أعلنت فضائية "الجزيرة" حصولها على تسريبٍ لتسجيل صوتي، في مكالمة هاتفية بين الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، والقيادي في جماعة الحوثي عبد الواحد أبو راس، ممثل الحوثيين في الحوار الوطني. وبحسب "الجزيرة"، فإن التسريب يعود إلى نهاية سبتمبر الماضي، بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، حيث يطلب صالح في التسجيل من الحوثيين التواصل مع قيادات سياسية وعسكرية تتبعه، فيما كشف التسجيل التنسيق بين صالح والحوثيين حول المرشحين للحكومة، ورفضهم أحمد عوض بن مبارك. وفي التسجيل المسرب، اتهم صالح ابن الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، بتنفيذ حادثة تفجير ضد الحوثيين في العاصمة صنعاء. إلى ذلك، كشفت رسالة أرسلها علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية اليمنية السابق، رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، إلى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عن مطالبة صالح للرئيس "بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تخرج البلاد من أزمتها"، ودعوته للرئيس للتحالف مع حزبه (المؤتمر الشعبي العام) الذي "تبناه وأوصله إلى السلطة"، بحسب ما ورد في نص الرسالة. وتبنى صالح في الرسالة دور المستشار الناصح الذي يخاطب الرئيس هادي مباشرة، ويرشده إلى كيفية قيادة البلاد في هذه المرحلة. ونشر موقع "المؤتمر الشعبي العام"، وهو الحزب الحاكم في البلاد، اليوم الأربعاء، نص الرسالة، وذكر أنها أرسلت إلى الرئيس هادي يوم الجمعة الماضي، أي قبل أيام من هجوم الحوثيين على مقر دار الرئاسة اليمنية ومنزل الرئيس. وفي الرسالة، يخاطب صالح الرئيس هادي بصيغة مباشرة، ويطالبه "بإلغاء التحالفات المشبوهة"، وأهمية التحالف مع "حزبك الذي تبناك وأوصلك إلى هرم السلطة". وذكر صالح في الرسالة أن "الاصطفاف الوطني لا يأتي إلا بعد المصالحة مع المؤتمر الشعبي العام وبقية القوى السياسية"، مطالبا "بتجنب التمييز في التعامل مع القوى السياسية". وحث الرئيس السابق على "العودة إلى جادة الصواب، وإلغاء القرارات الانفعالية، مثل قرارات مجلس الأمن والولايات المتحدة الأميركية، وقراراتك الشخصية (مخاطبا الرئيس اليمني هادي) من تجميد ومصادرة لممتلكات المؤتمر في البنك المركزي وبقية البنوك وأراضي المؤتمر، التي شكلت لها لجنة من عقارات وأراضي الدولة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ولجنة مكافحة الفساد". وأكد صالح ضرورة "ترشيد استخدام الأموال العامة بما يؤدي إلى تجنب حدوث انقسامات، سواء داخل الأحزاب أو بين الأحزاب مع بعضها بعضا، وإيقاف الحملات الإعلامية". وقال صالح إنه ونجله أحمد ليس لهما أي مصلحة في الخصومة مع هادي، وتابع: "وعليك (الرئيس هادي) عدم اتخاذ صالح ونجله خصوماً لك للأبد". وطالب "باستعادة هيبة الدولة من خلال تقوية المؤسسات، وبالذات مؤسستي القوات المسلحة والأمن، لأنها صمام أمان الدولة، وإلغاء قرارات الإقصاء من الوظائف وتسريح الألوية". ونصح صالح، هادي "بضرورة الابتعاد عن مستشاري السوء الذين لا يريدون مصلحتك ولا مصلحة البلد، بل مصلحة أنفسهم، واختيار من يحرصون على مصلحة البلد والحفاظ على النظام الجمهوري ومكتسبات الثورة والوحدة". وشدد على أهمية "وضع آلية محددة ودقيقة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها لتتمكن البلد من الخروج من دائرة الفراغ والتيه والتركيز على العدالة في شغل الوظائف العليا والوسطية وفق قواعد استحقاق عادلة". وتابع صالح، متوجها إلى هادي: "فكر في بناء الدولة ابتداءً بالجانب الأمني للمواطن، ثم الجناب المعيشي للمواطن، هذه يجب أن تكون من الأولويات لديك". وفي ختام الرسالة، قال صالح: "أؤكد لك أني مازلت أحمل لك نفس الود الذي تعرفه منذ 1986، ولم أرد لك السوء، بل أردت لك فقط الخير، ووقفت معك في كل الظروف، ولم تلمس مني إلا كل الخير والاحترام في الماضي والحاضر والمستقبل". شاهد الصورة: