تتوالد الأحزاب في مصر الآن بمتوالية هندسية ، رغم أنني أشك أن يستطيع معظمها اجتياز الشروط الصعبة التي وضعت أمام تشكيلها ولاحظنا أن الحزبين الذين استوفوا الشروط هما حزبان إسلاميين حتى حزب المصريين الأحرار الذي يقف وراءه سطوة المال والدعاية فى الصحف لم يصل بعد للحد الأدنى وطبعا تستطيع الكنيسة أن تحشد الأعداد المطلوبة إلا أنهم لا يحبوا أن يأخذ الحزب وجه طائفي ... المهم عودة إلى الأحزاب الإسلامية ذات البرامج ذات المرجعية الإسلامية ولا أدرى لماذا التصميم على إضافة كلمة ذات مرجعية إسلامية فهم يستطيعوا أن يكتبوا البرامج بحرية ويتركوا للناس الحكم إن كانت إسلامية أم غير إسلامية وإن كانت نظرة إلى برامجهم المكتوبة وخاصة برنامج الإخوان لآيحقق تميز معين أو عمق إسلامي للبرامج أقصد جوهر الدين ومقاصده العليا فلم نقرأ عن إنشاء ديوان للمظالم على مستوى الجمهورية ولم نسمع عن ديوان لمحاربة الفساد على مستوى الجمهورية تتلقى البلاغات والتهم ضد الفاسدين لم نسمع عن إنشاء مطاعم للمعوزين على الأقل كما تفعل الكنائس فى أمريكا لم يكلمونا عن تطوير الدراسة فى الأزهر التى تدهورت إلى مستوى متدني وتم تجاهل شئون البيئة التى هي فى جوهر الإسلام لم نسمع عن إنشاء غابات فى الصحراء وإنشاء حدائق فى المدن لم تتضمن برامج هذه الأحزاب الدينية شيئا عن رعاية الشباب من حيث نشر الرياضة ونشر النوادي الشعبية ومن خلال الاهتمام بصحة البشر ويذكر فى هذا الصدد أن إخوان حسن ألبنا قبل الثورة كانت لهم فرق رياضية تشارك فى بطولات الجمهورية ويحصدون الميداليات هذا غير فرق الكشافة التابعة للجماعة ,,لم يتضمن برنامج هذه الأحزاب أي شئ عن سلطات رئيس الدولة وكيف نضمن عدم تفرده بالسلطة لم نسمع فى برامجهم عن العدالة الناجذة التى هي أساس الملك وهى جوهر الدين وروح الإسلام كيف نضاعف عدد المحاكم وننشئ أكاديمية للقضاة تقبل أوائل الثانوية العامة وأوائل خريجي كليات الحقوق وحفظ الملفات فى أسطوانات مدمجة وإصلاح المنظومة المساعدة للقضاة من خبراء العدل والمحضرين وسكرتيري النيابة .. لم يكلمونا عن العدالة فى الأجور وأي نوع من الإعلام سينشرون هل هو الإنشاد الديني أم سيتنبهون أنه نظرا للضعف الثقافي والحضاري الحاد يجب عليهم نشر الأفلام العلمية والوثائقية والتعليمية ,, لم يكلمونا عن حرية نشر المعلومات والحفاظ على وثائق مصر فمصر أكبر دول العالم إهدارا لوثائقها وتضييعها وللأسف كل ذلك تم على يد المثقفين الذين استولوا على وزارة الثقافة وسخروها لمنافعهم نفس الإهمال بالنسبة لآثارنا التاريخية التى نهبت وسرقت تحت سمع وبصر المسئولين ولا ننسى عندنا صرح شعلان أن لوحة زهرة الخشخاش مجرد زبالة حتى الكتب النادرة حتى تراثنا من الأفلام وبرامج التلفزيون تم سقتها أو إتلافها,, لم يبين لنا أصحاب هذه الأحزاب كيف سيحققون التقدم فى الزراعة والصناعة وحل مشكلة البطالة ,, غير ذلك الكثير والسبب فى تجاهلهم كل هذه الأمور أن تفكيرهم أن الإسلام هو مجموعة من القوانين الشرعية التى لم يجمع عليها الفقهاء مع إعطاء أهمية للتمسك بالشكليات العامة فى الزى وخلافه ,,,أأكد لك أن الإخوان بتمتعون بتفكبر تقليدي بدليل سعيهم للتحالف مع القوى التقليدية مثل الوفد والتجمع حتى حزب الجيل وأتخيل أنهم إذا وصلوا للحكم لن يمانعوا فى تولية المحافظين اللواءات والإعتماد على وجوه الحزب الوطني فى المحليات لأن عندهم تحفظ وحساسية من أصحاب التفكير الثوري لذلك رفضوا الانضمام لمؤتمر ممدوح حمزة وقبلوا مؤتمر عبد العزيز حجازي ..والمفاجأة أن القوى السلفية أكثر ثورية من الإخوان ,,,ولكن السؤال الذي نسأله للسلفيين إذا كانوا عارضوا الخروج على الحاكم الذي من خارجهم فما حكم الخروج على الحاكم السلفي ,, ولكن هذا لاينفى أن دخول الإسلاميين أو ما يسميهم عبد المنعم أبو الفتوح القوى المحافظة فى العمل السياسي شئ إيجابي فالبلد يحتاج إلى توظيف الشباب المتحمس للخدمة العامة وتهذيب تحركانهم وخلق قيادات نشطة فى المجتمع فالبلد يحتاج إلى حركة على مستوى الحارة والشارع والحى لرفع الوعي العام والاهتمام بالنظافة والتعليم وغير ذلك ,,, أكلمك الآن عن المرشحين لرياسة الجمهورية أيضا معظمهم يطرحون شعارات عامة من حل مشكلة البطالة ورفع معدل التنمية وهما شعاران كما ترى يحتاجوا إلى مجلدات لتفصيل البرامج التى توصلنا إلى تنفيذ هذه الشعارات الرائعة وكيف سندبر المال لكل ذلك أخشى أنهم سيطبقوا برامج تقشف على البسطاء ويعودا لترديد أسطوانة وصول الدعم لمستحقيه التى أدمن النظام السابق ترديدها فى حين أن هناك المليارات تضيع فى أبواب لاتخدم البلد مثل ميزانيات السفر وبدلات التمثيل وميزانية رئاسة الجمهورية ورواتب المستشارين والأرقام الفلكية للمرتبات والملايين التى تذهب إلى جيوب المنتفعين من منظومة الرياضة الفاسدة يكفى أن مصر أول من عرفت الرياضة فى التاريخ لم تحصد أي ميدالية ذهبية فى أية أولمبياد منذ عشرات السنين غير ما يذهب فى الفساد فى تكلفة المشروعات وغير ذلك الكثير نريد رئيسا يضع قواعد صارمة لاختيار القيادات ويحاسبها كل سنتين حسب الإنجاز وتطابقه مع الخطط الموضوعة ,,,, نريد قانون يبسط كل الإجراءات ويطبق مقولة أن المواطن برئ حتى تثبت إدانته فإذا ثبتت إدانته يحاسب حساب الملكين فلا يدوخ المواطن البسيط حتى يستخرج بطاقة تموين مثلا وهذا المبدأ مطبق فى الخارج فى الدول المتقدمة نريد رئيسا يرفض المعونة الأمريكية إذا تمت على نفس الأسس القديمة حيث كانت توزع بين المحاسب وبعض رجال القطاع الخاص ومعظمهم من الأقباط نريد المعونات فى ميزانية البلد لبناء مشاريع نريد رئيس يهتم بالصناعات العسكرية فكل الظواهر تقول إننا مقبلون على مواجهة عسكرية إما على حدودنا الشرقية أو فى الجنوب المستباح من كل القوى وإلتى تسعى لتفتيته إلى دويلات وقد نجحوا فى مخططهم إلى حد بعيد بسبب المؤامرات الخارجية وغباء النظام الحاكم فى السودان وغفلة النظام المباركى الفاسد وأي رئيس لايعى أن السودان مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر يخطئ خطأ إستراتيجي ,, نريد الرئيس يعيد للقانون سطوته ولا يصدر قانون إلا إذا تأكدنا من تطبيقه وتوفير الظروف الملائمة لتنفيذة فلدينا مثلا قانون يلزم كل عقار متعدد الطوابق أن يخصص الدور الأول كجراج حتى لاتشغل السيارات الشوارع ولكن طبعا يتم تجاهله وهذا هو الفرق بيننا وبين الخارج المتقدم ,,,احترام القانون هناك صار جزءا من منظومة التقدم القانون مقدس نريد الرئيس أن يتنبه إلى حل مشكلة الفتنة الطائفية فى إطار التطبيق الصارم والحازم للقانون ولا نستثنى رجال الكنيسة فما نلاحظه هو أن الإعلام ينسب كل مشكلة طائفية للمتطرفين المسلمين وتبدأ المحاضرة المحفوظة والساذجة عن ضرورة حب الآخر ويستعرض بعض الشيوخ نظرة الإسلام لأهل الكتاب فيثبتوا التهمة علينا ونسى الجميع أن المشكلة أعقد من ذلك بكثير,,, باختصار شديد فإن ثلاثين سنة من حكم مبارك كانت وطأتها على المسلمين أضعاف تأثيرها على المسيحيين بسبب واضح أن المسيحيين أحتموا بالكنيسة وتلقفت الكنيسة الفرصة فأحكمت قبضتها على شعب الكنيسة وتصادف أن الكنيسة يحكمها رجل ذكى شديد الطموح (( وهل نسينا تصادمه مع السادات الذى أدرك مبكرا خطره على الوحدة الوطنية )) المهم قام البابا بدور الزعيم الديني والزعيم الروحى وقام بأعمال هائلة فى رفع شأن المسيحيين وقامت الكنيسة بدور الدولة المفقود فساعدت فقراء المسيحيين وعالجت المرضى وساعدت الطلبة على التفوق مع التوسع فى بناء الأديرة والكنائس وعزل المسيحيين عن أى نشاطات مشتركة مع الأغلبية المسلمة وشجعت الأعمال التبشيرية ,, وكمثال يوضح وجهة نظرى فإن عائلة ساو يرس التى كسبت المليارات من عموم الشعب مسلميه ومسيحييه تدفع الملايين فى مشاريع الكنيسة ولم يفكر مثلا فى بناء مستشفى عام للشعب واكتفى ببضع آلاف يدفعها لزوم الدعاية فى جوائز لامعنى لها إذن فعلى الرئيس القادم العمل على تقوية دور الدولة ليندمج المسيحيين فى العمل العام والعمل السياسي وتطبيق القانون حرفيا فى مسائل التحول العقيدى,,أما فى مسألة الثقافة ورفع مستوى التعليم فنحتاج مشروع ترجمة علمى نشط يترجم آلاف الكتب فى جميع الفروع تبدأ من الكتب المصورة البسيطة والمشوقة والتى تدفع الشباب لحب العلوم إلى الكتب المتقدمة المستوى وهذا الطريق الذى سارت فيه اليابان فى بداية النهضة العظيمة,, أما المدارس والجامعات فتلك قصة أخرى تستدعى تكاتف المجتمع بالكامل وراء مشروع ضخم لبناء مدارس حقيقية لإحداث نهضة حقيقية فى التعليم '' حتى لاأطيل عليك وكملخص لفكرتى أقول لك لو كان محمد على باشا الأمى تاجر التبغ مرشحا لإنتخابات الرئاسة المصرية لأعطيته صوتى على الفور0