بلاد زرعها وافر وأرضها خصبة وماؤها عذب .بلاد انتجت الحضارة فلبست تاج العزة منذ غابر الازمان . بلاد ملكت مقومات الرخاء بمواردها المتعددة سواء فى البر او البحر فهى تمتلك سواحل ممتدة على البحار ويشقها النهر العظيم .بلاد امتلكت مقومات الايمان فأنبتته على ارضها فكانت مسرى الانبياء ومعبر الرسل والرسالات . بلاد شعبها صنع المجد بدمائه وعلى ارضها شيد رموز الحضارة لتشهد على عظمة الانسان وعرفانه بالجميل لتلك البلاد الطيبة. اننى اتحدث عن معشوقتى فداها دمى وكل ما أملك .هى بلادى نشأت فيها كما نشأ أجدادى هى المحروسة ارض الكنانة. توالى على حكم مصر من قديم الزمان حكام مشاربهم مختلفة فمنهم البر والفاجر ومنهم المؤمن والكافر ، وعلى مر العصور شهدت المحروسة متغيرات كادت ان تطمس هويتها ولكنها المحروسة لن تنفك وتنقصم عراها صمدت فى وجه التاريخ بجهد وعرق ابنائها.لم يكن ذلك عفويا بلا تخطيط او بلا علم او دون اعلاء للقيم والمبادئ بل تم ذلك كله بمنظومة متكاملة تلاحمت فيها كافة القوى الوطنية من حكام ومحكومين وضعوا الاهداف والمبادئ نصب أعينهم فكان لهم ما ارادوا عرفوا الحق فتبينوا اهله . تمر المحروسة بأقصى ما يمكن ان تمر به امة من الامم من نكران الجميل لأصحاب الفضل وجحود لأهل الحق من العلماء .اننا فى مرحلة الطمس نعم طمس الحقائق والتلبيس على الناس والتركيز على الرويبضة دون أهل العقد والحل ونتيجة حتمية لذلك تولى امرهم من يسوسهم بلا رؤية او خطة او منهجية علمية امتدت لعقود طويلة وظهر ذلك بوضوح فى تلك المشاريع الضخمة العملاقة التى تم تنحيفها والقضاء عليها ارضاءا للبارونات وأصحاب المصالح. ان عدم وجود تخطيط هو ما جعل القادة يعتمدون على التبرعات والإتاوات من الداخل والخارج فظهرت الصناديق نعم اصبحنا بلد الصناديق المتعددة والتى لها اهداف ومسميات سامية فهناك الصناديق الخاصة وصناديق معونة الشتاء وصندوق سداد ديون مصر وصندوق رعاية المحاربين القدامى وصندوق تحيا مصر وصندوق النذور...الخ. وكلها لها احترامها إلا صندوق وحيد نسعى وبقوة الى الغاؤه وهو صندوق الانتخابات. دارت اسطوانات تحمل تلك النغمة والحكايات بواسطة الرويبضة على ضرورة الغاء او تأجيل انتخابات مجلس النواب لأننا لسنا بحاجة اليه حاليا فى ظل حالة التردى الامنى الذى تمر به البلاد.نسوا او أمروا ان يتناسوا " ان مراقبة الحاكم واجب شرعى" هذا اذا سلمنا جدلا بأننا نسير وفق شريعة ومشروعية علما بان المشروعيات لا تجب بعضها بعضا بل ان طريق الشرعية طريق وحيد بالصندوووووووووووق. نحن لسنا بحاجة الى صناديق ايها السادة ولسنا فى معركة وجود بل فقط نحتاج الى الرجوع الى اصحاب العلم والخبرة فى كل المجالات ومن يطمح فى سلطة او منصب لابد ان يمتلك تلك المقومات لن احلق بخيالى لكى ارى رجالا تحت راية النبى بل ابسط قدمى على ارض الكنانة لأرى رجالا تحت راية واحدة ساعين لتحقيق الامل بدلا من ان نعيش زمن الحصاد المر كما عاشوه اسلافنا فى ظل حكم معدومى الرؤية. الرجال قبل المال وبهذا نصلح الاحوال لا تضيعوا الرجال فيمسك بكم الرويبضة وأشباه الرجال. بلادى تحت شمسك سيولد رجال للحق ونبت ارضك يوما سيزهر لتعلوا سماء حضارتك من جديد . قريبا سيزول ظلم أهلك ويعود أهل الحق ..فالحق أحق بأن يتبع .. بلادى بلادى اسلمى يا بلادى ولك منى السلامة..