تجمع نحو 300 ناج من الموت في "أوشفيتز" في موقع المعسكر النازي السابق في بولندا لإحياء الذكرى ال 70 لتحريره. وستقام مراسم إحياء الذكرى في موقع المعسكر جنوبي بولندا، حيث قتل 1.1 مليون شخص، غالبيتهم من اليهود، بين عامي 1940 و1945. وتكتسب الذكرى هذا العام أهمية خاصة حيث لا يتوقع أن يحضرها مثل هذا العدد الكبير من الناجين في إحياء تلك الذكرى. ويشارك في إحياء الذكرى كبار المسؤولين في الدولة ومندوبون عن الحلفاء في وقت الحرب. ووضعت أكاليل الزهور وأشعلت عند النصب التذكاري في معسكر الموت السابق في بيركيناو، التي كانت جزءا من مجمع أوشفيتز النازي. وحرر الجيش الأحمر السوفيتي معسكر أوشفيتز-بيركيناو في 27 يناير/ كانون ثان عام 1945، وتحول المعسكر إلى متحف في 1947. وكانت ريني سولت، 85 عاما، من شمال لندن، من بين الناجين الذين سافروا إلى بولندا للمشاركة في احتفالات الثلاثاء لإحياء الذكرى. وقالت ريني، لبي بي سي، إنها زارت المعسكر للمرة الأولى منذ 10 سنوات، و"دفنت أشباح الموتى"، ولا تزال تعاود زيارة المعسكر منذ ذلك الوقت. "شبه عرايا" وأضافت: "سأفعل ذلك كلما استطعت. لماذا؟ لأنه لا يزال هناك من ينكر الهولوكوست في جميع أنحاء العالم، وإذا لم نتحدث بصوت عال فلن يعرف العالم ماذا حدث." ونشرت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، ما قالت إنها مستندات أرشيفية حول تحرير معسكر أوشفيتز. صورة جوية لمعسكر أوشفيتز اليوم وتحتوى الوثائق على رواية للجنرال كرامنيكوف من الجيش الستين للجبهة الأوكرانية الأولى، الذي فتح جنوده بوابات المعسكر، حول خروج حشود المعتقلين الغفيرة من معسكر الموت. وكتب كرامنيكوف في روايته: "بدوا منهكين للغاية، كبار السن ذوو الشعر الرمادي، والشباب، والنساء مع أطفالهم الصغار والمراهقون، وكانوا جميعا شبه عرايا تقريبا." وأضاف: "المؤشرات الأولية تظهر أن المئات من السجناء بمعسكر أوشفيتز كانوا يعملون حتى الموت، حرقا أو رميا بالرصاص." وكان الرئيسان الألماني، يواكيم غوك، والفرنسي فرانسوا هولاند، من بين الزعماء الوطنيين الذين سافروا إلى بولندا للمشاركة في إحياء الذكرى. وغاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عن المشاركة، وسط خلاف مع بولندا بشأن تلك الذكرى وكذلك لتدخل روسيا الأخير في أوكرانيا. وكافح المتحف من أجل إيجاد التمويل الكافي لتطويره، وذلك على الرغم من التصريحات الأخيرة التي أدلت بها مؤسسة أوشفيتز-بيركيناو قالت فيها إنها أوشكت على تحقيق هدفها لجمع تبرعات بأكثر من 150 مليون دولار (100 مليون جنيه إسترليني). وعشية إحياء الذكرى، لفتت المستشارة الألمانية، في تصريحات لها، إلى التمييز ضد اليهود في أوروبا المعاصرة، قائلة إنها كانت بمثابة "وصمة عار"، إذ تعرض اليهود للإهانات والتهديدات وأعمال العنف في ألمانيا. وأضافت خلال احتفال لإحياء الذكرى في برلين: "يتعين علينا محاربة معاداة السامية والتمييز العنصري منذ البداية." وقالت: "وعلينا الحذر باستمرار لحماية حريتنا وديمقراتيتنا وحكم القانون."