هل ظهر المرشح الأقوى للفوز بمقعد الرئاسة في مصر؟!.. أو بمعنى آخر: هل ظهر المرشح الذي يستحقه المصريون؟! الشارع المصري ليس مشغولا الآن بالإجابة على هذا السؤال.. يطرح الأسئلة فقط من قبيل "الدردشة" وليس ب"حماس" يليق بجلال الحدث وأهميته! لا أحد يعرف حتى الان، سر هذا "التثاؤب" الشعبي، فيما يتعلق بهذا الملف تحديدا، وما إذا كان يرجع إلى انه "سابق لآوانه" ولم تحن بعد موعد استحقاقاته.. أم إلى غياب المرشح "الملفت" حتى الآن؟!. بعض الأسئلة التي نتلقاها، تعكس احساسا عاما بأنه "ليس في الامكان أحسن مما كان". ويلقى السؤال مستندا إلى افتراض نضوب معين النخبة، وجفافه وأنه ليس من المتوقع أن يظهر على المشهد مرشحون آخرون غير المعروض الآن منهم في سوق السباق الرئاسي!. ومع تقديري واحترامي لكافة المرشحين، إلا أن المشهد يخفي في خلفيته الكثير من التفاصيل، وربما يعكس حجم الجرائم التي ارتكبها نظام الرئيس السابق، في حق "خصوبة" الحالة السياسية المصرية، وقدرتها على توفير مخزون الخبرات وتواصله واتساع مساحة الخيارات بين النشطاء المؤهلين لتبوأ هذا المنصب الخطير. محكات الفرز بعد الثورة نادرة .. وإذا كان ثمة من ينعي على المرشحين، غياب البرامج وحضور كل ما هو تعبوي.. فإن الأزمات وآخرها الاعتداء الإسرائيلي على الحدود كشفت ما هو أخطر فيما يتعلق باختبارات "التأهيل" لغالبية المرشحين، حيث غاب "رجل الدولة المسؤول" وحضر "رجل المعارضة" الذي يتعاطى مع انفعالات الشارع بمزايدات لا تخلو من الانتهازية وما يشبه "ركوب الموجة". في تقديري الشخصي، أنه حتى اللحظة، فإن الخيارات المتاحة غير مشجعة، ولكن لا يزال الوقت مبكرا، للحكم على المشهد اجمالا، فبعض المرشحين يصدر منه ما يوحي بأن قراره للترشح ليس نهائيا، وأنه ربما يتراجع في أية لحظة، والبعض لا يزال يعتقد بان المرشح "الكاكي" لا يزال هو الأوفر حظا، فيما بدت ظاهرة التحرش ب"التلاسن" بين المرشحين، تتنامى بعيدا عن أية عروض جادة باجراء مناظرات علانية بينهم، ومع اقتراب موعد الاستحقاقات الرئاسية ربما تختفي وجوه وتظهر أخرى، وربما نشهد مفاجآت كبيرة قبيل اغلاق الأبواب استعدادا للتوجه صوب لجان الاقتراع. [email protected]