السلام عليكم أستاذة أميمة، أنا شاب وحيد لأبواى عندى من العمر 27 سنة من محافظة ريفية وأعمل فى مدينة من مدن القناة ميسور الحال. توفى والدى منذ عامين فاضطررت إلى الزواج سريعا حتى أحضر امرآة تكون مع والدتى تؤنسها وأنا أسافر أسبوعيا وأنزل أجازة يومان فقط.. زوجتى طيبة وجميلة ومتدينة وذات شهامة ومتواضعة أحبها جدا جدا وهى كذلك وأصدقكى لا أستطيع أن أحب امرآة مثلها.. الإشكال أنى قضيت مرحلة مراهقتى بلا مراهقة لم أعرف فيها معنى الحب وكنت مغلقا كل الأبواب على نفسى أما الأن فبدأت الدنيا تتفتح أمامى وتعرفت على إنسانة جميلة أحسست أنى أحبها وتعلق قلبى بها، فهى مثقفة مثلى وتحب القراءة وتعشق الأدب وفى نفس الوقت فأنا أقضى خمسة أيام فى الأسبوع وحدى بلا أنيس ولا جليس يرافقنى خلالها إلا الملل والوساوس والشيطان.. أخاف أن أتزوج فتفسد حياتى فزوجتى حساسة جدا ولا ذنب لها فهى لا تمانع أن تأتى معى بل المانع هو مانعى أنا ألا وهو والدتى وفى نفس الوقت فإنى معذب لا أستطيع العيش وحدى خاصة وأنى ما زلت شابا.. فترى يا سيدتى أهو ذنبى أنا وليس ذنبها وأنه مقدر على أنا العذاب النفسى فأتحمل أم أتزوج؟! (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. من كلامك أرى أنك لا تعانى من مشكلة الوحدة والاحتياج لزوجة قدر ما تعانى من ضغط وإلحاح ولو بشكل غير مباشرمن الفتاة الأخري التي تعرفت عليها حتى تقدم بخطوة جريئة علي الزواج منها، ورغم أنك غير مقتنع بالفكرة إلا أنك بحاجة لمن يشجعك علي تلك الخطوة أو ربما ينهيك عنها تماما، ولذلك أرسلت لي رسالتك هذه!! وبالنسبة لزواج متزوج من أخرى..فلو أنه كانت ظروفه تختلف عن ظروفك بأى شكل من الأشكل الملحة بالفعل لزواجه، لكنت وافقته على الفور وأيدت موقفه إن استدعي الموقف! ولكن بالنسبة لك أنت هنا فإنك تبرر بشكل غير مقنع إطلاقا للزواج بأخري.. وما ساقك هنا لطلب التعدد هو ارتباطك عاطفيا بأخري.. ولكن عليك أن تقف مع نفسك وقفة تريث ! فماذا لو تزوجتها ثم تعرفت بثالثة واختلقت مبررات أخري لتتزوجها أيضا؟ وماذا لو كان من حق زوجتك أيضا أن تعدد؟ وماذا لو أنك لست وحيد أبويك وظروفك المادية لم تتح لك أصلا الزواج من الأولى؟ وقتها كنت ستتمني أن يرزقك الله بمثلها ولو اجتهدت سنوات للوصول إلى هدفك.. ولكنك رزقت من البداية بتيسيرات رائعة ما شاء الله للزواج من زوجة قلما يجد الأزواج مثلها بناءً على وصفك لها الأمر الذي بدوره جعلك تحبها لدرجة كبيرة و لا يمكنك الاستغناء عنها.. ثم تأتي بعد أن أكرمك الله بها ورضيت هى بأن تعيش مع والدتك لتؤنسها وترضيك فيها وتصبر على بعدك عنها أياما لم تستطيع أن تصبر أنت نفسك عليها، لتدمر علاقتك الطيبة بها وتبدأ حياة جديدة بعيدا عنها هى ووالدتك بحجة أنك تحتاج لأنيس وحتى تعف نفسك وووو ...! أى أنك هنا لم تفكر إلا في نفسك فقط..في حين أنك لازلت شابا وربما إن اجتهدت حتى تستقدم والدتك وزوجتك للعيش معك فسيوفقك الله تعالى، ثم أن 5 أيام بعد عن زوجتك ليست بالكثيرة مقارنة بأزواج لا يستطيعون رؤية أولادهم وزوجاتهم إلا قليلا كل شهر أو كل عدة أشهر رغما عنهم، ولا تجد تلك النغمة إطلاقا في كلامهم، بل يحمدون الله على ما هم فيه من نعم الله عليهم.. راجع نفسك واحمد الله على ما وهبك من نعم، إعتذر للأخري عن الزواج منها، وحافظ على زوجتك الأولى وحبها لأمك، واصبر، مع السعي للتطوير من وضعك في العمل، الذي مثله كمثل أى حال لا يدوم، وربما إن تغير وضعك في العمل بعد أن تتزوج من أخري، تجد نفسك وقتها في مأزق أخر على سبيل المثال: عدم قدرتك على أخذ زوجتك الجديدة والانتقال بها لمكان عملك الجديد! وقتها ربما خسرت كل ما هو جميل وغالى في حياتك.. ثم أنه ليس من العدل أن تترك زوجتك المثالية لتخدم والدتك وتؤنسها، لمجرد أنها رضيت بالوضع لأنها تحبك، ثم تذهب أنت لتعيش حياتك ومراهقتك التى تتمنى أن تعيشها مع أخري، التي ربما لو كانت مكان زوجتك الأولي لرفضت ذلك الوضع! زوجتك التى ليس لها أى ذنب في تأخر مراهقتك وتدليلك لأنك وحيد أبويك! والله أسأل أن يهديك سبل الرشاد.
................................................................................. للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.