قال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، اليوم الأربعاء، إن "المسلمين يتعرضون هذه الأيام إلي هجوم في أوروبا وفي كل مكان آخر"، واصفا إياهم بأنهم "ضحايا التعصب على أيدي الانتهازيين السياسيين والقوميين المتطرفين". جاءت تعليقات الأمين العام تلك، خلال احتفال الذي أقيم بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود (الهولوكوست)، والذي صادف أمس الثلاثاء، لكن تم تأجيل الاحتفال إلي اليوم، بسبب العاصفة الثلجية التي تعرضت لها نيويورك خلال اليومين الماضيين. وأضاف الأمين العام في كلمته أمام المشاركين في الاحتفالية، وكان من بينهم رئيس دولة اسرائيل، رؤوفين ريفلين، وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية لدي الأممالمتحدة، إن "أبناء المجتمعات الضعيفة يواصلون دفن موتاهم ويعيشون في خوف من المزيد من العنف".
ولفت الأمين العام الانتباه الي أن "معاداة السامية ما تزال تمثل واقعا عنيفا اليوم، واليهود لا يزالون يقتلون لأنهم مجرد يهود؛ فالتطرف والتجرد من الإنسانية بات موجودا في جميع أنحاء العالم، ويتم استغلاله من خلال وسائل الاعلام الاجتماعية والتحريض الذي تذكيه التغطيات الصحفية المثيرة".
وأردف قائلا: "يتعين علينا حماية الأشخاص المعرضين للخطر، من خلال الالتزام بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، وعلينا أن نواجه الإرهاب والاستفزاز بوسائل تحل ولا تعقد المشكلة".
وأشار بان كي مون إلي أنه قام بزيارة (معسكر الموت أوشفيتز بيركيناو في بولندا) خلال زيارة قام بها إلي بولندا في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2013، وقال إنه رأي بنفسه في المعسكر "آلات وأفران القتل حيث يحول البشر إلي رماد، وشاهد صورا -يحفل بها المعسكر، لأكوام من الجثث لأسري الحرب والمعارضين والمعوقين والمثليين جنسيا".
ومضي قائلا: "بعد كل ما شهدنا، وكل ما عرفناه وكل ما قمنا به، فإننا نواجه تحديات واسعة النطاق لإنسانيتنا المشتركة، فحجم الجريمة لا يزال مروعا".
و"الهولوكوست" مصطلح استخدم لوصف الحملات من قبل حكومة ألمانيا النازية وبعض من حلفائها لغرض الاضطهاد والتصفية العرقية ليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، وأطلق لاحقا على تلك الحملات كلمة "الهولوكوست"، وهي كلمة تعود إلى جذور يونانية تعني حرق الأضاحي، إلا أن اليهود استخدموا مصطلحاً توراتياً قديمة ويعني الكارثة هو "شواه".
ويعود اختيار يوم 27 يناير/كانون ثان من كل عام لاحياء تلك الذكرى إلى تحرير قوات التحالف خلال الحرب العالمية الثانية في ذات اليوم (27 يناير/كانون الثاني 1945) معسكر (أوشفيتز) النازي في بولندا الذي قتلت فيه قوات الاحتلال النازي أكثر من مليون شخص معظهم من اليهود والسجناء السياسيين.
وأعلنت الأممالمتحدة في 2005 يوم 27 كانون الثاني/ يناير من كل عام، يوماً دولياً لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست.