المحروسة هى مهد الحضارات ، وعلى مر العصور تعرضت المحروسة الى انتكاسات استطاعت من خلال القوى الناعمة وسواعد ابنائها العودة سريعا واستكمال مسيرة البناء لتشع الحضارة من ارضها وتغطى ربوع البسيطة مع تكرار هذا المشهد مرات ومرات . ان المحروسة بالرغم من دويلات الاستعمار التى توالت عليها استطاعت ان تحتويهم دون التخلى عن هويتها او حتى الظهور بلباس المستعمر بل انخرط واندمج المستعمر داخل البوتقة المصرية الغير قابلة للتمييه .ظل هذا الوضع المتكرر يتكرر طوال حقبات زمنية متتالية صعودا وهبوطا طوال عقود بل قرون عديدة. استهلال لابد منه لنعطى الامل للأجيال القادمة التى ستتحمل وحدها ما آلت اليه المحروسة حاليا من شق للصف وتجريف للعقول وتولى الرويبضة مقاليد الامور وانتهاك الحرمات واستحلال كل شئ حتى الدماء ابيحت ، ناهيك عن الاموال والممتلكات التى اصبحت مستباحة بأسباب وبغير اسباب. انتقلت المحروسة من مكانة الريادة الى مرحلة البيادة اقصد التبعية !.الفارق بين المحروسة وجيرانها اصبح يقاس بعشرات السنين وأصبحنا نتشدق بما كان لنا من قوى ناعمة تآكلت بفعل الغباء وشق الصف للطامعين والطامحين فى الحكم وهم يقينا ليسوا اهلا له. مقارنة قد تبدو ظالمة بين دول الخليج ذو الامكانيات المالية الضخمة والذى أضحى يمتلك الامكانيات البشرية والعمرانية الهائلة وبين حالات العوز والحاجة لدى أهل المحروسة.هل يعقل ان تكون كافة المعاملات الحكومية على سبيل المثال لا الحصر لدى دول الخليج تتم كلها عن طريق المعاملات الالكترونية وتتم فى مهد الحضارات بواسطة الدرج المفتوح و شوف مصلحتك يا سيد.مستوى الثقافة لدى اخواننا من ابناء الخليج اصبح يمثل فارقا رئيسيا لأنهم وعوا ان العلم بالتعلم وليس بالفكاكة فزادت البعثات الخارجية لتتلقى العلم من منابعه ، وهم فى ذلك على درب وخطى نهضة حقيقية سيمتلكون معها قوى ناعمة مؤثرة عالميا وإقليميا يقابلها اندثار وتآكل للقوى الناعمة لدى ارض الكنانة وذلك تحت ارجل رويبضة الحكم التى امتدت الى عقود وستمتد الى وقت ليس بالقريب. أخاطب العقلاء من اهل المحروسة ان يلفظوا تقسيم الشعب الطيب تحت مسميات ايدلوجية.فان غالبية الشعب الطيب لا تعنيه.حرروا العقول واهتموا بالدعوة والتربية قبل ان نصبح مثل سوريا والعراق !!!. لقد تهدمت بيوت وقرى ومدن بالقطرين الشقيقين ولكنى لم ارى تجريف للعقول مثلما حدث فى ارض الكنانة .وأصبحنا نحن أهل المحروسة مصدر تندر بين هذا وذاك اصبح نسبنا اما مرسى او سيسى واختزل الوطن بين هذا وذاك فهل مازلنا نخشى ان نصبح مثل سوريا او والعراق الوطن أكبر من ان يختزل فى فريقين. .اتحدوا وانبذوا الفرقة وتناسوا الدم الذى كان وقريبا ستكون ثورة الابرار للقضاء على الاشرار تجار الدم وتجار الدين .. ثورتنا ثوره صناعية زراعية علمية لإنماء العقول واستعادة المأمول .لقد كفرنا بكم ايها البرجماتيين يا من غلبتم المنافع والمصالح على مصلحة الوطن سواء كانت مصالحكم الايدلوجية او الشخصية. والى ان تشرق شمس حريتك يا بلادى اسلمى ..اسلمى ولك منى السلامة...