لم يجد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، أمامه سوى السير على خطى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بعد موجة الإرهاب التي تعرضت لها بلاده مؤخرا والتي تعد الأشد من نوعها منذ أكثر من 40 عام. دعا أولاند اليوم، الجمعة، المواطنين الفرنسيين بضرورة المشاركة في التجمع الوطني يوم الأحد المقبل من كل أنحاء البلاد لتفويضه ضد الإرهاب، قائلاً: "الجميع مدعوون للمشاركة في كل أنحاء البلاد"، مشيرًا إلى أن بلاده ستتمكن من الصمود أمام كل المحن وستكون قادرة على الوحدة. وكانت مصر تعرضت لمثل تلك العمليات الإرهابية إبان عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيام ثورة 30 يونيو، حيث طالب السيسي المصريين بالنزول للتظاهر في الميادين العامة لتفويضه ضد الإرهاب. وتعود بداية الأعمال الإرهابية في فرنسا إلى واقعة تفكيك الشرطة يوم الإثنين الماضى خلية يشتبه في قيامها بتجنيد جهاديين وإرسالهم للقتال في سوريا، في جنوب غرب فرنسا. كما تعرضت مجلة "شارل إبدو" الفرنسية لحادث إرهابى، وفقدت 12 شخصا منهم 4 من فنانيها الكبار، حيث إن تلك الصحيفة لها تاريخ فى إثارة الجدل الذى يصل حد الاستفزاز أحيانا، وخاضت فى الكثير من الأمور الشائكة بطريقة ساخرة، وتعرضت للمقاضاة والمحاكمات، لكنها انتهت بخسارة فادحة، كما وقع انفجار يوم الخميس الماضي في مطعم بالقرب من مسجد بشرق فرنسا دون إصابات. ووقع اليوم الجمعة، إطلاق نار أثناء مطاردة اثنين مشتبه بهما في شمال شرقي العاصمة باريس، وذلك فيما أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الجمعة، أن قوات خاصة توجهت إلى بلدة دامارتان أن غوال، حيث تجرى مطاردة المشتبه بهما في تنفيذ الهجوم على مجلة تشارلي إيبدو. وتوالت ردود الأفعال المنددة بالهجوم الذي استهدف صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة في باريس حيث عبر العديد من القادة عن تضامنهم مع الشعب الفرنسي في بروكسل، وقف نواب البرلمان دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا الاعتداء على الصحيفة فيما تنظم فعاليات أخرى في المؤسسات الأوروبية التي نكست أعلامها. كما تجمع مئات الأشخاص في نيويورك وواشنطن وكندا متحدِّين الصقيع، تنديدا بالاعتداء ودفاعا عن حرية الصحافة ودعا بابا الفاتيكان في صلواته من أجل كل الذين طالهم الهجوم الدموي ضد صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية. ودعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أئمة المساجد إلى "إدانة أعمال العنف والإرهاب بأشد الحزم" ردا على الاعتداء الدامي الذي استهدف صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية. كما دعا المصلين إلى التزام دقيقة صمت تكريما لضحايا الاعتداء والمشاركة في تجمع وطني الأحد في باريس. وقال محام يعمل لدى مجلة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة إن المجلة ستنشر عددها القادم يوم الأربعاء المقبل، رغم حادث إطلاق النار المميت الذي تعرض له مقرها في الآونة الأخيرة. وقال المحامي ريتشارد مالكا لوكالة الأنباء الفرنسية إن المجلة ستطبع مليون نسخة، وهو عدد يزيد كثيرا عن عدد النسخ المعتاد طباعته الذي لا يزيد عن عشرات الآلاف.