أقيم مساء اليوم الأحد، حفل تأبين بالعاصمة النمساوية فيننا، لضحايا الحادث الإرهابي الذي تعرضت له مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية يوم الأربعاء الماضي وراح ضحيته 12 شخصاً. وبحسب مراسل الأناضول، فإن الحفل أقيم تحت شعار "معًا ضد الإرهاب" وبدعوة من الحكومة النمساوية، وحضره الرئيس النمساوي هاينز فيشر، ورئيس الحكومة المستشار فيرنير فايمان، ونائبه ميترنيلر، والوزراء ورؤساء المقاطعات، وممثلو المنظمات الإسلامية، وممثلون للديانتين المسيحية واليهودية. وشارك في الحفل الذي أقيم بميدان بال هاوس بلاتس جمهور حاشد من مختلف العرقيات والأطياف. وبدأ الحفل بموسيقى وغناء لفرقة المسرح القومي "بورج تياتر"، وانتهى بدقيقة حداد على أرواح ضحايا الحادث الإرهابي. كما ألقى أعضاء بالفرقة المسرحية بعض النصوص من إعلان فرنسا لحقوق الإنسان الصادر عام 1789. وألقى ممثل عن الحكومة النمساوية بيانها حول الحادث، والذي نددت فيه بالحادث، وأعربت عن "التضامن" مع أسر الضحايا و"تعازيها" لفرنسا. وأضاف البيان أن مقتل صحفيين في الحادث الإرهابي "يوجب على الجميع أن يحموا الحرية والديمقراطية الأوروبية التي يعيش الجميع في ظلالها"، مشيدا ب"جهود رجال الأمن في حماية وسيادة القانون والديمقراطية". وأشار البيان إلى أن "الحادث جعل الجميع يجتمع ويتكاتف ضد الإرهاب". وشددت الحكومة النمساوية في ختام البيان على "عدم السماح للعنف والفوضى بالعودة مرة أخرى". وقتل 12 شخصًا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وإصابة 11 آخرون، الأربعاء الماضي، في هجوم استهدف مقر صحيفة "شارلي إيبدو"، الأسبوعية الساخرة في باريس، أعقبه هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص خلال الأيام الثلاثة الماضية، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات. وأعلنت الشرطة الفرنسية، أمس الأول الجمعة، أن المشتبه بهما في الهجوم على مقر الصحيفة هما الشقيقان الفرنسيان من أصل جزائري سعيد وشريف كواشي، قتلا أثناء قيام الشرطة بمحاولة تحرير رهينة كانت بحوزتهما في بلدة دامارتان جويل، شمال شرقي باريس. وقد أثارت المجلة جدلاً واسعاً عقب نشر رسوم كاريكاتورية "مسيئة" للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في أيلول/ سبتمبر 2012، الأمر الذي أثار موجة احتجاجات في دول عربية وإسلامية.