أكد أحد العاملين بالتنقيب والبحث عن الآثار - رفض ذكر اسمه - أن "السحر وتسخير الجان" من أهم وأشهر الطرق للكشف عن الآثار بمحافظة الدقهلية. وأضاف أن عملية التنقيب عن الآثار تتم عن طريق إقناع المواطنين بتسخير الجان لتحديد مكان الآثار، وهنا يتم استخدام عدة أنواع من البخور لإيهام المواطنين بتحضير الجان ويبدؤون الحفر تحت منازلهم مقابل الأموال، مشيرا إلى أن المواطنين يوافقون على دفع الأموال على أمل العثور على الآثار والثراء السريع. انتقلت "المصريون" إلى مدينة الكردي التابعة لمركز منية النصر، حيث أكد المواطنون أن هناك منطقة تسمى "آثار العمدة"، من إحدى المناطق الأثرية الهامة إلا أن المزارعين استولوا عليها وحولوها إلى أراض زراعية. وأوضح محمد حسان أحد أهالي قرية كفر الأمير التابعة لمركز تمى الأمديد أنهم فوجئوا بعمليات فحر في فجر إحدى الليالي بإحدى المناطق المعروفة بأنها ضمن المناطق الأثرية واعتقد الأهالي حينئذ أن هناك عمليات حفر لتركيب مواسير للصرف الصحي إلا أنهم اكتشفوا عقب ذلك أن أحد رجال الأعمال كان يقوم بالبحث عن الآثار. من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد الخالق، أستاذ الآثار بجامعة المنصورة، أن محافظة الدقهلية تحتوي على تلال أثرية يصل عددها إلى 28، وتنتمي إلى مختلف العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، وأهمها تلال الربع والبلامون وبلة وتمى الأمديد والمقدام (المعروف باسم هليوبوليس). وأضاف أن معظم هذه التلال تختفي فجأة دون معرفة أسباب واضحة، ومن بينها "آثار العمدة"، التي تقع على مساحة تزيد عن الفدان بزمام مدينة الكردي، بعد أن استولى عدد كبير من المزارعين عليها وحولوا المنطقة إلى أراض زراعية.