ماذا لو قامت الشرطة العسكرية بتفريق المعتصمين بميدان التحرير بإطلاق كلاب الحراسة عليهم لإرهابهم ولتفريقهم دون ثمة محاولة للتفاوض معهم ؟ . .وماذا لو التزم المشير طنطاوى الصمت وتجاهل إصدار بيان رسمى من الجيش ردا على هذه الواقعة ، وأغلق أعضاء المجلس العسكرى هواتفهم المحمولة ؟.. ماذا لو حدث كل ذلك من قِبل الجيش أو المجلس العسكري؟ - اعتقد من الحماقة التفريق بين الجيش والمجلس لان كلاهما واحد وأى محاولة للتفريق أو المقارنة بينهم محض دجل وتضليل - بل وماذا لو قام الجيش بمنع دخول كاميرات التليفزيون وبعض الصحفيين من تغطية الحدث.. من داخل الميدان ؟ اعتقد لولولت الأبواق الإعلامية والقنوات الفضائية الممولة من قبل "نجيب ساويرس" والمطبع "صلاح دياب" و أبناء صفوت الشريف وممدوح إسماعيل, وبالطبع سيصل الأمر لتدخل دكاكين حقوق الإنسان ومنظمات ما يسمى بالمجتمع المدنى والمنظمات الحقوقية والمنظمات النسوية..وليس ببعيد الاتحاد الأوروبى.. وسوف يخرج علينا بهى الدين حسن ونجاد البرعى وحافظ أبو سعدة ونهاد أبو القمصان وجمال عيد ليستنكروا ويشجبوا الأفعال "الشنيعة" من قبل المجلس العسكري .. وبالطبع سنجد ممدوح حمزة وأسامة الغزالى وحسين عبد الغنى ووائل قنديل والأخ جمال فهمى وعبد الله السناوى وعبد الحليم قنديل والأخ الننوس شادى الغزالى وابن " عمو " و " خالتو " و " عمتو " يتناوبون على قنوات " دريم " و" أون تى في" و " التحرير " و " المحور " و" سى بي سى " و " النهار " لينالوا من الجيش أشد من نيلهم من مبارك وعصابته. افترضت هذا الافتراض عندما التزمت الأبواق الإعلامية ودكاكين حقوق الإنسان الصمت الرهيب .. " وحلقوا " بلغة شباب التحرير للحدث حينما قامت الكنيسة بإطلاق الكلاب علي النصارى المعتصمين المطالبين بالزواج المدني .. ووقعت هذه الواقعة – أمس الأول - حين قام أمن الكاتدرائية المرقسية بتفريق المعتصمين النصاري أمام المجلس الإكليركى بإطلاق كلاب الحراسة على المعتصمين، لإرهابهم قبل وصول قوات الشرطة والجيش، ولكن هذا لم يرهب المعتصمين الذين أصروا على موقفهم فى احتجاز الأنبا بولا رئيس المجلس الإكليركى .. الذي صدرت منه الأومر بإطلاق الكلاب. لم يصدر بيان رسمى من البابا شنودة ردا على هذه الواقعة والتزم المقر البابوى الصمت، وأغلق الأساقفة تليفوناتهم المحمول فى حين لم يجب الآخر على الاتصال.وتم تصوير هذه الواقعة لعرضها على الأنبا شنودة، وقال أحد المعتصمين أنه يخشى وصديقه ميخائيل حكيم من تلفيق قضايا ضدهم من قبل الأنبا بولا، ويخشى القبض عليهم عند خروجهم من الكاتدرائية، وفى نفس السياق قام أمن الكاتدرائية بمنع دخول كاميرات التليفزيون وبعض الصحفيين من تغطية الحدث. لقد أقام الإعلام الممول وأقامت دكاكين حقوق الإنسان الدنيا ,وانطلقت المظاهرات بسبب نبرة صوت واصبع اللواء الفنجرى.. في حين التزم الجميع الصموت جراء فعل الكنيسة ضد رعاياها.. لقد دأب الإعلام الممول تسليط الأضواء على ما هو منسوب إلى الجيش أو "التطرف " و " الرجعية " الإسلامية فى حين أن ثمة سكونا مثيرا للدهشة على ممارسات التطرف النصرانى واللادينى . وذلك حاصل بوجه أخص بين شرائح المثقفين الليبراليين المدافعين عن "حقوق الإنسان " و" الدولة المدنية ". يجب أن يتذكر الجميع عندما وقف الجيش صراحة بجوار الثوار ، وحماهم وحلقت الطائرات فوق الثوار في التحرير وماسبيرو يوم تنحي مبارك كنوع من إعلان تحية الثوار وإظهار حمايتهم . فعندما كانت قوات العادلي تقتل وتدهس المتظاهرين ، كانت قوات الجيش التي انتشرت لاحقا تحميهم وتسمح لهم بكتابة شعارات الثورة وسقوط مبارك علي دباباتها ويصعد شباب الثورة علي أبراجها ليلتقطوا الصور التذكارية مع جنودها وضباطها وهم يهتفون هتافا واحد ( الجيش والشعب .. إيد واحدة) .. وعندما ظهر التمويل اختفى شعار " ( الجيش والشعب .. إيد واحدة) هذه القوي التي لعبت - علي المستوي الداخلي - علي هذه الوقيعة وشجعت كسر الحواجز الأخلاقية بين الشعب والجيش بدعوي أن الجيش خادم للثورة وعليه أن ينفذ ما يمليه عليه شبابها ، وسعت لإضعاف هيبة الجيش بل والهتاف ضد قادة الجيش أحيانا واتهام المجلس العسكري بأنه ينفذ أجندة النظام السابق ويسعي لاحتواء الثورة .. هذه القوي وهؤلاء المتحمسون في الداخل للهجوم علي الجيش – الذي يمثل خط الدفاع الأخير عن استقرار مصر وهزيمته تعني انهيار وضياع مصر – ربما لا يدركون أنهم يقومون بخدمة مصالح أمريكا واسرائيل والقوي المتربصة بمصر في الخارج من حيث يدرون أو يدري بعضهم !. وأخيرا أؤكد ان الأبواق الإعلامية ودكاكين حقوق الإنسان –فضلا عن معتصمى التحرير- لا يعبرون عن ضمير الشارع ولم يخرجوا من رحم المجتمع المخلص.. وأنا اتحدى معتصمى التحرير أن يقوموا بعمل استفتاء جاد على ممارستهم أو على استمرار اعتصامهم في الميدان من عدمه - دون المتاجرة بدم الشهداء أو المزايدة عليه – اعتقد ان النتيجة ستكون مخزية وكاشفة وفاضحة . * محرر صحفى