عبر المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف عن ترحيبه وسعادته بقرار ليبيا الإفراج عن كافة المعتقلين من الإخوان، وهي الخطوة التي اعتبرها صفحة جديدة وطنية في سجل الإصلاح ودعم الحريات في ليبيا. وقال عاكف ل"المصريون" عقب إعلان السلطات الليبية الإفراج عن جميع معتقلي الإخوان المسلمين، وهو القرار الذي صدر بعد أكثر من طرح للإصلاحات السياسية في ليبيا وتبنته العديد من القيادات وعلى رأسها سيف الإسلام القذافي نجل العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية. وأعرب عاكف في تصريحاته عن سعادته قائلاً: " هذا أمر نفرح به كثيرًا ونشكر القيادة الليبية على أنها أفرجت عن الإخوان ونسأل الله لهم دوام التوفيق والاستمرار". ونفى المرشد العام في الوقت نفسه أن يكون قرار القيادة الليبية ناتجًا عن ضغوط خارجية، مؤكدًا أن الإخوان لا يأملون أبدًا في الإصلاح الناتج عن ضغوط خارجية بل يرحبون بكل خطوة أو قرار ناتج عن رجاحة العقل السياسي والرأي الوطني الصادر عن حس ووعي بالهم القومي والإسلامي. وطالب عاكف الإخوان في ليبيا بأن يتقوا الله في وطنهم وأن يستمروا في دعوتهم التي تدعو إلى النهوض بالشعب الليبي وألا يدخروا وسعًا في خدمته والتعاون مع كل القوى الوطنية من أجل رفعته. كما طالب دمشق ان تتصالح مع الإخوان المسلمين وتقدم على خطوات حقيقية للإصلاح الوطني الشامل في سوريا وكذلك كافة الانظمة الحاكمة في البلاد العربية والإسلامية بأن تحذو حذو النظام الليبي وأن تبادر بالإفراج عن كل المسجونين السياسيين وأن تتصالح مع شعوبها. يأتي ذلك بعد اقل من أربعة اشهر على اللقاء الذي جمع نجل الرئيس الليبي معمر القذافي بالمرشد العام للإخوان المسلمين في الإفطار السنوي الذي أقامه الإخوان في أرقى فنادق العاصمة القاهرة" سيتي ستارز" والتي كانت البادرة الأولى من نوعها في حدوث تقارب على هذا المستوى الرفيع بين الإخوان والنظام الليبي، والذي حمل معه العديد من علامات اقتراب الانفراجة بين الإخوان وليبيا بعد حدوث حراك بطيء داخل تركيبة النظام الليبي. كما أعقب ذلك تصريحات لم تكن تحمل آية مؤشرات عدائية تجاه الإخوان أدلى بها الرئيس الليبي لقناة الجزيرة نهاية العام المنصرم وتحديدا في ليلة راس السنة حيث لم يهاجم الإخوان ولم يوجه لهم أية إشارات عدائية مما حمل في طياته اقتراب تحريك ملف الإخوان في ليبيا. وكان الإخوان في ليبيا يعانون من ملاحقات امنية واعتقالات كما هو الحال في سوريا وتونس ومصر حيث كان يزداد الوضع سوءا باحكام الاعدام ضد عدد من الإخوان كان اخرها قبل بضع سنوات حيث اعدم 13 من الإخوان في استاد طرابلس . وبذلك تنتقل ليبيا من صفوف الدول المناهضة للاخوان الى دولة تعترف بهم وتتعاطى معهم في ظل الصعود السياسي الذي حظي به الإخوان في المنطقة العربية كما هو الحال في فلسطين ومصر والجزائر والاردن والكويت والمغرب وغيرها من البلاد .