نعم أنني أحب وطني وهو ما يدفعني إلى الكتابة ، حينما انتقد الدولة والقائمين عليها فان ذلك حرصا مني على الوطن . أمنيات بوطن قوي غني، لم لا ! وهو وطني الذي انتمي إليه بكل كياني؛ لكن الأمنيات تحول أمام الرؤى التي تفندها الوقائع والنظر إلى المواقف الداخلية والخارجية. قد تحمل كلماتي القسوة لكنها الحقيقة ولابد من التعامل معها بشكل واقعي .......نعم : لقد وقعنا في الفخ ....... تلك المقدمة القاسية كان لابد منها حتى نستطيع تحمل جرعات الصدمات التالية، مما لاشك فيه والجميع متفق عليه أن مصر تورطت في حرب مع ليبيا وهو نفس السيناريو الذي وضعته الولاياتالمتحدةالأمريكية لتفتيت العرب وانهيار الجيش الأول في المنطقة الذي يحتل ثالث جيوش العالم " جيش صدام حسين". قد أكون مثل أغلبية الشعوب العربية لاسيما الشعب المصري ننبهر بشخصية صدام حسين لكن هذا لا يمنع أن نقول بأنه ارتكب خطأ فادحا عندما تورط في الحرب ضد إيران والكويت الشقيقة له مما اضعف جيشه وقوته وأسلحته في حروب وهمية استنزفت فيها طاقاته وجنوده وكانت ذريعة لتفتيت العرب ونفس السيناريو التي تجر إليه مصر. أثناء إطلاعي على المواقع الأجنبية والرأي العام الأجنبي صادفت ولم يكن يحمل أدنى مفاجأة لي تصريح الكاتب " رالف بيتر" الخبير العسكري والمعنيين بالشئون الاستراتيجية حيث عبر "بيتر" عن حال بلاده التي لا يرثى عليها وان "عبد الفتاح السيسي" وضع "أمريكا" في موقف أحرج "أوباما " في ظل حاكم مسلم ينتفض من اجل المسيحيين ويثأر لهم ويقوم بعمليات عسكرية بمفرده في ليبيا بينما تواصل الإدارة الأمريكية حالة الخنوع وإذا بالجرائد المصرية تدعم فكرة تراجع "أوباما" أمام "السيسي" لكنني كمهتم بالشأن السياسي داخل وخارج مصر قد يكون المشهد للتو كما تروج له وسائل الإعلام المتعددة لكنني أقيس المواقف من كل زواياه لأكشف ما خلف الكواليس مع سرد التجارب البشرية والتاريخية السابقة لاسيما "الحرب الصليبية " التي استهدفت مصر والشام والمنطقة العربية بالكامل، أليس أصبح لأمريكا وحلفائها حجة لغزو مصر وليبيا لحماية رعاياهم سواء من يعتقدون الدين المسيحي في مصر أو في ليبيا أو رعاياهم من السياح ؟! الم نسمع خلال الأيام القادمة "أقباط المهجر" ينادون أمريكا بغزو مصر وليبيا وحماية المسيحيين ؟! إذا كانت الدولة قد وضعت حلا وهو هجرة المصريين من ليبيا أليس كان من المفترض من الإدارة المصرية التعقل في قراراتها ويكون رد فعلها الأول هو عودة المصريين بليبيا إلى الوطن ثم تقوم بعملياتها العسكرية حتى لا نسمع مرة أخرى قتل مصريين بعيدا عن انتمائهم العقائدي بل بعد الاعتداء على داعش أو ليبيا صارت داعش في حرب ليست مع من يعتقدون الدين المسيحي فقط بل مع عموم المصريين سواء الدين المسيحي أو الإسلامي أيضا العائدون من ليبيا إلى مصر هل نضمن ولائهم للوطن أم يتم تجنيدهم لصالح داعش أو لطرف آخر وماذا سوف تقدم لهم مصر لكي تحتضنهم وهم يشعرون بالمهانة وعدم حمايتهم وإذا أخذنا ما قررته أجهزة الدولة بصدد توظيف العائدين من ليبيا وهي لا تستطيع أن توظف ما بداخل الوطن وإذا كان كذلك بالفعل والحس الوطني ستقوم بالفعل بتوظيف العائدين من ليبيا أليس ذلك ضررا وقعت فيه الحكومة المصرية وكذلك المعدات والأسلحة التي ستجهض في تلك الحرب الوهمية، حتى لا يؤخذ كلامي في محمل خطأ إنني مع الحرب على داعش ولكن ما احمله عبر مقالي هو كشف المخططات التي يراد لوطننا العربي لاسيما مصر أن تقع فيها وكل أمل أن الإدارة المصرية تكون على وعي لقدر المسئولية ويكون هناك أوراق أخرى للدولة المصرية تستند إليها في حربها وخروجها من ذلك الفخ.