سارع رجل الأعمال أحمد هيكل نجل الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل لاحتواء أزمة تصريحات منسوبة إلى الده تنتقد موقف السعودية من سوريا عقب قرارها بسحب سفيرها من دمشق، تعبيرًا عن استيائها من حملة القمع الدموية للاحتجاجات في سوريا، بعد أن سافر مساء الأحد إلى المملكة للقاء المسئولين السعوديين، لتلافي أضرار التصريحات على مصالحه واستثماراته. وعاد هيكل إلى القاهرة في ساعة مبكرة صباح الاثنين، بعد انتهاء زيارته التي استغرقت ساعات، بالرغم من وضعه على قوائم الممنوعين من السفر، تنفيذا لقرار النائب العام في أبريل بسبب اتهامات بالإضرار بالمال العام من خلال صفقة بيع شركة أسمنت بورتلاند حلوان لهيكل بسعر بخس ثم بيعها لآخرين محققا أرباحا بالملايين، إلا أنه استطاع السفر إلى الممملكة بعد أن حصل على تصريح بالسفر، بعد أن قدم موافقة كتابيه من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالسفر. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادر مسئولة بمطار القاهرة، إن نجل هيكل "غادر على طائرة خاصة إلى الرياض لإقناع المسئولين السعوديين بعدم صحة ما نشر عن تصريحات لهيكل (الوالد) ضد السعودية وتلافي أية أضرار علي استثمارات هيكل مع السعوديين". ويرأس هيكل الابن مجموعة القلعة للاستثمارات المالية ويرتبط بعلاقات تجارية مع رجال أعمال ومستثمرين سعوديين إلى جانب مشاركته في مشروعات في المملكة، وهو ما يفسر تجركه على هذا النحو من السرعة لاحتواء الأزمة، وحصوله على تصريح بالسفر رغم صدور قرار بمنعه. وكانت بعض المواقع علي الإنترنت تناقلت خلال الساعات الماضية تصريحات منسوبة للكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في "الأهرام" ينتقد فيها موقف السعودية من سوري، قائلا "أرى أن بلدا لا يحترم أدنى الحريات الإنسانية لا يحق له الكلام عن سورية" وهو ما نفته "الأهرام" مساء الأحد. من جانبها، أكدت شركة "القلعة" للاستثمار أن سفر رئيس مجلس إدارتها إلى السعودية جاء في إطار مسئوليات منصبه، وأنه لا علاقة له على الإطلاق بتوضيح أو نفي ما نسب لوالده الصحفي محمد حسنين هيكل تجاه السعودية. وقالت غادة حمودة مسئولة الاتصال في الشركة لوكالة الأنباء الألمانية إن ما نشر الاثنين حول السماح بسفر نجل هيكل إلى الرياض لنفي انتقاد والده للسعودية هو خبر عارٍ تماما من الصحة ولا يوجد رابط بينه وبين التصريحات المكذوبة التي نقلت عن الكاتب محمد حسنين هيكل التي تم نفيها أمس بشكل صريح. وأضافت أن النائب العام المصري وافق على رفع اسم أحمد محمد حسنين هيكل من قائمة الممنوعين من السفر بتاريخ 19 يونيو، وبالتالي فلا صحة لما تردد بشأن السماح له بالسفر أو تقديمه لموافقة كتابية نقلا عن مصادر اعتبرتها "غير موثوقة". يذكر أن هيكل لم يدل بتصريحات يدين فيها حملة القمع الدموية التي تشهدها سوريا منذ منتصف مارس والتي أودت بحياة أكثر من ألفي مدني، بالرغم من تصاعد الانتقادات الدولية، وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول موقفه، إضافة إلى العديد من المواقف الأخرى وأبرزها مناداته باستمرار الجيش في السلطة بمصر، بالرغم من تأكيد المجلس العسكري رفضه الاستمرار بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.