الخسائر البشرية والمادية والمعنوية هي ثمرة الهزيمة في أية حرب عسكرية، وليس شرطا ً أن تنتهي كل حرب باحتلال أرض. وبناءاً على ذلك يمكن القول بأن خسارة الولاياتالمتحدة الأميركية يوم انهيار البرجين تشبه الهزيمة العسكرية في ميدان حرب! .. إلا إن كان المخططون والمنفذون قد عملوا تحت إشراف الإدارة الأميركية، أو تحت إشراف جهة خفية لها تأثير السحر على تلك الإدارة الطاغية .. فحينئذ يمكن القول أن خسارة البرجين هي خسارة تكتيكية، مثلما يتعمد لاعب شطرنج أن يضحي بطابيتين من أجل الحصول على مكسب استراتيجي خفي غير مرئي يمكنه فيما بعد من أن يقول لمنافسه: (كش ملك .. مات الملك). (كش ملك .. مات الملك) جملة قيلت بعد فقدان الطابيتين لطالبان ثم لصدام، وقد تقال لآخرين منا تشملهم قائمة الانتظار. ما كان يمكن أن يقال لأحدنا بلسان غيرنا: (كش ملك .. مات الملك) لو كنا نعين من هو منا، نفكر ونلعب معه - لا ضده مثلما فعل صدامُ نفسه - ونشد أزره ونقوي عزمه بالفعل لا بالقول – كما يفعل في بلادنا الجالسون على كراسي الحكم - من أجل أن ندفع الخطر عنه، كما لو كنا ندفعه عن أنفسنا، ونضع فوق يده يدنا وهو ينقل كل نقلة شطرنجية كي تصبح نقلة ذات فاعلية، وكأن نقلته هي نقلتنا ورقعة شطرنجه هي رقعتنا. لقد ترسب في شرايين أمتنا العليلة بسبب فرقتنا كوليسترولاً كثيراً يعيق تدفق دم وحدتنا، مما ينذر باحتمال حدوث جلطات خطيرة نتائجها وخيمة، تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه بداية من الشلل الجزئي وانتهاءاً بالوفاة. إن أمتنا في حاجة إلى طبيب يعالج بكتاب الله وسنة محمد الرسول لا بطب الكيمياء أو بتذكرة داود ما ترسب في شرايينها من كوليسترول. يجب أن يخرج من هذا الطبيب المختفي وراء الكواليس، عسانا نراه كزهرة تتفتح في الربيع العربي الجديد .. وأرجو أن ييسر له حكامُنا الحاليين السبيل لعمل وحدة عربية من المحيط إلى الخليج تكون نواة لوحدة كل المسلمين. إن دور هذا الطبيب المختفي في هذا الوقت الحرج كدور المهدي المنتظر أو كدور العالِم الذي لم يستطع أن يقوم به العابد في قصة الرجل الذي قتل مائة نفس .. ويجب علينا إن ظهر أن نتحمل قسوة العلاج، حتى وإن أحدث الطبيب بمشرطه الدقيق في جسد أمتنا جراحاً لها آلام، طالما سيثمر العلاج بمشيئة الله سبحانه وتعالى الشفاء. وحينئذ سيتدفق دمُ وحدتنا في شرايين أمتنا، ولن يواجه أحدنا بمفرده من يلعب ضدنا الذي سيفاجأ بنا جميعاً نواجهه ونقول له في صوت واحد يرهبه هو ومن يؤازره: (نحن هنا)، وسينسحب من أمامنا كل من سولت له نفسه أن يقول لبعضنا: (كش ملك)، حتى وإن كان كسباروف نفسه أو كاربوف عينه. خالد خليل الصيحي [email protected]