقريوس، اليوم الثلاثاء، إنه بحث مع إبراهيم غندور مساعد الرئيس السوداني، إمكانية عقد حوار، بين الحكومة والمعارضة السوادنية، بالعاصمة الاثيوبية، أديس أبابا، لدفع عملية الحوار الذي أطلقه الرئيس عمر البشير في يناير 2014. وأضاف منكريوس في تصريحات صحفية عقب لقائه مساعد الرئيس ابراهيم غندور بالخرطوم اليوم، "حضرت إلى السودان ممثلاً للوسيط الافريقي ثامبو امبيكي للتشاور مع الحكومة وأحزاب المعارضة لتقديم المساعدة لدفع عملية الحوار الوطني الي الامام"، موضحا أنه التقى كل قيادات الاحزاب السياسية ومساعد البشير لبحث عقد حوار حر في أديس ابابا (دون أن يحدد موعده). وأعلن منكريوس "موافقة كافة الأحزاب (لم يحددها) على عقد الحوار وبدون شروط مسبقة"، وقال: "سنرفع تقريراً بذلك إلي الوساطة الأفريقية لتحديد كيف ومتي تدعو الأطراف لعقد الحوار" . ووسط تعثر عملية الحوار بين الحكومة السودانية والمعارضة، وسع الاتحاد الأفريقي تفويض الوسيط، ثابو أمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق ليشمل المساعدة في إنجاح عملية الحوار الوطني بجانب وساطته بين الخرطوم وجوبا والخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال، إحدى فصائل الجبهة الثورية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، من أبرز شروط المعارضة لقبول دعوة الحوار التي دعا لها البشير وقاطعتها غالبية فصائل المعارضة. وباستثناء حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الإسلامي حسن الترابي، المنشق عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، لا يوجد الآن حزب معارض ذو تأثير منخرط في عملية الحوار. وفي 3 ديسمبر الماضي، تكتلت أحزاب المعارضة وحركات التمرد المسلحة ضد الحكومة بالتوقيع على اتفاق في أديس ابابا أطلق عليه "نداء السودان". ووقع على الاتفاق كل من حزب الأمة القومي أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد وتحالف قوى الإجماع الوطني الذي يضم عدد من الأحزاب اليسارية بجانب الجبهة الثورية وهي تحالف يضم 4 حركات تحارب الحكومة في 8 ولايات من أصل 18 ولاية سودانية. وفيما رأت الفصائل الموقعة على الاتفاق أن “الحل الشامل والحوار يعتمد على منبر سياسي موحد يفضى إلى حل سياسي شامل يشارك فيه الجميع″، أقرت التنسيق فيما بينها لتحقيق “الإنتفاضة الشعبية”. وقوبل الإتفاق برفض حكومي حيث اعتقل جهاز الأمن كل من فاروق أبو عيسى رئيس الهئية العامة لقوى الإجماع الوطني وأمين مكي مدني رئيس إئتلاف لمنظمات مجمتع مدني بعد يوم من عودتهما من أديس ابابا حيث وقعا إنابة عن تنظيماتهم على الاتفاق. واتهم الرئيس البشير مؤخراً، أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية بالوقوف وراء الإتفاق ووصف الموقعين عليه بأنهم "خونة ومرتزقة".